شاكر العبسي: من دراسة الطب الى الطيران الحربي فزعامة فتح الاسلام
تاريخ النشر : 2007-09-03
شاكر العبسي: من دراسة الطب الى الطيران الحربي فزعامة فتح الاسلام
شاكر العبسي


غزة-دنيا الوطن

شاكر العبسي الفلسطيني الأردني المحكوم بالإعدام غيابيا، الطيار الحربي الذي تنقل بين تونس وليبيا واليمن وسورية مرورا بألمانيا الشرقية ويوغوسلافيا وروسيا والمجر ونيكاراغوا وصولا إلى العراق هل انتهى ترحاله في لبنان مع القضاء على تنظيم «فتح الإسلام»؟ تضاربت المعلومات حول مكان ولادة شاكر العبسي المعروف بـ «أبو حسين». ففيما تقول بعض المصادر إنه ولد في مخيم الوحدات، وهو واحد من اكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، تفيد مصادر أخرى أنه ولد في مخيم عين السلطان القريب من أريحا في العام 1955، اذ لجأ والده وأقاربه الى هناك من بلدة الدوايمة في محافظة الخليل. وهو الشقيق الثاني في عائلة مكونة من أربعة اشقاء وثلاث شقيقات. متزوج وأب لست بنات وصبي.

درس العبسي في مدارس عين السلطان، وأكمل دراسته في مدارس الـ«الاونروا» في مخيم الوحدات وفي العاصمة الأردنية عمّان. وأنهى الثانوية العامة بتقدير متفوق أهله لدراسة الطب في تونس عام 1973 على نفقة حركة فتح التي انتمى إليها حين كان في السادسة عشرة من عمره. وبعد عام من الدراسة في تونس رجع إلى عمّان تاركاً دراسة الطب، رغبة منه في العمل العسكري والمشاركة في النضال ضد الاحتلال. ذهب إلى ليبيا ليلتحق بالكلية العسكرية هناك وليتخرج عام 1976 برتبة ملازم طيار حربي. بعد التخرج تابع شاكر العبسي دورات عدة في قيادة طائرة «ميغ» السوفياتية المقاتلة من طرازي 21 و22، وذلك في كل من ألمانيا الشرقية ويوغوسلافيا وروسيا والمجر. وفي الثمانينات قاتل إلى جانب دانيال أورتيغا، والى جانب ليبيا في حربها ضد التشاد، وذلك عندما استطاع الجيش الليبي تحرير واحات أوزو. وكان العبسي حينها قائد سرب. انشق عن حركة فتح عام 1983 لينضم الى حركة فتح الانتفاضة. تولى العبسي في اليمن مهمة مدرِّب وقائد سرب في سلاح الجو. وبعدها عاد إلى ليبيا والتحق بالجيش الليبي أيضاً، بصفة مبعوث من «فتح الانتفاضة» وتولى المهمات نفسها. وبقي في ليبيا حتى العام 1993، وفيها ترفع إلى رتبة عقيد. ومنها عاد إلى سورية بعدما قامت السلطات الليبية بإبعاد اللاجئين الفلسطينيين إثر اتفاقية أوسلو المبرمة. وبالرغم من أنّ العبسي المدرِّب في سلاح الجو الليبي لم يكن من بين المبعدين، إلاّ أنه آثر الابعاد الاختياري رافضاً الدعوات الليبية له للبقاء. بعد «اتفاق أوسلو» سنة 1993 عرض عليه رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات قيادة «القوات الجوية» في السلطة، لكنه رفض. وكان يقيم في حي الحجر الأسود قرب مخيم اليرموك في دمشق. وفي هذه الفترة بدت عليه نزعة التديّن. وقيل عنه حينها إنه تمكّن من حفظ القرآن الكريم كاملاً وأداء فريضة الحج عام 2000. وكانت عائلة العبسي التي تقيم في الاردن، فوجئت عندما علمت أن نجلها يقود تنظيم «فتح الإسلام» في لبنان، وخصوصا أنها لم تكن تعلم بمكان وجوده.

ويذكر ان شاكر العبسي مطلوب لدى السلطات الاردنية التي اصدرت عليه حكما غيابيا بالاعدام عام 2004 بعدما دانته محكمة امن الدولة الاردنية في قضية اغتيال الدبلوماسي الاميركي لورنس فولي الذي قتل في عمان عام 2002. وتبنى تنظيم «القاعدة»، الذي كان يقوده آنذاك المتشدد الاردني ابو مصعب الزرقاوي، مسؤولية اغتيال فولي. وفي بداية شهر يونيو (حزيران) 2007 أصدرت السلطات الاردنية حكماً غيابياً آخر بإعدام العبسي بسبب تجنيده متطوعين من دول مجاورة للقتال في العراق.

أفرجت عنه السلطات السورية في فبراير (شباط) 2005 بعدما اعتقلته في سبتمبر (أيلول) 2002. ونفى العبسي ان يكون سبب اعتقاله هو الانتماء الى «القاعدة». وأكد أن التهمة كانت محاولة تنفيذ عملية في الجولان. وحكم عليه بتهمة حيازة السلاح ونقله الى فلسطين.

وكان العبسي ظهر لأول مرة اعلاميا في 26 مايو (ايار) 2007 في شريط فيديو بثته قناة «الجزيرة»، وتضمن الشريط صوراً لمعسكرات «فتح الإسلام» وتدريبات عناصرها.

وظهرت تسمية «فتح الإسلام» لأول مرة في سبتمبر (ايلول) 2006 حين أعلن العبسي انشقاقه والمجموعة التي يتزعمها عن حركة «فتح ـ الانتفاضة» وإقدامه على احتلال مراكزها في مخيم نهر البارد. وبرزت «فتح الإسلام» عندما جرى الكشف عن مخطط لاغتيال 36 شخصية لبنانية. وبعد اتهامها بالوقوف وراء جريمة تفجير حافلتي الركاب في بلدة عين علق القريبة من بلدة بكفيا في جبل لبنان في 13 فبراير(شباط) الماضي.

وقد تضاربت المعلومات امس حول مصير شاكر العبسي، اذ نقلت مصادر مختلفة معلومات حول وقوعه في الأسر ثم مقتله في عداد مسلحي التنظيم الاصولي في معارك أمس، إلا أن ضابطا في الجيش اللبناني قال لوكالة الصحافة الفرنسية انه ربما كان في عداد المقاتلين الذين تمكنوا من الفرار من مخيم نهر البارد شمال لبنان.

وقال الضابط «نؤكد انه ليس بين الجثث (التي انتشلها الجيش) ولا بين الذين اعتقلوا». وتابع «نعتقد انه على رأس المجموعة الصغيرة التي تمكنت من الفرار من المدخل الجنوبي الشرقي للمخيم سالكة مجرى نهر البارد وصولا الى قرية عيون السمك» الواقعة في منطقة الضنية الجبلية الوعرة. وكان الجيش لا يزال امس يواصل عمليات التمشيط في هذه المنطقة بحثا عن الفارين من مقاتلي التنظيم الاصولي.