المطران عطالله حنا: القضية الفلسطينية هي قضيتنا جميعاً
تاريخ النشر : 2017-02-17
المطران عطالله حنا: القضية الفلسطينية هي قضيتنا جميعاً
المطران عطالله حنا


رام الله - دنيا الوطن
أكد المطران عطالله حنا أن شعبنا الفلسطيني بمسيحييه ومسلميه هو شعب واحد يناضل من اجل الحرية والكرامة واستعادة الحقوق السليبة .

 ووصل الى المدينة المقدسة صباح اليوم وفد طلابي جامعي من بولندا ضم اكثر من 150 طالبا جامعيا بولنديا من مختلف الجامعات البولندية والذين وصلوا في زيارة تهدف الى التعرف على الاماكن المقدسة في فلسطين وفي مدينة القدس بشكل خاص وزيارة عدد من الجامعات والمؤسسات التعليمية الفلسطينية ولقاء عدد من الشخصيات الفلسطينية الوطنية.

 وقد استهل الوفد الطلابي الجامعي البولندي زيارته لمدينة القدس بلقاء المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس الذي استقبل الوفد اولا في كنيسة القيامة حيث قدم بعض المعلومات التاريخية المتعلقة بهذا المكان المقدس كما تمت زيارة كافة المزارات والمواقع المقدسة الموجودة داخل كنيسة القيامة وفي مقدمتها القبر المقدس ومن ثم انتقل الوفد الى الكاتدرائية المجاورة حيث استمعوا الى محاضرة هامة من المطران عطا الله حنا .

ورحب المطران بالوفد الطلابي الجامعي الاتي الينا من بولندا للتعرف على فلسطين وتاريخها واثارها ومقدساتها وبهدف التعرف عن كثب على اوضاع شعبنا الفلسطيني في مدينة القدس وفي باقي الاراضي الفلسطينية .

وقال نرحب بزيارتكم للمدينة المقدسة التي نعتبرها كفلسطينيين بأنها عاصمتنا الروحية والوطنية ، نرحب بكم في اقدس مكان يكرمه المسيحيون في مشارق الارض ومغاربها الا وهي كنيسة القيامة المجيدة حيث القبر الفارغ ومكان الصلب وكافة المواقع التي ترتبط بايماننا وعقيدتنا وتراثنا واصالتنا الروحية والوطنية في هذه الارض المقدسة .

لقد زرتم كنيسة القيامة حيث القبر المقدس ، هذا المكان الذي يعتبره المسيحيون قبلتهم الاولى والوحيدة ولا بد لنا ان نؤكد بأن مدينة القدس في التاريخ المسيحي تعتبر المركز الروحي الاول والاعرق والاقدم فهي ام الكنائس ومن هنا انطلقت المسيحية الى مشارق الارض ومغاربها .

وتابع القدس مدينة يكرمها المؤمنون في الديانات التوحيدية الثلاث ونحن نحترم خصوصيتها وفرادتها وتاريخها وتراثها الروحي والانساني ، انها حاضنة اهم مقدساتنا الاسلامية والمسيحية فكنيسة القيامة والمسجد الاقصى المبارك يعتبران من اهم المعالم الدينية في هذه المدينة المقدسة التي تميزت دوما بوحدة ابنائها وتلاقيهم في السراء والضراء .


ولفت إلى أن القضية الفلسطينية هي قضيتنا جميعا ، هي قضية المسيحيين والمسلمين وهي قضية كافة احرار العالم المؤمنين بقيم العدالة والكرامة الانسانية بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية او خلفياتهم الثقافية والاثنية .

يتآمرون على القضية الفلسطينية بهدف تصفيتها وقد شاهدنا قبل يومين هذه المهزلة التي حدثت في واشنطن لدى زيارة نتنياهو ولقاءه مع ترامب ، هذه المهزلة التي تدل على ان هنالك دولا في عالمنا تتشدق بالدفاع عن حقوق الانسان والحريات والديمقراطيات ولكن كل هذا يتوقف عندما يتم الحديث عن فلسطين ، ان اولئك الذين يغضون الطرف ويتجاهلون القضية الفلسطينية وشعبنا المظلوم انما هم شركاء في الجريمة المرتكبة بحق شعبنا ، فالقاتل هو ليس فقط من يمارس الاحتلال ويمتهن كرامة وحرية شعبنا وانما اولئك الصامتون والذين يبررون سياسات الاحتلال والذين لا يحركون ساكنا نصرة لشعبنا الفلسطيني المظلوم هؤلاء جميعا هم شركاء في الجريمة المرتكبة بحق شعبنا .

وأكد ان قضية شعبنا الفلسطيني ليست قابلة للمقايضة والمتاجرة والمزايدة ، ولن يتمكن ترامب ونتنياهو وغيرهم من تصفية القضية الفلسطينية وشطب حقوق شعبنا الفلسطيني ، وليست هنالك قوة في عالمنا قادرة على انهاء حق شعبنا في ان يعيش حرا كريما في وطنه وفي ارضه المقدسة .

نتمنى منكم ان تتعرفوا على شعبنا الفلسطيني خلال زياراتكم الميدانية للجامعات والمؤسسات التعليمية والمدن والبلدات الفلسطينية ، ستكتشفون انكم امام شعب عظيم لن يتمكن جبابرة هذا العالم مهما علت غطرستهم وقدراتهم العسكرية والمالية على النيل من عزيمة هذا الشعب واصراره في ان يعيش بحرية وكرامة في وطنه وفي ارضه المقدسة .

ان هذه المهزلة التي شهدناها مؤخرا في واشنطن تدل على عمق الازمة الاخلاقية التي يمر بها عالمنا اليوم ، انها تجسيد للظلم وامتهان للكرامة وتطاول على حرية البشر .

ان ما حدث في واشنطن لن يجعل شعبنا يركع ويتنازل عن حقوقه فنحن لا نخاف لا من ترامب ولا من نتنياهو ولا من كل اولئك الذين يظنون ان قوتهم هي في السلاح الذي يملكوه وفي المال الذي يتصرفون به .

نحن لا نملك مالا ولا نملك سلاحا ولكننا نملك الارادة والوطنية والانتماء الاصيل لهذه الارض المقدسة ، نحن لا نملك مالا ولا نملك سلاحا ولكننا نملك ما اهم من هذا وذاك وهو اننا ابناء هذه الارض الاصليين ولن يتمكن احد من شطب وجودنا وانتماءنا وتعلقنا بهذه الارض المقدسة .

واشار إلى ان اسرائيل تظن انها قوية لانها مدعومة امريكيا ولانها تتلقى المال والسلاج من جهات كثيرة من عالمنا ، لا تظنوا انها قوية كما تروج لذاتها ، فقوتها هي لان العرب مفككين ومشرذمين ولان الكثيرين من قادة عالمنا فقدوا انسانيتهم ولذلك فإننا نلحظ انحيازهم للظالمين على حساب المظلومين ، قوتنا كفلسطينيين هو اننا نملك الحق التاريخي في هذه الارض التي سلبت منا عنوة ويحق لنا ان نعيش في ارضنا المقدسة بحرية وكرامة مثل باقي شعوب العالم .

وواصل ان انحيازكم يجب ان يكون للحق والعدالة ونصرة المظلومين ، ان انحيازكم يجب ان يكون لكل انسان مظلوم ومعذب ومتألم في هذا العالم ، ان انحيازكم لفلسطين هو انحياز للعدالة والقيم والاخلاق والمبادىء السامية التي يجب ان ننادي بها جميعنا .

ووضع الوفد في صورة اوضاع المدينة المقدسة وباقي الاراضي الفلسطينية المحتلة كما قدم للوفد الطلابي بعض المنشورات والوثائق التي اصدرتها مؤسسة باسيا في مدينة القدس.

 كما قدم للطلاب وثيقة الكايروس الفلسطينية متحدثا عن اهدافها ومضامينها ورسالتها ، وقال : بأن كنائس القدس ستبقى كمعلمها مبشرة بقيم المحبة والاخوة والسلام واحترام الكرامة الانسانية ، ان انحيازنا سيبقى دوما لفلسطين ولن تنحرف بوصلتنا باتجاهات اخرى ، ولن نكون الا الى جانب شعبنا في سعيه ونضاله من اجل الحرية ، نحن فلسطينيون ونفتخر بانتماءنا لهذا الشعب الذي نحن مكون اساسي من مكوناته فالمسيحيون في فلسطين ليسوا جالية او طائفة او اقلية بل هم فلسطينيون بكل  ما تعنيه هذه الكلمة من معاني ، وسنبقى دوما اوفياء لتراثنا الروحي وايماننا وقيمنا الانسانية ولانتماءنا العربي الفلسطيني النقي .