الدولة الديمقراطية بديلاً لحل الدولتين.. ما اسمها ومن يديرها؟
تاريخ النشر : 2017-02-17
الدولة الديمقراطية بديلاً لحل الدولتين.. ما اسمها ومن يديرها؟
توضيحية


خاص دنيا الوطن - رائد الأطرش
الولايات المتحدة الأمريكية تخلت عن فكرة حل الدولتين كحل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وإسرائيل تسعى على مدار الوقت لإنهاء هذا الحل وإحباط إمكانية تطبيقه من خلال سياساتها الاستيطانية وفرض التغييرات على الأرض، والعالم لم يعد قادراً على حماية خياره ومشروعه المتمثل بحل الدولتين، في ظل ذلك كله، ومع تصريح الدكتور صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، الذي قال فيه: إن البديل الوحيد لخيار الدولتين يتمثل في دولة ديمقراطية واحدة وحقوق متساوية للجميع، فما معنى هذا الطرح؟

 بداية، نفى غسان الشكعة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير لـ"دنيا الوطن"، ان تكون المنظمة وافقت أو ناقشت أصلاً فكرة الدولة الديمقراطية الواحدة، مؤكداً أن تصريح الدكتور عريقات يمثله فقط ، مشيراً إلى أن إسرائيل نفسها لن تقبل بفكرة إقامة دولة واحدة لما يمثله من خطر ديمغرافي عليها. 

بدوره، شدد الكاتب والمحلل السياسي د. أحمد رفيق عوض في حديث لـ "دنيا الوطن"، على أن إسرائيل من المستحيل أن تسمح لنا أن نكون في دولة واحدة متساوي الحقوق، لأن عدد الفلسطينيين أكبر من عدد الإسرائيليين ما يعني السيطرة على "الكنيست" وتشكيل حكومة هذه الدولة. 

وأشار عوض، إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لم يأت إلى هنا ليقوم بتطبيق الديمقراطية، بل هو في أرضنا لاحتلالها والاستمرار في مشروعه الرافض للوجود الفلسطيني في هذه الأرض، مضيفاً: "الحل الآن عند إسرائيل التي تنسف (أوسلو) وكل ما اتفق عليه الطرفان، وتنسف 25 عاماً من الدبلوماسية والاتفاقات، وتنسف الرؤية الدولية لحل الصراع والجهود العربية وغير العربية، وتتجاوز كل الطروحات لتحتل الأرض الفلسطينية، وبالتالي الحل الإسرائيلي هو حل دولة احتلال بقوميتين".

 وعن تصريح عريقات إن كان يمثل تهديداً لإسرائيل في حال أنهت فعلياً حل الدولتين، بين المحلل السياسي، أن طرح حل الدولة الديمقراطية الواحدة ليس تهديداً بل هو تقديم حسن نوايا، بمعنى، كأننا نقول لإسرائيل اجعلونا من رعاياكم، مشدداً على ضرورة التمسك بدولة فلسطينية ذات سيادة. أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية، 

الدكتور مصطفى البرغوثي، قال لـ"دنيا الوطن": "إذا أصرت إسرائيل وبدعم من الولايات المتحدة الأمريكية على القضاء على فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة، فلن يبقى حل مقبول للشعب الفلسطيني إلا دولة واحدة على كامل أراضي فلسطين، ويتمتع فيها الجميع بحقوق ديمقراطية كاملة، أما بديل إسرائيل وأمريكا بتكريس نظام الفصل العنصري (الأبرتهايد) وعبودية فلن يمر ولن نقبل به بأي حال من الأحوال". 

وأضاف البرغوثي، إسرائيل والولايات المتحدة ألقوا بالبحر اتفاق (أوسلو) و25 عاماً من المفاوضات، والمطلوب فلسطينياً يجب العمل على أربع خطوات، وهي: إحالة إسرائيل فوراً إلى محكمة الجنايات الدولية، والانضمام فوراً إلى كافة المؤسسات الدولية وخاصة تلك التي تعتبر مواقع حساسة، ومطالبة كل دولة تقول إنها تدعم حق الفلسطينيين في دولة بالاعتراف بدولة فلسطين، خاصة دول أوروبا التي لم تعترف بنا بعد، وأخيراً تصعيد المقاومة الشعبية في وجه الاستيطان الإسرائيلي وتصعيد حركة المقاطعة وفرض العقوبات على إسرائيل من كل العالم، ومطالبة الدول العربية بفرض مقاطعة على إسرائيل.

وعن شكل الدولة الديمقراطية التي أكد البرغوثي أنه لن يكون سلام إلا من خلالها إذا قتل حل الدولتين، بين أنه من الممكن أن يكون رئيسها فلسطينياً أو رئيس وزرائها فلسطينياً وأغلبية برلمانها من الفلسطينيين، يعيش فيها المسلمون واليهود والمسيحيون معاً، ويتم الاتفاق على اسم جديد لهذه الدولة، مشيراً إلى أن هذه الفكرة لم تناقش في منظمة التحرير، وهي بحاجة لأن يكون هناك وحدة بالموقف.

وأوضح المحلل السياسي د. عادل سمارة، أن الدولة بنظامين تعني مساواة بين الاحتلال و الفلسطينيين، وكأنه شكل من أشكال الفدرالية، وليس شرطاً أن يقبل الاحتلال بذلك، أما الدولة الديمقراطية فهي مجرد وهم، متسائلاً في أي مجال من الممكن أن نتساوى مع الاحتلال الإسرائيلي الذي لديه الاقتصاد والأرض والصناعات المتقدمة والصناعات العسكرية والجيش، مضيفاً: "عريقات أو غيره من القيادات يجب عليهم أن يفكروا بأي حل مع الاحتلال، لا دولة ولا دولتين، فالخطاب "الصهيوني" يقول بشكل واضح إنه يريد كل شيء". 

واستذكر المحلل السياسي المؤتمر "الصهيوني" العالمي عام 1995 الذي عقد في القدس المحتلة، عندما قال مناحيم بيجن لبيرس أنت مرن مع الفلسطينيين فأجابه الأخير، انظر إلى عدد الفلسطينيين عام 1995 هو نفس عددهم تقريباً عام 1967، أنا لست مرناً! بمعنى الاحتلال الإسرائيلي بدل أن يقوم بالطرد الشامل كما فعل عام 1948، كان يقوم بعملية إزاحة الفلسطينيين بشكل غير مباشر إلى أن يقرروا هم الانزياح الذاتي والخروج.

 وأضاف د. سمارة في حديثه لـ "دنيا الوطن"، كل الطبعات المطروحة سواء مبادرة الملك فهد او مشروع الدولة او الدولتين أو الدولة ثنائية القومية أو الدولة الديمقراطية أو الدولة التي قدمها التجمع العربي الإسلامي في بيروت بقيادة يحيى الهدار، كل هذا بالنسبة للاحتلال ورق يناقشوه ويثرثروا عليه والمشروع على الأرض هو قضم الأرض. وعن سبل مواجهة المخططات الإسرائيلية، قال سمارة: "يجب أن يكون هناك عمل على الأرض يتعلق بمقاطعه الاحتلال الإسرائيلي ورفض التطبيع والسماح للشاب المقاوم أن يقاوم بكل الأشكال التي يستطيع بها وأن تقوم السلطة بالمحافل الدولية بما تستطيع، ويتم تقسيم العمل ما بين الشعبي والرسمي".

 نستذكر هنا؛ الحل الذي قدمه الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في كتابه الأبيض لحل المشكلة الفلسطينية – الإسرائيلية، وهو دمج الدولتين في دولة واحدة ديمقراطية أسماها في حينه "إسراطين"، والسؤال هنا، هل أصبح حل "المجنون" في حقائب العقلاء؟