البرغوثي: إخوة مروان ألقوه بالجب.."السجن".. قيادات بالضفة تنتقد المركزية لاستبعاده
تاريخ النشر : 2017-02-16
البرغوثي: إخوة مروان ألقوه بالجب.."السجن".. قيادات بالضفة تنتقد المركزية لاستبعاده
الأسير مروان البرغوثي


خاص دنيا الوطن - محمود الفروخ
قال القيادي في حركة فتح، قدورة فارس تعقيباً على تجاهل اللجنة المركزية للقائد الأسير مروان البرغوثي: إن الهدف من اعتقال القائد مروان هو إبعاده عن ساحة الفعل والتأثير، ولكنه بما يمثل من فكر ثوري ومنهج حركي فتحاوي أصيل، ظل حاضراً وبقوة في وعي الشعب الفلسطيني، وليس أدل على ذلك من تصدره لكل استطلاعات الرأي منذ اعتقاله، وحتى اليوم.

وأضاف فارس لـ "دنيا الوطن"، أن البرغوثي يحظى باحترام واهتمام عربي وعالمي كبير، وقد تجلى ذلك بشكل واضح في الحملة الدولية لإطلاق سراحه وكافة الأسرى، موضحاً أن هذه الحملة تضم في عضويتها قادة ومناضلين عظماء من القارات الست من بينهم خمسة من الحائزين على جائزة نوبل للسلام، ومنحُه مواطنة شرف في ثلاثين مدينة فرنسية، إضافة إلى إحدى المدن الإيطالية، في حين يتم تجاهله من قبل اللجنة المركزية في خطوة غير مفهومة و"مرفوضة" من قبل قطاعات واسعة من كوادر حركة فتح.

وأكد فارس أن مروان البرغوثي، الذي لم يتطلع يوماً للمواقع والمناصب سيواصل ومن سجنه ممارسة دوره كقائد ومناضل يحظى بمحبة واحترام أبناء شعبه، مؤمناً برسالته وبالقيم والمبادئ التي كانت عليها حركة فتح، متمسكاً بوعد حركته لشعبنا العظيم بإنجاز الحرية والاستقلال، ومؤكداً في الوقت ذاته، على عهده للشهداء والأسرى والجرحى، والمُبعدين بأن يواصل مسيرة الكفاح معهم حتى الحرية والاستقلال.

بدوره، عضو المجلس التشريعي عن حركة فتح، 
وعضو المجلس الثوري، جمال حويل، من جنين قال لـ "دنيا الوطن": نحن نحترم قيادة حركة فتح واللجنة المركزية وقراراتها، ولكن كنا نتمنى ونتوقع أن يكون هناك موقع متقدم للأخ مروان البرغوثي لما يمثله من حالة نضالية مميزة، وما زال قابعاً خلف القضبان، وخاصة أن روح الحركة وصوتها تم التعبير عنه بالمؤتمر السابع وحصوله على أعلى الأصوات.

وأكد حويل، أن ما حصل نحترمه ولكنه شكل خيبة أمل عند مناضلي الحركة وأسراها وقواعدها، إن اختيار مروان في موقع متقدم هو رسالة لحركة فتح وروحها النضالية والديمقراطية ورسالة لأسرانا الأبطال بأنكم في القلب من الاهتمام، ورسالة للاحتلال "الصهيوني" بأن مروان الذي حاولتم إبعاده وعزله عن حركته وشعبه ما زال رقماً صعباً في مركز القرار، ولكن مروان الذي يحظى بأعلى شعبية والأكثر شهرة عالمياً، سيبقى من الأرقام الصعبة في معادلة الشعب الفلسطيني وخياراته الديمقراطية القادمة، ومروان البرغوثي رجل متفائل همه حرية شعبه وحرية الأسرى، وسيبقى رجل الميدان والفعل والرؤية ورجل الوحدة الوطنية ولا يهمه أي موقع أو منصب، ونتمنى التوفيق للحركة في قيادة شعبنا.

عضو المجلس الثوري لحركة فتح حافظ البرغوثي أكد في حديث خاص لـ "دنيا الوطن" أنه يبدو أن هناك من اختار الحل الوسط والمريح داخل اللجنة المركزية، وهو توزيع الملفات والمناصب مع تدويرها بشكل سنوي على أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح، باعتباره الحل الأمثل لوقف النزاع المستعر بين أعضاء اللجنة المركزية على المناصب.

أما حافظ البرغوثي، فقال: "حتى لو لم يُطرح اسم مروان البرغوثي داخل الاجتماع لتولي أي منصب، فلن يحصل على أغلبية، لأن أغلب أعضاء اللجنة المركزية، متهافتون على المناصب ولا يريدون أن يتسلم أي أحد أي منصب بدلاً منهم.

وأوضح أن استثناء مروان، من أي منصب سيؤثر على الروح المعنوية والنضالية والثورية لأبناء وكوادر فتح، على اعتبار أن مروان نموذج يحتذى به، والتخلي عنه في هذه الظروف بمثابة هدية للإسرائيليين، أن افعلوا به ما شئتم، وهذا استفراد بمروان وتركه وحيداً.

وتابع البرغوثي: "كان يتوجب على اللجنة المركزية بعد توزيع المناصب، أن تصدر بياناً تطالب فيه بإخراج مروان من السجن، نظراً لأهميته ولتضحياته التي قدمها للشعب وللقضية ولفتح على وجه الخصوص، لكن ذلك لم يحدث، وكأن إخوة يوسف "مروان" ألقوا به في غياهب الجب.

بدوره، أكد القيادي في حركة فتح عبد الفتاح حمايل، لـ "دنيا الوطن"، أنه من الواضح أن السبب في استبعاد الأخ مروان البرغوثي، من توليه مسؤولية تنظيميه في إطار اللجنة المركزية، والذي حصل في انتخابات المؤتمر على أعلى الأصوات فيها، مرده ببساطه أن مروان يشكل الحالة الرمزية لطبيعة النضال الوطني المستند على حقيقة أننا لا زلنا في مرحلة التحرر الوطني، وهذا يترتب عليه تغيير جذري في النهج القائم، والذي تمثله الحالة الفتحاوية الرسمية الراهنة، وبالتالي فإن التباين في الرؤية والنهج ما بين المفهومين جلي وواضح.

وذكر حمايل، أن ذلك "يعني بوضوح أن المرحلة ليست مرحلة مروان، ومن هم يلتقون معه في هذا النهج". 

أما القيادي في حركة فتح، أمجد جبران، فقال: "مروان البرغوثي رافعة فتح الحقيقية، والتي تجلب الالتفاف الجماهيري من غير المؤطّرين حول فتح، بما يُعَزِّز قوتها ورياديتها للمشروع الوطني التحرري، وأنه واهم كل من يعتقد بنفسه من أعضاء اللجنة المركزية، أَنَّ بإمكانه تجاوز مكانة و رمزية وقوة وشعبية مروان البرغوثي، أو يرتقي لِيُدانيها، موضحاً أنّ (أبو القسّام) أكبر من أي منصب، ومكانة صندوق الاقتراع أعلى من أي مكان، وخيار إرادة الأحرار -الكامنة في صدور الأوفياء- ستُمَكنه مِن قيادة الشعب لبَر حُريّته وتحرير الوطن، على حد تعبيره.

وتابع: "من باب إحسان الظن في أعضاء اللجنة المركزية، فإن مركزية فتح خبّأت مروانها الأبيض ليوم انتخاباتها الأسود [مواجهة حماس في انتخابات الرئاسة] فمروان الوحيد القادر على الفوز بها والمؤهل لها".

ووصف جبران، استثناء مروان من مناصب المركزية، بالموقف البائس المتمثل في توزيع مهام اللجنة المركزية، دون الإشارة حتى إليه؛ وهذا يضع مروان البرغوثي موضِعاً أعلى من أي موضع كان من المحتمل أن يضعوه فيه