حيوانات غريبة تأكل البشر وتثير الذعر في البصرة

حيوانات غريبة تأكل البشر وتثير الذعر في البصرة
حيوانات تم ضبطها بواسطة السلطات والقوات البريطانية أثارت ذعرا بالبصرة
غزة-دنيا الوطن

ساد الذعر بين أهالي محافظة البصرة الايام الماضية، اثر ظهور حيوانات غريبة تهاجم السكان ليلا وافترست عددا من الأطفال.

وامسك المزارعون المحليون بعضا من هذه الحيوانات وقتلوها، لكن هذا لم يبدد الشائعات المتداولة حول وحش يأكل البشر جلبته القوات البريطانية لزرع الرعب بين سكان المدينة. وأفاد عدد من شهود العيان لـ«الشرق الأوسط» بأن حيوانات غريبة افترست 4 أشخاص، بينهم طفل، في قرى كرمة علي وأبو صخير والجسر والشخاطة، وهي من قرى الأهوار.

ولم يكف العنف الذي تعانيه المحافظة والصراع بين مختلف الميليشيات فيها، بل برزت تلك الحيوانات التي يقول البعض انها مشابهة نوعا ما للغرير، تجوب الشوارع ليلا وتهاجم السكان مثيرة الذعر في صفوفهم. وقال سلمان زبون من أهالي قرية البو حلوة، إن الحيوان المتوحش الذي شاهده له أوصاف الدب والخنزير والكلب، وهو ما يسميه الأهالي «الكرطة» (الغرير).. فيما أكد سكان قرية كرمة، أن مجموعة من أهل القرية تمكنت من قتل أحد هذه الحيوانات المفترسة وعلقته على بوابة جسر الكرمة، الطريق الرئيس بين بغداد والبصرة. ووصف مواطن آخر الحيوان المتوحش بأنه يشبه الكلب لكنه أكبر منه، وله مخالب يقدر طولها بنحو 15 سم، وشعره اسود وبني طويل جداً، ورأسه مثل رأس الدب لكنّ يديه قصيرتان، لا يخرج إلا في الليل. واتهم قرويون قوات الاحتلال بأنها وراء إلقاء هذا النوع من الحيوانات في أطراف البصرة، بينما يرى آخرون أنها وصلت عبر الحدود الإيرانية - العراقية في مياه الأهوار المشتركة بين البلدين. وحاول اختصاصيون عراقيون تهدئة السكان، لكن الشائعات انتشرت كالنار في الهشيم في احياء ثاني مدينة عراقية والقرى المحيطة بها وسط تشويش وشكوك في ظل اجواء حرب الميليشيات وغيرها. وتفحص مشتاق عبد المهدي مدير مستشفى البصرة البيطري جيف حيوان الغرير الهجين، وحاول طمأنة المواطنين، مؤكدا ان هذه الحيوانات لم تصل بعد الاجتياح بقيادة الجيش الاميركي في ربيع عام 2003.

وقال لوكالة الصحافة الفرنسية «ظهرت حيوانات الغرير، وبالعامية الكرطة، عام 1986، اي قبل الاجتياح.. وما يتردد حول جلب القوات البريطانية هذا الحيوان غير صحيح على الاطلاق». ويتناقل سكان البصرة مقطع فيديو على الهاتف الجوال، يظهر حيوان الغرير الشبيه بحيوان الظربان السمين ومخالبه طويلة. وغرير العسل حيوان مفترس قادر على قتل افاعي الكوبرا، ويصل وزنه الى 14 كلغ.

واستقرت القوات البريطانية في البصرة، ويتوجب عليها محاربة طاحونة الشائعات، حيث يحملها السكان مسؤولية كل ما يحل بمنطقتهم، وضمن ذلك ما يشاع عن امراض تسببها حيوانات الغرير ذوات المخالب الطويلة والانياب البارزة.

وقال الناطق العسكري البريطاني الميجور ديفيد غيل «اظن ان هذه الحيوانات من نوع غرير العسل الضارية، لكنها غير خطرة ولا تهاجم الانسان ما لم يستفزها». واجاب عندما سئل عن الشائعات «هذه الحيوانات محلية، لكنها نادرة في العراق، فهي آكلة لحوم ليلية ومعروفة بانها مفزعة، لكنها لا تلاحق الناس لتحملهم الى اوكارها».

ويتفق كل من العلماء والجنود بان الغرير ليس خطرا على البشر، لكنهم اخفقوا حتى الان في طمأنة عامة الناس. وقالت سعاد حسن (30 عاما) وهي ربة منزل «كنت نائمة ليلا فضربني على رأسي هذا الحيوان الغريب الذي لم اشاهده من قبل، حاول زوجي ضربه بسرعة لكنه هرب».

واضافت «انه بحجم الكلب ورأسه يشبه القرد، ويقفز بسرعة». اما ستار جبار (50 عاما) وهو مزارع من ابو صخير، شمال البصرة، فيعتقد ان لدى الغرير قدرة على مهاجمة فرائس كبيرة. ويقول «شاهدت هذا الحيوان قبل ثلاثة ايام فقط، لم اكن قد رأيته سابقا، حاولت اطلاق النار عليه لكنه فر الى البستان، انه كائن ليلي يهاجم الحيوانات حتى البقرة يمزقها بمخالبه».

من جهته، يقول الاربعيني علي محسن من كرمة علي، شمال البصرة، «شاهدت هذا الحيوان بعد ان داهمت القوات البريطانية المنطقة، ربما جلبوا هذا الحيوان من المطار القريب الذي يتخذوه قاعدة لهم وألقوا به هنا».

ووسط هذه الروايات، هناك القليل من الخبراء الذين يطمئنون الناس مثل غازي يعقوب، معاون عميد كلية الطب البيطري. ويقول يعقوب «الغرير نوع من القوارض من جماعة العرسيات، حاستا السمع والشم عنده قوية، فهو حيوان ليلي يختفي في النهار، يأكل الحيوانات الصغيرة كالدجاج والجرذان، يهاجم اذا أحس بالخطر، لا يفترس الانسان لكنه يهاجمه اذا استفزه».

وتابع «هذا الحيوان موجود في العراق منذ مدة طويلة، يعيش في المناطق الكثيفة الاعشاب، من المحتمل انه ظهر في هذا الوقت بسبب تقلص مساحة الاهوار». ورغم ذلك، يعتقد الجيش البريطاني ان سكان البصرة خائفون قليلا. ويحذر الميجور غيل قائلا «اذا حاصرته ووخزته بعود، فسوف تكون الغلبة له.. لم نرسل حيوانات الغرير العملاقة الى البصرة، ولم نجمع بيوض الافاعي ونقذف بها في شط العرب».

التعليقات