بيــــــان صـــــــادر عن الجبهة العربية الفلسطينية

بسم الله الرحمن الرحيم

بيــــــان صـــــــادر عن

الجبهة العربية الفلسطينية

سبعة وثلاثون عاما من النضال واثنا عشر عاماً على التجديد



يا جماهير شعبنا العظيم ..

في الذكرى السابعة والثلاثين لانطلاقة الجبهة العربية الفلسطينية والعام الثاني عشر على التجديد يمثل أمامنا مسيرة نضال طويل خاضه شعبنا بكل قوة وإصرار من أجل انتزاع حقوقه الوطنية من براثن الاحتلال البغيض وهو اليوم أكثر تصميماً على مواصلة النضال وبكافة أشكاله حتى تحقيق كامل أهداف شعبنا في العودة وتقرير المصير .

إن العام الماضي حمل في طياته العديد من الأحداث الهامة والتطورات الكبيرة التي تحمل معاني سامية في تاريخ شعبنا ، فقد غاب عنا الشهيد القائد الرمز ياسر عرفات ، تاركاً فينا كل معاني التمسك بالحقوق والإصرار على الموقف والسير قدماً في طريق واضح تم تعبيده من خلال دماء آلاف الشهداء وآلام الجرحى ومعاناة الأسرى فيكون هذا الأداء الفلسطيني الرائع في نقل السلطة وإجراء الانتخابات الرئاسية والبلدية وتعزيز التوافق الوطني الذي هيأ إلى زوال الاستيطان من قطاع غزة ومن شمال الضفة الغربية ليكون ذلك رسالة واضحة للعالم أن هذا الشعب قادر على صنع المعجزات بداية من انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة ومروراً بالمعارك والبطولات والانتفاضة والمقاومة ووصولاً إلى إجبار العدو على سحب مستوطنيه من قطاع غزة وشمال الضفة الغربية ليسجل بذلك انجازاً كبيراً لشعبنا وسابقة تؤكد إمكانية إزالة الإحتلال وتحرير الوطن وانجاز الحقوق الوطنية .

ايها الشعب المناضل ..لقد أراد العدو من خلال تنفيذ خطة الانسحاب من طرف واحد ان يلغي وجود شريك فلسطيني وان يراهن على ان نقع في شرك الخلافات الداخلية وان يضلل العالم بأنه يعمل على تحقيق السلام بينما هو يواصل تطبيق برنامجه في زيادة الاستيطان في الضفة الغربية وتهويد القدس ومواصلة بناء جدار الفصل العنصري والمضي لإقامة دولة فلسطينية بحدود مؤقتة كبديل عن حقوق شعبنا كما أقرتها الشرعية الدولية . ان هذا المخطط يتطلب توحيد الصفوف وحشد الطاقات والتأكيد على وحدانية السلطة وتعزيز سيادة القانون وإنهاء كل المظاهر المسلحة والفلتان الامنى ومواصلة عملية الإصلاح واعتبار ذلك هو بداية كسر الهوة بين جماهير شعبنا وقواه السياسية والسلطة الوطنية والأجهزة الأمنية .

إن سحب المستوطنين وجنود الاحتلال من قطاع غزة يطرح علنيا العديد من المهمات التي يجب ان نتعاطى معها بمسئولية عالية فلازال العدو يسيطر على المعابر جاعلاً قطاع غزة سجن كبير ولازال أيضاً يواصل سياسة الاغتيالات والغارات والتجريف والحصار ، مما يتطلب تحديد برنامج وآلية لمواجهة هذا العدوان المتواصل بالإضافة إلى إعادة بناء ما دمره الاحتلال وتفعيل مؤسساتنا الوطنية وخاصة منظمة التحرير الفلسطينية وإدارة شئوننا الاقتصادية والأمنية والسياسية بالشكل الذي يعكس صورة ناصعة عن شعبنا وقدرته على إدارة شؤونه من خلال الاحتكام الى صندوق الانتخابات التشريعية التي يجب ان تتم وبمشاركة جميع القوى الوطنية والإسلامية في موعدها المحدد لتعكس شراكة سياسية حقيقية في صنع القرار وإدارة المجتمع .

إننا وبهذه المناسبة إذ نتوجه بالتحية والتقدير لشعبنا في لبنان الذي حمل الثورة الفلسطينية لعقود طويلة ولا زال يمثل إرادة الصمود والتمسك بحق شعبنا في الشتات في العودة الى وطنه رافضاً كل أشكال التوطين والتهجير . فإننا نتوجه إلى لبنان الشقيق حكومة وشعباً بمعالجة الوجود الفلسطيني في لبنان بروح من المسؤولية العالية سواء من خلال حماية سلاح المخيمات باعتباره أحد ضمانات الدفاع عن النفس أمام أي عدوان إسرائيلي أو من خلال توفير فرص العمل والعيش الكريم لحين تأمين حقهم في العودة الى ديارهم .

يا جماهير شعبنا المناضل .. في الوقت الذي يواصل شعبنا نضاله في الدفاع عن حقوقه وعن كرامة أمته وفي الوقت الذي يواصل الطرف الإسرائيلي محاولات الالتفاف على حقوق شعبنا وعدم الانصياع لقرارات الشرعية الدولية نجد العديد من الدول الشقيقة والصديقة تسعى إلى إقامة علاقات مع الطرف الإسرائيلي مقدمة ذلك كجائزة على ما يقوم به وما يفكر به تجاه شعبنا وتجاه المنطقة , إن هذا الواقع يتطلب تحركاً جماهيرياً عربياً جدياً ليكون بداية لصحوة حقيقية تمنع المؤامرة التي تحاك ضد شعبنا وامتنا والتي بدأت تتضح ملامحها من خلال ما يتعرض له العراق الشقيق من مؤامرة تقسيم ستكون النموذج الذي سيؤول إليه العديد من الأقطار العربية .

إن الجبهة العربية الفلسطينية وبهذه المناسبة إذ تؤكد مجدداً على أهمية مواصلة الانتفاضة المباركة والمقاومة الباسلة فإنها تتوجه إلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته في الضغط على الطرف الإسرائيلي للتوقف عن عدوانه والانصياع لقرارات الشرعية الدولية واعتبار ذلك هو الطريق لتحقيق السلام الذي يضمن الأمن والاستقرار لشعبنا ولكافة شعوب المنطقة .

يا جماهير شعبنا الوفي .. في كافة المناسبات الوطنية نؤكد اعتزازنا بصمود أهلنا داخل الخط الأخضر ومسيرة الشهداء والجرحى والمعتقلين والمبعدين ونقول لهم أننا نجدد العهد والقسم لكم ولشعبنا إن نواصل المسيرة حتى الإفراج عن كافة الأسرى وعودة كل المبعدين وانجاز حلمنا الكبير في العودة وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس .

التحية كل التحية لشعبنا الفلسطيني المرابط المكافح

المجد لشهداء شعبنا وامتنا والـشـــــــفاء للجرحى والحــــرية للأسرى

التعليقات