اختيار جنس الجنين.. حقيقة أم خيال؟

اختيار جنس الجنين.. حقيقة أم خيال؟
غزة-دنيا الوطن

عبر العصور ظل أمر جنس المولود المنتظر هو شغل الوالدين الشاغل.. والقاعدة العلمية المتعارف عليها بأن جنس المولود يتحدد بنوع الكروموسوم الذي يحمله الحيوان المنوي أما أنثوياً (X) أو ذكرياً (Y)، في حين أن بويضة الأنثى لا تحمل إلا (X) أي الكروموسوم الأنثوي.



فإذا كان الالتقاء بين الحيوان المنوي للكروموسوم الذكري (Y) مع البويضة التي تحمل الكروموسوم الأنثوي (X) مع البويضة كان الناتج أنثى.. وبناء على ذلك يتضح بأن نوع كروموسوم الرجل هو الذي يحدد جنس الجنين.



ومن تاريخ الشعوب القديمة وتحديداً من الإغريق وصلت إلينا نظرية جالينوس وهو طبيب مرموق في عصره، لتحديد جنس الجنين اعتماداً على قناعته بأن الخصية اليمنى تحدد الولد الذكر، والخصية اليسرى تحدد الأنثى..



وبناء على هذه القناعة كان الرجل الإغريقي يضغط على خصيته اليسرى لمنع تكون الإناث خلال الجماع.. وكذلك الحال بالنسبة للرجل الهندي.. والشعب التايواني اعتقد أن أكل اللحوم والأسماك المملحة والمتبلات يساعد على إنجاب الذكور.



وفي القرون الوسطى كانت تؤكل خصيتا الأرنب الذكر للحصول على صبي.. وتؤكل أحشاء الأرنبة للحصول على بنت.. وكثيرة هي المحاولات التي سعت لها البشرية لاختيار جنس المولود، حتى تدخل العلم وأصبح لاختيار جنس المولود وسائل مختلفة.



طبياً هناك أكثر من 500 من الأمراض الوراثية المرتبطة بالكروموسوم (X) وهي الأمراض التي تصيب الذكور بشكل عام وفي حالات نادرة جداً تصيب الإناث.. وهي تصيب حوالي واحد من كل ألف مولود.



ومثال مرض نزف الدم الوراثي والطريقة الوحيدة لتجنب هذه الأمراض هو الحيلولة دون إنجاب ذكر، لحين يتمكن العلم من وضع الفحوصات لأنواع الأمراض الوراثية المرتبطة بالكروموسوم (X)®. والتوصل إلى علاج جديد لها.



عوامل اجتماعية وثقافية



اجتماعياً.. هناك ما يسمى بالتوازن العائلي، وهنا تلعب عدة عوامل نفسية، ثقافية، اقتصادية ودينية دوراً في تفضيل الذكر أو الأنثى، كالرغبة في تخليد اسم العائلة، أو إقامة توازن في عائلة مكونة من ذكر أو أكثر. وفي بعض الثقافات تعتبر البنت عبئاً مالياً كبيراً، حيث على الأهل دفع مهر ابنتهم (خصوصاً في الهند).



النظام الغذائي



ومع تطور العلم أصبح لاختيار جنس الجنين وسائل مختلفة، ومن هذه الوسائل النظام الغذائي، فقد أثبتت الأبحاث والتجارب بأن لتغذية المرأة أثر في عملية اختيار جنس المولود، فزيادة نسبة الصوديوم والبوتاسيوم في الغذاء وانخفاض نسبة الكالسيوم والمغنيسيوم يحدث تغيرات على جدار البويضة لجذب الحيوان المنوي الذكوري (Y) .



واستبعاد الحيوان المنوي الأنثوي (X) وبالتالي تكون نتيجة التلقيح ذكراً، والعكس صحيح فإن زيادة نسبة الكالسيوم والمغنيسيوم في الغذاء وانخفاض نسبة الصوديوم والبوتاسيوم يجعل البويضة تجذب الحيوان المنوي الأنثوي (X) ويستبعد الحيوان المنوي الذكري (Y) .



وبالتالي تكون نتيجة التلقيح والحمل أنثى. وعلى السيدة إتباع هذا النظام الغذائي قبل شهرين على الأقل من الحمل، فإذا كانت السيدة ترغب بإنجاب ذكر فعليها زيادة نسبة البوتاسيوم والموجود بنسبة عالية في رقائق الذرة مثل الكورن فليكس، الفواكه الطازجة، مثل الموز، المشمش، البطيخ، الجريب فروت، عصير البرتقال .

والأجاص والكرز، الفواكه المجففة، الخضروات الطازجة مثل الفاصوليا الخضراء، القرنبيط (الزهرة)، البازلاء، البطاطا، الطماطم سواء ثمار أو عصير أو معجون، الدجاج بدون الجلد وخاصة الصدر، الديك الرومي، الحبوب المجففة وخاصة العدس. وكذلك عليها زيادة نسبة الصوديوم والموجود في ملح الطعام.



وإذا كانت السيدة ترغب بإنجاب أنثى فعليها زيادة نسبة الكالسيوم والموجود في الحليب ومشتقاته، اللوز، البندق، عباد الشمس، السمسم، الخبز المصنوع من القمح الأبيض وبدون ملح وخميرة، الخضروات وخاصة الورقية ومنها الخس، الملوخية، الجرجير، والبقدونس، الباميا، الجزر، الثوم، سمك السلمون، والسردين والمحار.

كذلك زيادة نسبة المغنيسيوم الموجود في خبز النخالة، الفول السوداني، حبوب الصويا، الحليب ومشتقاته، وبإمكان السيدة التي ترغب بإنجاب أنثى أن تتناول جميع أنواع الفاكهة ما عدا (الموز، البرتقال، الكرز، المشمش، والخوخ) ... العسل وكميات محدودة من اللحوم، الإمتناع عن المقالي والشوكولاتة والحلويات.



تحديد الوقت

من الوسائل التي تساعد في اختيار جنس الجنين توقيت الجماع، وهذه الوسيلة تعتمد على الخصائص الفيزيائية للحيوانات المنوية فمن المعروف أن الحيوان المنوي الذكري (Y) خفيف الوزن سريع الحركة ولكنه يعيش فترة قصيرة، في حين أن الحيوان المنوي الأنثوي (X) ثقيل الوزن بطيء الحركة ويعيش لفترة زمنية أطول.



وعلى هذا يتحدد موعد الإباضة عند السيدة بالإمكان التدخل نسبياً بالتوقيت المناسب للجماع فإذا حدث الجماع مباشرة بعد حدوث الإباضة فإن الكفة ترجح للذكورة والعكس صحيح. وهناك عدة مؤشرات لموعد الإباضة منها طريقة الحساب فمثلاً: دورة من 28 يوماً، احتمال الإباضة: 2814= اليوم الرابع عشر من الدورة.

وهناك مؤشرات أخرى كارتفاع في حرارة الجسم بشكل طفيف، وآلام أسفل البطن أو آلام في الصدر، أو نزول نقطة دم وقت الإباضة، وهناك بعض الفحوص السريرية والمختبرية، مثل التصوير بالموجات الفوق الصوتية للمبيض (السونار) وهي أكثر دقة، وغيرها من الفحوص.



تحذيرات



من الوسائل الأخرى التي تساعد في اختيار جنس الجنين، وهي الوسيلة التي أصبح متعارف عليها عند الناس، ألا وهي الوسط الحامضي والقاعدي، حيث أن الوسط الحامضي هو أكثر ملائمة للحيوان المنوي الأنثوي.



والوسط القاعدي هو أكثر ملائمة للحيوان المنوي الذكري، والاعتقاد السائد بأن عمل دش مهبلي قاعدي أو حامضي يمكن أن يغير من هذا الوسط. وهذه الطريقة لها فرصة للنجاح إلى ما يقارب 5%. لكن ما يجب التحذير منه أن هذه المحاليل يجب أن تكون محضرة بدقة طبية وعليمة وإلا سيكون تأثيرها سلبياً على خصوبة المرأة.



عمر الزوجة



البرنامج الصيني لاختيار جنس الجنين هو برنامج قديم قدمه الصينيين قبل أكثر من 700 عام، وهو يربط العلاقة ما بين عمر السيدة والشهر الذي سيحدث فيه الإخصاب لاختيار جنس الجنين. وهذه الطريقة رفعت نسبة الحصول على جنين ذكر إلى 60% (في الوضع الطبيعي 51%).



عمليات مخبرية



هناك عدة طرق مخبرية وذات تقنية عالية مثل غربلة الحيوانات المنوية وفصلها وعمل الحقن الاصطناعي. أو فصل الحيوانات المنوية على أسس أكثر دقة، وذلك بالاعتماد على محتويات المادة الوراثية (DNA). أما الطريقة الأكثر انتشاراً والأكثر ضماناً فهي طريقة مرتبطة بأطفال الأنابيب حيث يتم بعد ثلاثة أيام من إجراء التلقيح دراسة نوع جنس الأجنة بعد تشكلها ومن ثم غرزها في رحم السيدة.

وأخيراً يبقى السؤال الذي يطرح نفسه، هل تترك قضية اختيار جنس المولود دون شروط وقيود؟ إن غالبية الدول التي تجري بها هذه العملية تقيدها بشروط أهمها ارتباط جنس المولود بمرض وراثي أو تشوه خلقي. وعلى هذا يجب دراسة كل حالة طبياً واجتماعياً قبل البدء ببرنامج اختيار جنس المولود.

*البيان

التعليقات