أنباء عن تبادل لإطلاق النار داخل باب العزيزية

أنباء عن تبادل لإطلاق النار داخل باب العزيزية
غزة - دنيا الوطن
كشف مصدر ليبي مطلع كان يقيم حتى أمس في منطقة باب العزيزية التي يتحصن فيها العقيد الليبي معمر القذافي في العاصمة طرابلس، لصحيفة الشرق الاوسط السعودية عن تبادل لإطلاق نار بأسلحة أوتوماتيكية داخل القلعة التي تعد آخر قلاع القذافي وأبنائه. وقال هذا المصدر المقرب من القذافي وأبنائه، إنه كان هناك ثلاثة قتلى على الأقل في إطلاق النار الذي استمر لمدة عشرين دقيقة على الأقل قبل أن تتم السيطرة عليه. وقال المصدر وهو من الأفارقة العرب الذين حصلوا على الجنسية الليبية لخدمتهم لثورة القذافي، إن تبادل إطلاق النار جاء من الجهة التي يقيم فيها عدد من أنجال القذافي وعدد من أقاربه وحلفائه من قبيلة المقارحة، لكنه قال عبر الهاتف من طرابلس، إنه تأكد في وقت لاحق من يوم أمس، أن سيف الإسلام وخميس ومحمد والمعتصم، وهم من أبناء القذافي يباشرون الإشراف على العمليات العسكرية غرب طرابلس وشرقها. وأضاف أن القتلى الثلاثة لهم ملامح ليبية وأعتقد أن ضرب النار جاء من الجهة التي يوجد بها بقايا من الحراسة الخاصة بعبد الله السنوسي، رئيس الاستخبارات العسكرية الذي عزله القذافي وحدد إقامته داخل باب العزيزية. وأعتقد أيضا أن القتلى من بين هؤلاء الحراس أيضا. وعما إذا كان السنوسي ما زال على قيد الحياة في باب العزيزية، قال المصدر: «نعتقد أنه تمت تصفيته ولا نعرف أين هو على وجه التحديد، لكن هناك من يقول من بين الموجودين في باب العزيزية، إنه انتهى هنا (في باب العزيزية)».

وعمل المصدر في مجال التوجيه الثوري، قبل أن يكلفه القذافي في السنوات الخمس الأخيرة، بالتفرغ للعمل في لجنة مختصة بتهيئة البلاد لتوريث الحكم لسيف الإسلام، وعكس المصدر، الذي تم ضمه قبل عام إلى الإقامة مع حاشية القذافي الضخمة في باب العزيزية، وجود حالة من الارتباك والخوف بين المقربين من القذافي بمن فيهم القذافي نفسه وأنجاله.

وقال إن عائشة القذافي حاولت بالفعل الهروب إلى خارج ليبيا قبل نحو أسبوع، لكن أي دولة لم تقبل بها، وإن هذا أصاب عائلة القذافي بغضب كبير، إلى جانب فشلهم في سحب أي أموال من أرصدتهم بالخارج، خاصة في سويسرا وبريطانيا، وأشعرهم هذا بخطورة الوضع الذي أصبحوا فيه، وأن العزلة الدولية التي تتزايد على عائلة القذافي تدفع بهم إلى مواصلة القتال للحفاظ على الحكم والبقاء فيه مهما كلفهم الأمر. وأن المسألة أصبحت «يا قاتل يا مقتول».

وأضاف المصدر أن سيف الإسلام أصيب بحالة هيستيرية وكان صوته يسمع عبر الجدران، عندما فشلت عملية واحة الكفرة، مشيرا إلى أن فشل عملية واحة الكفرة أظهرت إلى أي مدى أصبح الموقف حرجا. وأضاف أن واحة الكفرة، بلدة تقع شرق ليبيا قرب الحدود مع مصر ولها امتداد عبر الحدود مع كل من مصر وتشاد والسودان، وكان يمكن بحسب المصدر أن تكون محطة لاستقبال مقاتلين لنجدة حكم القذافي، من ناحية الشرق، ولفتح جبهة تشغل المحتجين بعيدا عن المدن الغربية.

وتابع أن الخطة كانت من الأوراق التي يؤجل سيف الإسلام استخدامها، رغم أن أخاه خميس أشار على أبيه القذافي أن يعجل بها منذ استيلاء المحتجين على مدينة بنغازي في أحداث 17 فبراير (شباط). وقال إن سيف الإسلام طلب تأجيل تنفيذ الخطة إلى أن يتمكن قذاف الدم، المبعوث الشخصي للقذافي، من إرسال مقاتلين من امتداد القبائل الليبية في مصر.

وأوضح المصدر أن الخطة كانت تقضي بإرسال أسلحة وأموال ومقاتلين من الكتائب الأمنية، عبر الطائرات إلى واحة الكفرة التي يوجد بها مطار وطلائع من الموالين للقذافي، وذلك للالتفاف على المدن الشرقية من أقصى الشرق. وأضاف أن فشل مهمة قذاف الدم وإعلانه عن استقالته من منصبه ولجوءه إلى مصر، لم يمنع من تنفيذ سيف الإسلام للخطة، التي انتهت بالفشل والخسران. وقال: «سيف الإسلام صمم على إرسال ثلاث طائرات، لكن تم البدء فيما بعد بطائرة واحدة».

وأضاف أن أول طائرة وصلت إلى مطار واحة الكفرة، كانت محملة بألفي قطعة سلاح وأربع وعشرين سبيكة من الذهب و18 مليون دولار، للإنفاق على عمليات الالتفاف على المدن التي خرجت من نطاق سيطرة القذافي. وقال المصدر: «حين كانت الطائرة ما زالت في السماء متجهة إلى مطار واحة الكفرة، كان أهالي الكفرة قد أعلنوا انضمامهم إلى المحتجين، وحين هبطت الطائرة في مطار الواحة، أحاطوا بها وأجبروا من فيها على الاستسلام، وسلموا الأموال لمصرف الواحة، ووزعوا الأسلحة فيما بينهم، لمساعدتهم في العمل على إسقاط نظام حكم العقيد القذافي». وقال المصدر، إن «فشل هذه الخطة برمتها كان مؤلما بالنسبة للقذاذفة، لأنه لم يعد يوجد أي بؤر موالية للقذافي يمكن الاعتماد عليها في فتح جبهات في المنطقة الشرقية».

التعليقات