بالفيديو والصور.. أغانٍ ودبكة شعبية في سجون غزة

خاص دنيا الوطن- كمال عليان
على وقع الأغاني الوطنية والتراثية والدبكة الشعبية، وتحت شعار "إصلاح وبناء" أمضى نزلاء مركز الإصلاح والتأهيل التابع لوزارة الداخلية في شمال غزة ليلتهم على غير العادة.

وبأقل الإمكانات وأبسطها استطاع خمسة نزلاء ممن يهوون الغناء إحياء حفل ترفيهي غنائي، شارك فيه العشرات من زملائهم، وعدد من ضباط وقيادة المركز، فيما وفرّت الإدارة لهم كافة التسهيلات ضمن مبادرة للترفيه عنهم.

وتخلل الحفل العديد من الفقرات الفنية والدبكة الشعبية نفذتها فرقة النزلاء، ومعزوفة السلام الوطني على الكمان وفقرة غنائية ملتزمة.

ويؤكد مدير مركز الإصلاح شمال غزة، العقيد بسام ياغي، أنهم يسعون إلى تقديم كل التسهيلات التي من شأنها التخفيف من آلام وحزن النزلاء في السجن، مبيناً أن هذا الاحتفال يندرج ضمن البرامج الإصلاحية التي وضعتها الإدارة العامة للإصلاح والتأهيل.

وقال ياغي لـ"دنيا الوطن": "ارتأينا في إدارة المركز أن نقدم شيئاًً يخفف عن النزلاء حزنهم وشوقهم لعائلاتهم قد المستطاع، واستطعنا بجهود بعض النزلاء الذين بادروا واقترحوا علينا إقامة هذا الحفل أن نقيمه لتغيير نمط حياتهم في السجن، وإشعارهم بأننا نشاطرهم أوقاتهم وأحزانهم".

وأضاف ياغي أثناء مشاركته في الحفل "نحن وبجهود حثيثة من إدارة الاصلاح والتأهيل، نحاول أن نقدم كل ما يفيد النزلاء ويخفف عنهم مصائبهم، ويساعد في التخفيف من الحالة النفسية لهم، فأغلبهم سجنوا بناء على ذمم مالية والتي جاءت بسبب الحصار الإسرائيلي على القطاع"، موضحاً أنهم يسعون إلى فك العزلة والتخفيف من وطأة سلب الحرية لدى النزلاء.

وأشار إلى أن البرامج الثقافية والفنية والتربوية والترفيهية لها وقع إيجابي على نفوس النزلاء باعتبارهم مواطنين يستحقون كل العناية والاهتمام والرعاية.

وأكد مدير مركز الإصلاح، أنه سيسعى خلال الفترة المقبلة لتكرار مثل هذه الاحتفالات للنزلاء، مشدداً على أنهم حريصون على أن يقضي النزيل مدته في المركز دون أي ضغوطات نفسية عليه، والمحاولة بإشراكه بالحياة المهنية، وأن يصبح منتجاً.

وأعرب النزلاء عن سعادتهم بما يوفر لهم داخل السجن، مثمنين دور مدير المركز الذي يسعى بجهوده لتمكينهم من الالتقاء بأسرهم، وكذلك تسهيل أي عمل من الممكن أن يخفف عنهم.

وقال أحد النزلاء: "إن هذا الحفل داخل السجن كان له بالغ الأثر علينا وعلى نفسية النزلاء، فهو يغير نمط الحياة في السجن" معرباً عن أمله في استمرار مثل هذه الحفلات ولو بشكل أسبوعي.

وأضاف لـ "دنيا الوطن" هذه الاحتفالات تشعرنا أننا لسنا في عزلة عن العالم الخارجي، وأننا نستطيع أن نضحك ونفرح حتى ولو داخل السجن، فهي مدة لابد أن نقضيها بالسجن فلماذا لا نقضيها بمثل هذه الاحتفالات الترفيهية؟

وفي تصريحات مماثلة، أعرب عدد من الضباط المناوبين المشاركين في هذه المبادرة لـ"دنيا الوطن" عن سعادتهم بإدخال الغبطة والأمل على قلوب النزلاء، وعن استعدادهم لبذل المزيد من الجهود في هذا الإطار.

دقائق قليلة تلك التي مكثت فيها "دنيا الوطن" بمركز إصلاح وتأهيل شمال غزة، كانت كفيلة برؤية الفرحة في عيون النزلاء، وهم يشاهدون فرقة الدبكة ويدندنون بالأغاني، ما أنساهم ولو لحين وقع الاحتجاز وحررهم من معاناة القضبان، وأطلق العنان لأجسادهم للتعبير بشكل حر عن فرحتهم في أجواء اتسمت بالحميمة وروح المسؤولية.