تحالفات حسمت وأخرى بالإنتظار

تحالفات حسمت وأخرى بالإنتظار
بقلم : منيف عبدالله الحوراني

الممارسات الكرديه العسكريه على الأرض واندلاع المواجهات
بين حليفي الأمس، الأكراد و قوات النظام السوري. الدعم الأميريكي المباشر، العلني و الواضح للأكراد أماط اللثام أخيراً عن موافقة السياسه الأميريكيه ودعمها لسعي الأكراد لإقامة دوله كرديه، بغض النظر عن شكلها وحجمها، لكنها قد تمتد من غرب إيران مروراً بشمال غرب العراق إلى شمال سوريا وصولاً إلى جنوب تركيا.
بالنسبة لتركيا فإن قيام كيان كردي قوي، معروف ومسبق التحالفات ينشأ في جنوبها وعلى حدودها الجنوبيه يمثل تهديداً لوحدة أراضيها وأمنها القومي، وهكذا فهو يشكل خطاً أحمر سميكاً. النظام السوري لعب الورقه الكرديه بنجاح وها هو يقايضها في مقابل خروج تركيا من صف الأطراف المناديه بسقوطه. إيران لعبت ورقة النظام السوري وأفلحت في الخروج من عزلتها الدوليه، لكن طموحاتها في المنطقه لم تنته ولايزال لديها مصلحه في دعم حليفها العراق الساعي إلى عدم التسليم بخسارة مساحات واسعه غنيه بالنفط في شماله وغربه لصالح دوله كرديه ستشكل من ناحية أخرى تهديداً لإيران في غربها. روسيا وإضافة لكل الأسباب الإقتصاديه الوجيهه من وجهة نظرها، فإنها تريد أن تلعب دور القوه العظمى الأخرى في المنطقه والعالم في موازاة الولايات المتحده الأميريكيه.
التحالف الأميريكي الكردي رسم ملامح وحدد أطراف التحالف الآخر في مواجهته. سوريا، تركيا، إيران، العراق وروسيا.
ولكن، أين السعوديه، التي لطالما، ومنذ بداية الأزمه السوريه، مارست دوراً بصفتها لاعباً أساسياً فيها.
تبدو السعوديه الآن كما لو أنها خارج اهتمامات التحالفين القائمين. لكن الأمر لربما مايزال منوطاً بها إن هي اختارت الإنضواء تحت لواء أحدهما، وهذا أمر يرتبط بماذا تريد وما هي على استعداد لتقديمه. يبدو من الصعب على السعوديه أن تختار التحالف الذي يضم إيران بما تشكله تلك الأخيره من تهديد مباشر لها في منطقة الخليج، ولكن، وإذا كان أمر إقامة دوله كرديه لايعني السعوديه في شيء، فهل هي بالإضافة إلى ذلك قادره على إنعاش اهتمام التحالف الأميريكي الكردي بالإبقاء على إسقاط النظام السوري على جدول اهتماماته وأولوياته ، بل وأكثر من ذلك، إضافة محاربة إيران إلى بنود ذلك الجدول.
في تلك الصوره تبدو المعارضه السوريه الغير داعشيه أمام خيار إما التخلي عن شعاراتها بعدم تجزئة سوريا والموافقه على اقتطاع أجزاء معتبره منها لصالح الدوله الكرديه أو انتظار فرج قد يأتي وقد لايأتي من جانب السعوديه.
و ماذا عن داعش. هل انتهت؟ هل مازال سارياً إجماع الكل، بأن داعش عدو الكل. تبدو الإجابه بنعم مؤكده إذا اختارت داعش أن تبقى عدو الكل، وهي بهذا تكون قد اختارت نهايتها. ولكن ماذا لو أوجدت خارطة التحالفات الجديده مخرجاً لداعش إن هي اختارت أن تتحالف.
لربما تفصح الأيام القادمه عن خيارات الأطراف التي لم تحسم أمرها بعد. لكن الأهم هو أن الأيام القادمه ستكشف، لا عن تفعيل الدور التركي في دعم النظام السوري فحسب، وإنما عن توسيع رقعة الفعل التركي الروسي ليشمل دوراً مباشراً أو شبه في العراق.