الفلسطينية ريما قنواتي تتسلم جائزة المجلس الدولي لتعليم الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية على المستوى الدولي

الفلسطينية ريما قنواتي تتسلم جائزة المجلس الدولي لتعليم الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية على المستوى الدولي
رام الله - دنيا الوطن
سلمت لجنة التحكيم في المجلس الدولي لتعليم الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية (ICEVI) منح الفلسطينية ريما قنواتي جائزة المجلس السنوية التي يتم منحها لقيادات ناشطة في مجال تعزيز حقوق الاشخاص ذوي الاعاقة في المجتمع وذلك تكريماً وتقديرا لها على كافت الجهود التي بذلتها للنهوض بواقع الإعاقة في المجتمع الفلسطيني على أكثر من صعيد لا سيما الحق في التعليم الجامع من خلال العمل على إرساء معالم سياسة خاصة بهذا الموضوع بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم من خلال الترويج لهذا المفهوم كمنطلق حقوقي في التعاطي مع حق الأشخاص ذوي الإعاقة في التعليم على مختلف المستويات والمراحل التعليمية.

وفي تعليقه على تسلم الجائزة قال كولن لاو رئيس المجلس الدولي لتعليم الاشخاص ذوي الاعاقة البصرية ان منحها للفلسطينية ريما قنواتي ياتي تكريما لها لانها تستحقها بكل جدارة لخدماتها البارزة في مجال الإعاقة البصرية موضحا ان لجنة خاصة من قبل المجلس قررت منحها الجائزة بعد مراجعة ما قدمته من ارادة ومهارة  وتصميم جاء على شكل إقناع الحكومة الفلسطينية على الوفاء بالتزاماتها تجاه الأطفال والشباب الذين يعانون من إعاقات بصرية .

واشار لاو ان المجلس يعتبر قنواتي مصدر إلهام لما حققته من انجازات رغم كافة الظروف الصعبة التي تعايشها كفتاة فلسطينية تعاني الاعاقة وتعيش تحت الاحتلال في ظروف صعبة على مختلف المجالات.

وعبر لاو عن امله ان تعطي هذه الجائزة لقنواتي بعد منحها اياها مزيد من الدعم والارادة موضحا ان قنواتي وما حققته من انجازات يؤكد على قدراتها موضحا ان الجائزة تؤكد لها ان هناك من يقف الى جانبها ويدعمها.

واشار الى ان القنواتي بهذه الجائزة وبانتخابها نائبا لرئيس المجلس على المستوى الدولي و تعيينها مسؤولة للشرق الاوسط وشمال افريقيا سيعطيها مزيد من الدور القيادي في المنطقة للنضال من اجل حقوق ذوي الاعاقة البصرية على المستوى الاقليمي معربا عن دعم المجلس لها.

يشار الى ان ريما القنواتي مدير المشاريع والتطوير بجمعية بيت لحم العربية للتاهيل ناشطة معروفة في مجال تعزيز حقوق الاشخاص ذوي الاعاقة من خلال عملها كما انها تعمل على اذكاء الوعي العام والتنسيق مع مختلف الأطر المجتمعية لتأسيس واقع أكثر إيجابية في تعزيز حق الأشخاص ذوي الإعاقة في التعليم استنادا إلى مبادئ حقوق الانسان والاتفاقيات الدولية الناظمة لهذا الحق وكذلك من خلال التعاون وعضويتها المباشرة في المجلس الدولي لتعليم الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية.

وسيتم منح قنواتي جائزة الشخصية القيادية العالمية في مجال الاعاقة في احتفال رسمي كبير سيجري في ولاية اورلاندو بالولايات المتحدة الامريكية، حيث أعلن المجلس الدولي لتعليم الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية (ICEVI) أنه قرر منح هذه الجائزة للقنواتي التي لديها اعاقة بصرية كاملة.

و تتمتع قنواتي بشخصية ذات ارادة وقوة جعلت منها ناشطة في الدفاع عن حقوق وقضايا الأشخاص ذوي الاعاقة على المستوى الوطني إضافة إلى خبرتها العميقة في التنمية والمعاهدات والاتفاقيات الدولية ذات العلاقة بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وخبرتها العملية التي تزيد عن 22 عام والناتجة عن اخراطها في العمل المباشر في حقوق وقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة كما أن لديها العديد من العلاقات مع منظمات ومؤسسات دولية تعمل في مجال التنمية والتطوير وحقوق الأشخاص ذوي الاعاقة

علاوة على قدرتها المتميزة في الإدارة والقيادة والتشبيك على المستوى المحلي بشقيه الحكومي والمدني وعلى المستوى الدولي. وهي في ذلك كله، تستند إلى ايمانها الراسخ بان قضية الإعاقة قضية تنموية حقوقية عبر قطاعية تخضع لمبادئ العمل التنموي وتنطلق من منطلقاته. وهي كذلك جزء من المنظومة التشريعية الدولية الناظمة بحقوق الانسان تخضع لمبادئها ومعاييرها وتوجيهاتها.

وليست هذه المرة الأولى التي تمنح فيها الأنسة قنواتي جوائز عالمية فقد سبق لها أن حصلت على جوائز عالمية من مؤسسات دولية ابرزها الجائزة 2009 الخدمة الدولية لحقوق الإنسان في المملكة المتحدة وذلك لدورها البارز في الحراك المطلبي للنهوض بواقع الأشخاص ذوي الاعاقة.

كما انها كانت من بين ابرز المتحدثين في اجتماع الأمم المتحدة الرفيع المستوى المعني بالإعاقة والتنمية نيابة عن المجتمع المدني، سبتمبر 2013.

وهي عضو ممثل في المجلس الأعلى الفلسطيني لشؤون الأشخاص ذوي الإعاقة، نائب رئيس اللجنة الإقليمية لغرب آسيا التابعة للمجلس الدولي لتعليم الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية. وهي ايضا نائب رئيس مؤسسة  CBM-إقليم شرق المتوسط الاستشارية الإقليمية وعضو لجنة المهنيين العاملين في مجال التعليم الجامع لمؤسسة CBM، وممثلة لفلسطين في الشبكة المسكونية لذوي الاعاقة التابعة لمجلس الكنائس العالمي - الشرق الأوسط.

ومنذ ان تولت قنواتي منصب مدير تطوير البرامج في جمعية بيت لحم العربية للتأهيل، عملت على تطوير واقع الاشخاص ذوي الاعاقة من خلال برامج مجتمعية تستهدف الأشخاص ذوي الإعاقة - في مجالات التعليم الجامع، والتمكين الاقتصادي وإعادة التأهيل، والتدريب المهني، والتدخل النفسي والاجتماعي.

كما انشات القنواتي مركز متخصص في التأهيل البصري، وهو الوحيد من نوعه في فلسطين. حيث يتبنى نهج التأهيل متعدد الأوجه من خلال تقييم القدرات البصرية والأداء الوظيفي وبناء التدخلات المطلوبة لمختلف الأعمار.

لم تقتصر الجهود التي بذلتها قنواتي على المستوى السياساتي والقانوني المتمثل في إرساء معالم سياسة التعليم الجامع والترويج لهذا الحق ورفع الوعي العام لدى كافة الأطراف ذات العلاقة. بل قدمت نموذجاً جيداً على مستوى الممارسة في تعزيز نهج التعليم الجامع في مرحلة ما قبل المدرسة من خلال إعادة هيكلة اثنين من رياض الأطفال والعديد من المؤسسات التعليمية وذلك بإجراء التعديلات البيئية اللازمة وبناء التدخلات التعليمية المناسبة والتقنيات والاستخدام الفعال للمعينات فضلا عن إنتاج مواد تعليمية يمكن الوصول إليها، وكذلك رفع وعي وتمكين قدرات الموظفين العاملين في هذه الرياض وتمكين قدرات الاباء والأمهات ليكونوا أكثر دعما ومساندة لحقوق أبنائهم مما عزز من فرص الأطفال ذوي الإعاقة في المشاركة الكاملة في جميع الأنشطة المدرسية (التعليمية والتربوية والترفيهية والاجتماعية والرياضية والأنشطة مناهج إضافية).

وقد ساهمت كذلك في إنشاء مركز للمصادر في جامعة بيت لحم لدعم الطلاب الذين لديهم اعاقة بصرية ولعبت دورا بارزا في تمكين الشباب من ذوي الإعاقة البصرية وفي تثقيفهم بحقوقهم في الاندماج والمشاركة الكاملة في التعليم وفي المجتمع ككل.

وقادت قنواتي حملات ضغط على الجهات الرسمية ومنها وزارة التربية والتعليم الفلسطينية والتعليم العالي لتنفيذ برنامج وطني بشأن إدراج التعليم الجامع، كجزء من جهودها لكسب التأييد لإدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في جميع جوانب التنمية.

واصبحت قنواتي ممثلة للمنظمة في برنامج التعليم الجامع للأشخاص ذوي الاعاقة البصرية بعد تبنيه من قبل وزارة التربية والتعليم على الرغم من كل التحديات التي تواجهها بسبب الأوضاع السياسية المتدهورة باستمرار في فلسطين نتيجة الاحتلال الاسرائيلي حيث تعتبر قنواتي حلقة الوصل بين المنظمة والوزارة لتطبيق سياسة التعليم الجامع وما يترتب عليها من تغيرات جوهرية في نظام التعليم وفي استراتيجيات التطبيق على مختلف المستويات كمان أنها قامت بالتنسيق مع العديد من الجهات المانحة لدعم وتطوير هذه السياسة وتعزيز حق الأشخاص ذوي الإعاقة في الاندماج بالمجتمع.

يشار الى ان المجلس الدولي هو منظمة اهلية غير حكومية تاسست عام 1952 و هو مركز استشاري لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع الى الأمم المتحدة كما انه أحد الأعضاء المؤسسين للجنة الامم المتحدة بشان الأطفال ذوي الإعاقة اليونيسيف ويعمل بشكل وثيق مع منظمة اليونسكو، والبنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية.

ويعمل المجلس منذ سنة 2011 على تعزيز مفاهيم التعليم الجامع للاشخاص ذوي الاعاقة البصرية في فلسطين من خلال مديرة تطوير البرامج والمشاريع في جمعية بيت لحم العربية للتأهيل ريما قنواتي وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم لتحقيق الاهداف الرئيسية وتعميم التعليم الابتدائي وتعزيز المساواة بين الجنسين وتطوير شراكات عالمية من أجل التنمية.

وتقدر المنظمة ان 285 مليون شخص ذوي إعاقات بصرية في جميع أنحاء العالم منهم 39 مليون شخص لديهم إعاقة بصرية كاملة و 246 مليون شخصا يلديهم اعاقات بصرية جزئية كما يعد 90٪ من ذوي الإعاقة البصرية من ذوي الدخل المنخفض. 
كما اظهرت المنظمة ان اقل من 10٪ من الأشخاص الأطفال ذوي الإعاقة البصرية  يتلقون التعليم، بالإضافة إلى تعرضهم للتمييز.