حصدت ست جوائز عالمية .. "فداء" من الخليل: كرّمها العالم وتجاهلها مجتمعها

حصدت ست جوائز عالمية .. "فداء" من الخليل: كرّمها العالم وتجاهلها مجتمعها
رام الله - خاص دنيا الوطن - ساري جرادات 

كثيرة هي الادوار التي لعبتها المرأة على الساحة الفلسطينية، فبين الصمود والتربية استطاعت خلق جيل فلسطيني قادر على تحدي الصعاب والوقوف بوجه كل المتغيرات التي عصفت بالقضية، رغم وجود الاحتلال والقهر المجتمعي الذي وقع عليها. 

فداء ابو تركي واحدة من رياديات العمل النسائي الفلسطيني البارعات، استطاعت مع مجموعة من السيدات تأسيس ست مؤسسات بمحافظة الخليل، وتشغل حاليا منصب رئيس مجلس ادارة مؤسسة " ارادة الحاضنة الاولى لسيدات الاعمال " والتي تعمل في كافة انحاء الوطن، وتعمل بمنصب الرئيس التنفيدي لجمعية المركز الفلسطيني للاتصال والسياسات التنموية. 

استطاعت فداء مقاومة كافة الظروف القاهرة التي مرت بها، حيث نشأت وترعرت في بلدة الخليل القديمة التي تعاني الاغلاقات والحواجز والاعتداءات من قبل قوات الاحتلال ومستوطنيه، وفي كل مرة كان يتم اغلاق مدرستها كان تجلس هي وزميلاتها امام المدرسة لمتابعة دراستهن. 

انخرطت الناشطة فداء في العمل المؤسساتي بعد عام من تخرجها من جامعة القدس المفتوحة تخصص تربية ابتدائية، واستطاعت لفت انتباه زملائها وشركائهم في العمل المجتمعي لنوعية افكارها ومقدرتها على التاثير على نساء المجتمع، وبدأت تاخد دورا اكبر في العمل الميداني الخاص بالنساء. 

عملت السيدة ابو تركي على 56 مبادرة مجتمعية هادفة على مستوى فلسطين ومصر والاردنوالوطن العربي، وتهتم مبادراتها بالمراة والشباب والاطفال وكبار السن، وتهدف من وراء مبادراتها لدعم وتمكين السيدات في القرى والمناطق المحاذية لجدار الفصل العنصري والمستوطنات. 

ومن ابرز الجوائز التي حصلت عليها هي جائزة الملك الاردني عبد الله للانجاز والابداع الشبابي، واحتلالها المرتبة الاولى على العالم العربي من اصل 1800 متقدم، وجائزة الامير عبد العزيز كأفضل ريايدة اعمال على مستوى العالم، وجائزة من مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة التابع لجامعة الدول العربية، وافضل ريادية اعمال على مستوى الوطن العربي وجائزة اشوكا العالمية التي منحتها اياها الولايات المتحدة الامريكية وجائزة من الحكومة اليابانية وحصولها على لقب سفيرة الشباب العربي في العالم.

تقول الريادية فداء ابو تركي عن الجوائز التي حصلت عليها انها لفلسطين وليست لها وتهديها للناس البسطاء الصامدين في قراهم ضد سرطان الاستيطان والاحتلال، لكن ابرز ما يثير سخطها هو تكريمها من قبل جهات دولية وعالمية ولم يلتفت لها احدا في وطنها التي تقدم كل مبادرتها باسمه ورفع شأنه بين الامم والشعوب، سوى تكريم من جامعة القدس المفتوحة. 

وتضيف ابو تركي لمراسلنا ان الحياة الزوجية كانت داعم ودافع رئيسي لها لتحقيق مزيدا من الانجاز والابداع لصالح شعبها، ويقدم لها زوجها الدعم والمساندة لتعزيز استمراريتها في العمل والريادة، كذلك كان حال عائلتها معها بدعمها وتشجيعها لتحقيق رسالتها وطموحها في الحياة، حيث تعتبرهم شركاء النجاح والمستقبل. 

تقوم السيدة ابو تركي بدراسة الماجستير في جامعة القدس وتنوي دراسة الدكتوراة لخدمة شرائح مجتمعية اكثر، ولتمكين المجتمع ثقافيا وسياسيا وفكريا، وحذرت من المؤسسات التي تعنى بشؤون الشباب والنساء التي تحاول استغلالهم بهدف تجنيد الاموال والحذر من التعامل معهم. 

ووجهت الناشطة فداء ابو تركي رسالة الى الشابات بضرورة التسلح بسلاح الارادة والعزم والاصرار لمواصلة طريقهن نحو المستقبل، والبحث عن الذات وعدم الانتظار مطولا خلف ابواب المؤسسات بانتظار الوظائف التي ربما تحد من مقدرتهم على العطاء في بعض الاحيان. 

تستمر مسيرة النساء الفلسطينيات في البذل والعطاء لرفع علم بلادهن في كل المحافل، رغم كل الظروف الصعبة التي تواجهن سواء من قبل المجتمع او حتى بفعل وجود الاحتلال، وما دخول المرأة الفلسطينية كافة مجالات العمل النقابي والمؤسساتي الا دليل قوة على تكاملها ومناصفتها للرجل بكافة الادوار والواجبات المنوطة بالفرد.