مفوضية رام الله والبيرة و" العلاقات العامة " تنظمان محاضرة للمركز النسوي في الأمعري

رام الله - دنيا الوطن
 نظمت مفوضية التوجيه السياسي والوطني لمحافظة رام الله والبيرة وبالتعاون مع العلاقات العامة في قيادة منطقة رام الله والبيرة والضواحي محاضرةً لسيدات المركز النسوي في الأمعري، وكان عنوان المحاضرة: " الضغوطات النّفسية وكيفية معالجتها "، ألقاها المفوض السياسي للأمن الوطني رامي غنّام بحضور مشرفة المركز نادية حبوب وسيدات المركز النسوي.

وفي بداية المحاضرة قال غنّام بأنّ مجتمعنا الفلسطيني لا يخلو من الضغوطات والتوترات التي يتعرض لها كل يوم نتيجة الاحتلال الجاثم على أرضنا و نتيجةً للظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها شعبنا الفلسطيني؛ بالإضافة إلى الضغوط الناتجة عن عدم الرضا والتوافق ما بين الطموحات الفردية والقدرات الشخصية. وبطبيعة الحال يتأثر كل واحد فينا بهذه الضغوط وهذه التوترات ولكن نسبتها تختلف من شخصٍ إلى آخر بحسب الحالة النّفسية عند كلّ فرد. وأغلب هذه الضغوطات النّفسية تبدأ نتيجة تجربة أو موقف ما مرّ بها أي واحدِ فينا فَتحدِث تغيرات داخلية أو خارجية مما تُسبّب للشخص التي يتعرض لها مجموعة من الاضطرابات النفسية أو الجسدية.

وقال غنّام بأن هناك أسباب أخرى لهذه الضغوطات منها الغضب الشديد والانفعالات عند حدوث أي موقف سلبي، والتردد في اتخاذ القرارات وبالتالي الخوف من المستقبل، وعدم وجود علاقات اجتماعية وأسرية ناجحة في بعض الأحيان، وعدم المقدرة على تحديد الذات حيث ينتج عن ذلك الإحساس بالضياع وعدم الاكتراث لما يجري حولنا.

وتناول غنّام أهم أعراض هذه الضغوطات والتي تتمثل في تدني احترام الذات وفقدان الثقة بالنّفس، وضعف التركيز والنسيان، وعدم المقدرة على التعامل مع الآخرين بالشكل الملائم والمناسب حتى مع أقرب الناس إلينا، وهناك أعراض نفسية أخرى منها الهموم الزائدة والوساوس ومشاعر الحزن والاكتئاب التي يمكن أن تسيطر على طريقة تفكيرنا بشكل سلبي فتؤثر على حياتنا الشخصية أو العملية، وأكثر من ذلك فإنَّ هذه الضغوطات إذا ما سيطرت علينا فإنّها تقتل فينا المقدرة على الإبداع والتميّز.

وحّذّر رامي غنّام الحضور من بعض الأمراض التي قد يسببها الضغط النّفسي وأهمها ظهور علامات الهرم والشيخوخة المبكرة، لأنَّ التوترات النفسية تؤدي إلى الإسراع في ضمور خلايا الدماغ مما يضعف الذاكرة، وتُظهر الشخص يبدو أكبر من عمره بكثير.

ولمواجهة ومعالجة هذه الضغوطات النّفسية دعا غنّام الحضور إلى تغيير أسلوب التفكير عندهم حتى يساعدهم على رؤية الأمور بإيجابية بدلاً من الإحساس بالاكتئاب والإحباط واليأس، والتخفيف قدر الإمكان من الانفعالات ومشاعر الغضب وخصوصاً إذا كان على أتفه الأسباب وهذا يتطلب منّا جميعاً عدم تضخيم الأمور والمبالغة فيها في الوقت التي لا تحتاج لكل ذلك، والتركيز على الإيجابيات في إنجازاتنا لأنّها تعطينا مزيداً من الثقة بالنّفس.

وفي نهاية المحاضرة حثّ غنّام الحضور أيضاً على الحوار الدّائم مع النّفس ومحاسبتها إن أخطأت أو ظلّت في التفكير ويكون ذلك من خلال الحوار الإيجابي والبنّاء مع الذات، وتقبل الفشل إن وجد في موقف ما في حياتنا؛ والتعامل معه على أساس أنّه مجرد تجربة فقط ودافعاً قوياً لإعادة المحاولة مرات ومرات بهدف الوصول إلى متطلبات النجاح في حياتنا.