الدعاية الانتخابية لم تستهدف الضفة وخرجت من غزة فقط ..الانتخابات:فتح والارشيف.. حماس والكفاءات .. واليسار يترقب !

الدعاية الانتخابية لم تستهدف الضفة وخرجت من غزة فقط ..الانتخابات:فتح والارشيف.. حماس والكفاءات .. واليسار يترقب !
خاص دنيا الوطن- صلاح سكيك
 
حددت لجنة الانتخابات المركزية تاريخ 24 ايلول القادم، موعدًا لانطلاق الحملات الانتخابية للبلديات المحلية، تمهيدًا لإجراء الانتخابات في الثامن من تشرين الاول، ولكن رغم ذلك فان بعض الفصائل الفلسطينية لم تنتظر هذا الموعد وبدأت بحملات انتخابية مكثفة بناءً على تجاربها السابقة وايضًا انجازاتها التي حققتها خلال فترات حكمها.

فيديوهات وصور تحمل في طياتها مشاهد لمشاريع انجزت وحدائق شّجرت وبيوت شيدت، فانصار حركة حماس ركزوا على الصور الجمالية لقطاع غزة رغم الحصار المفروض وتوقف عجلة الاعمار، حيث نشروا مقاطع لمناطق حيوية كشاطئ البحر والمنتزهات والمطاعم وايضًا المساجد، بالإضافة على التركيز على فئة الشباب.

اما حركة فتح فركزت على ارشيفها القديم حيث تم نشر صورًا لمطار غزة الدولي والمناطق المدمرة خلال الحروب ومشاريع الكهرباء والمياه خلال فترة حكمها، وركزت على فئة كبار السن.

اما قوى اليسار فلم يكن لها أي نصيب من تلك الحملات واكتفى انصارها بالإشادة بتوحد قوائم اليسار في كتلة واحدة خلال الانتخابات المقبلة.

 العجيب من كل ذلك ان كافة الحملات الانتخابية للفصائل لم تستهدف الضفة الغربية اطلاقًا، فكل التركيز منّصب على قطاع غزة لمحاولة استعطاف سكانه لجذبهم والسيطرة على توجهات مواطنيه المحاصرين. 

غزة متعطشة للانتخابات

الكاتب والمحلل السياسي "اكرم عطا الله"، رأى ان المواطن في قطاع غزة متعطش اكثر من نظيره بالضفة الغربية لإجراء الانتخابات، لأنها ستكون المرة الاولى التي ستجرى فيها انتخابات منذ العام 2006 على عكس الضفة التي اجريت فيها الانتخابات في اكثر من مناسبة خلال فترة الانقسام.

واضاف عطا الله لـ"دنيا الوطن"، ان ما يميز الانتخابات القادمة هو ان غزة جرّبت حكم جميع الاطراف "فتح وحماس"، بينما على النقيض من ذلك فان الضفة لم تجرب بعد حكم حماس.

حماس والشباب.. فتح وكبار السن

اما فيما يتعلق بتركيز حماس على فئة الشباب، وتركيز فتح على فئة كبار السن، فقد أوضح عطا الله هذه النقطة قائلًا: "كبار السن عايشوا فترة تواجد السلطة الفلسطينية بقطاع غزة، عندما كانت الكهرباء متوفرة والمعابر مفتوحة وتم تشغيل مطار غزة الدولي، وعايشوا ايضًا حكم حماس، وبالتالي فهم الانسب على الحكم على اداء الحركتين، بينما خلال فترة حكم حماس فان الجيل الناشئ لم يجرب حكم فتح بل كان صغيرًا وقت احداث الانقسام الداخلي بل وواكب ثلاثة حروب ولم يشاهد المطار والكهرباء والمعابر".

الضفة خارج المعادلة

البروفيسور "عبدالستار قاسم"، دعا الى اجراء الانتخابات السياسية اولًا والتي تشمل الرئاسة والمجلس التشريعي، مقللًا من اهمية الانتخابات المحلية لأن اجراءها يعتبر انتهاكًا صريحًا للقانون الاساسي الفلسطيني وفق تعبيره.

وتابع: "المسؤولون الفلسطينيون اكثر من ينتهك القانون واكثر من ينشر الفوضى والانقسامات، فاستحقاق اجراء الانتخابات السياسية كان من المفترض ان يطبّق خلال عامي 2009 و 2010".

ولفت قاسم في حديثه لـ"دنيا الوطن"، ان البيئة السياسية غير مهيأة لإجراء الانتخابات المحلية بسبب استمرار الانقسام وتوقف عجلة المصالحة، بالإضافة للتجاذبات الاعلامية التي تسبق اجراء الانتخابات القادمة.

وأبدى قاسم تخوفه من اندلاع المشاحنات العشائرية بين العائلات لان من المعروف ان الانتخابات البلدية غالبًا ما تتم على اسس عشائرية، مستدركًا دائمًا نطالب بإنهاء ملف المصالحة الاجتماعية لكن هذه الانتخابات ستسهم بتفكيك النسيج الاجتماعي بين العائلات الفلسطينية بدلًا من اصلاحه .

 

وأوضح قاسم ان تسليط الاضواء على قطاع غزة دونًا عن الضفة الغربية يرجع بالأساس لما ستحمله هذه الانتخابات من استفتاءً شعبيًا لحكم حركة حماس الممتد لعشر سنوات كاملة، بالإضافة لما يعانيه القطاع من مشاكل عديدة على المستوى الخدماتي.
 
فتح وتوأمة البلديات الاقليمية

المتحدث باسم حركة "فتح" في غزة، "فايز أبو عيطة"، اكد على انه وبعد عشر سنوات من الادارة "السيئة" للبلديات في قطاع غزة، لا بد من احداث تغيير جوهري داخل تلك البلديات، وافراز كفاءات افضل لتقديم الخدمات الحياتية لكافة المواطنين وفق تعبيره.

واضاف ابو عيطة لدنيا الوطن: "البلديات شريك اساسي في شركة الكهرباء بنسبة 49% وشريك رئيسي في مصلحة بلديات الساحل، وهاتان الخدمتان غير متوفرتان في قطاع غزة، فالكهرباء مقطوعة والمياه غير صالحة للشرب" .

وذكر بأن حركته ستستقدم مشاريع تشغيلية ضخمة من خلال اقامة توأمة مع بلديات دول الإقليم والجوار، للإسهام في التخفيف من بطالة الخريجين والعمال، فنسبة الخريجين في القطاع تتضاعف عامًا بعد عام وفرص العمل معدومة نهائيًا على حد تعبيره.

حماس وسياسة البناء

اما القيادي في حركة حماس "صلاح البردويل"، فأشار ان حركته تعمل بمنهج يجمع بين المقاومة والبناء تحت شعار يد تبني ويد تقاوم، مضيفًا بأن هذا الشعار هو ما أنجح حماس بالانتخابات التشريعية والبلدية السابقة.

وقارن البردويل بين فترة حكم حركته وحكم فتح حيث ذكر انه وبالعشر سنوات الاخيرة تحقق البناء أضعاف ما تحقق في عهد السلطة.

ولفت البردويل، الى ان حماس تخوض هذه الانتخابات على قاعدة تصعيد الكفاءات والخبرات الوطنية بغض النظر عن البعد السياسي، معتبرًا ان الفترة القادمة تحتاج الى ضخ دماء جديدة تتسم بالكفاءة والحيوية وتسهم في تطوير عمل البلديات وخدمة المجتمع الفلسطيني بشكل أفضل.

اليسار والقطبية الثالثة

وفي ذات السياق اكد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية  "طلال ابو ظريفة"، ان قوى اليسار التي ستدخل الانتخابات المحلية بقائمة موحدة وهي "الجبهة الشعبية- الجبهة الديمقراطية- حزب الشعب- فدا- المبادرة الوطنية- والاتحاد الديمقراطي الفلسطيني"، ملتزمة بميثاق الشرف الذي وضعته لجنة الانتخابات المركزية، داعيًا كافة الفصائل بضرورة الالتزام بقرارات لجنة الانتخابات واستغلال المناخ السياسي الايجابي الحالي للخروج بانتخابات نزيهة تسهم برفع جودة البلديات.

واضاف لدنيا الوطن، بأن قوى اليسار تسعى لتقديم افضل الشخصيات والكفاءات خلال الانتخابات المحلية، بهدف توحيد كلمتها لإحداث توازن سياسي وتكوين القطب الثالث الذي سيزاحم قطبي السياسة الفلسطينية "فتح وحماس" على حد سواء.

 يشار الى ان ميثاق الشرف الذي وقعت عليه الفصائل الفلسطينية نص على الامتناع عن التشهير والقذف والشتم، والابتعاد عن إثارة النعرات أو استغلال المشاعر الدينية أو الطائفية والقبلية والإقليمية والعائلية أو العنصرية بين فئات المواطنين.

وكانت لجنة الانتخابات المركزية قد حددت موعد الثامن من تشرين اول موعدًا لإجراء الانتخابات المحلية، وستكون هذه الانتخابات هي الاولى منذ اخر انتخابات اجريت بالعام 2006، والتي فازت بها حركة حماس آنذاك.