" قلبي يميل لمبادرات مرضى السرطان لهذا السبب" .. "هديل الفرا" لدنيا الوطن:كيف لا يرتبط اسمي بغزة ؟!

" قلبي يميل لمبادرات مرضى السرطان لهذا السبب" .. "هديل الفرا" لدنيا الوطن:كيف لا يرتبط اسمي بغزة ؟!
رام الله - خاص دنيا الوطن
استطاع برنامج "الملكة" أن يثبت تميزه كأول برنامج عربي غير مستنسخ من برامج أجنبية , فهو فكرة مستقلة صاحبها  دكتور مصطفى سلامه الأمين العام لأتحاد المنتجين العرب وسفيرة المرأه العربية دكتورة رحاب زين الدين , يهدف إلى خدمة المجتمع المدنى من خلال تنافس المشاركات على لقب ملكة المسئولية الاجتماعية وملكة الإبداع والتميز.

ومن بين المشاركات السيدة هديل الفرا التي ارتبط اسمها بـ"غزة" , ولامست مبادرتها جميع المغتربين بشكل عام والمغترب الفلسطيني بشكل خاص .

من هي هديل وماهي تفاصيل مبادرتها ولماذا ارتبط اسمها بغزة .. معلومات كشفتها "دنيا الوطن" من خلال اللقاء التالي: 

 من هي هديل الفرا؟

 اسمي هديل محمد الفرا من مدينة خانيونس في قطاع غزة, أنهيت دراستي الجامعية بغزة في جامعة الأزهر تخرجت من كلية الآداب قسم لغة إنجليزية عام 2001 .

 كيف بدأت حياتك المهنية ؟

 اشتغلت في قطاع غزة في أكبر الشركات التجارية الشركة الفلسطينية للخدمات التجارية واشتغلت في صندوق الاستثمار الفلسطيني حين كان له فرع في قطاع غزة .

و تزوجت عام 2007 وانتقلت إلى فرنسا , أول سنتين كانوا صعبين جدا لأني لم أكن أتقن اللغة الفرنسية , ولكن بعد اتقانها بدأت أندمج وبدأت العمل مع الجمعيات الأهلية , حيث كنت أساعدهم في بعض المراسلات لوجود توأمة مع الدول العربية أحيانا وعلى رأسهم فلسطين , أيضا كنا نعمل بعض المشاريع الصغيرة , ثم أحببت أن أكمل دراستي فحصلت على الماجستير في المفاوضات الدولية عن منطقة الشرق الأوسط من جامعة اكس مارسيليا , ولأني فلسطينية كانت رسالة الماجستير تخص اللاجئين الفلسطينيين وطبعا هي من أهم القضايا التي تدخل في المفاوضات في قضيتنا في فلسطين .

 أنهيت الماجستير وتأهلت للعمل في المفوضية السامية لحقوق الإنسان في جنيف وكانت تجربة رائعة جدا في حياتي وأعتز بها ولكني لم أستطع الاستمرار بها لفترة طويلة لأنه حتم عليا التواجد دائما بسويسرا حيث مقرها, وزوجي يعمل ويقيم بفرنسا فكانت الفكرة معقدة أسريا فلم أستطع الاستمرار لفترة طويلة ولكني استفدت جدا من هذه التجربة
 وحاليا أعمل ناشطة اجتماعية من خلال إدارة المشاريع مع الNGO's

  حدثينا عن تجربة الإشتراك في برنامج " الملكة"؟

حين تم عرض البرنامج عبر التلفزيون شعرت أن هناك تشابه مع عملي لأنني كنت أعمل على إدارة المنظمات الأهلية وغير الربحية , وعملها دائما نشاط إنساني أو ثقافي واجتماعي, فشعرت أن هناك تشابه بين العمل الذي أحبه وبين الفكرة التي يقدمها البرنامج .

  يبدو أنك ناشطة في المجال الاجتماعي .. لو لم يوفر لك البرنامج فرصة "المبادرة" هل كنا سنراها؟

نعم كانت مبادرتي ستجد النور لو وجدت لها الدعم المادي الللازم , لأنها مُكلفة قليلا وبجهود شخصية مني ومن آخرين حولي لم نكن لنقدر عليه وحدنا , وبرنامج الملكة أتاح لي فرصة لأنفذ فكرة كانت موجودة لدي من 3 سنوات , وأنا على أمل أن أصل إلى النهائيات لأستطيع تنفيذ المشروع , وحتى لو لم أصل عالأقل ستكون فكرتي قد وصلت إلى الناس وقد أطلب الدعم من جهات معينة لتفيذه, أو قد أنفذه بنفسي ولكن بصورة مصغرة .

 على ماذا تقوم مبادرتك ومماذا استوحيتيها؟

"فقدت وطني ولم أفقد هويتي" .. هذا اسم مبادرتي , وهي جملة واضحة لكل إنسان فلسطيني اللذين فقدوا وطنهم بسبب الاحتلال الإسرائيلي .. اقتربنا على 70 عام وفلسطين ضائعة وهو الجرح الموجود لدى كل فلسطيني .. واسم مبادرتي مستوحى من معاناة شعبي , من معاناتي أنا .. " لم أفقد هويتي" هي الإصرار على محافظتنا على هويتنا الفلسطينية وهوية أرضنا وتاريخنا وحضارتنا بالرغم من كل محاولات التهويد ومحاولات طمس الهوية الفلسطينية وبالتالي طمس هويتنا العربية , لكن حين تغربت خارج فلسطين وجدت شكل آخر من ضياع الهوية وهو أن الاغتراب بحد ذاته ضياع للهوية , فهناك أناس تنسى بلادها وحضارتها وتنسى أن تعلم أبناءها هويتهم العربية , فتجديهم ضائعين بين الثقافة العربية والثقافة الأجنبية , فهو يعلم أن أصوله عربية ولكنه لا يعلم كيف يتمسك بها , فأحببت أن أرفع شأن المواطن الفلسطيني وأقدم قضيته بشكل مشرف , وكذلك أساعد الجاليات العربية التي لامست مشاكلهم وأساعدهم بتقويتهم في تمسكهم بهويتهم العربية وعاداتهم وتقاليدهم وذلك عن طريق مركز عربي ثقافي فيه العديد من النشاطات الاجتماعية والفنية والإنسانية .

  البرنامج هدفه خدمة المجتمع المدني .. لو حصلتي على لقب "الملكة" كيف ستقومين بذلك؟

جميع المبادرات التي قدمت في البرنامج تخدم المجتمع المدني , فالمبادرة ليست شخصية أو أنها مشروع بهدف ربحي شخصي , الفكرة بالمشروع أننا نقوم بعمل تقديم خدمة اجتماعية أو إنسانية , تعليمية أو صحية ليس بهدف الربح, بل لنساعدهم على تخطي مشكلة معينة , وبالنسبة لي المركز مشروع أريد أن أعلم فيه اللغة العربية , وأنشئ مكتبة عربية وأعمل معارض عن الدول العربية , ومعرض دائم عن فلسطين والانتهاكات الإسرائيلية داخل الأراضي الفلسطينية, بالإضافة إلى نشاطات فنية , وبالتالي هذا كله خدمة للمجتمع المدني من خلال مبادئ المبادرة التي أتبناها والتي هي تعزيز الهوية العربية والفلسطينية في الاغتراب .

 من المنافس الأبرز لك في البرنامج؟

أنا لا أنظر إلى الأمر بهذه الطريقة , فأنا أرى أن مبادرة كل مشاركة في البرنامج تمثل لها شيء مهم جدا في حياتها ولذلك أحترم كل المبادرات, وفعلا أكن لكل الفتيات المحبة والصداقة, وفعلا لا أقول هذا فقط للإعلام أو كما يقال "مسح جوخ" , ولكل منا فكرة مختلفة عن الأخرى فلا ننافس بعضنا بنفس المجال , وحتى إن كان هناك تشابه بين مبادرتين فإن طريقة الطرح تختلف , ولذلك أحترم الجميع ولكن قد يكون قلبي يميل قليلا نحو المبادرات التي ترتبط بمرضى السرطان , لأن هذا المرض يشكل لي هاجس في حياتي بعد أن فقدت والدتي بسببه

لماذا ارتبط اسمك بـ"غزة" رغم أنك لم تولدي بها ومقيمة بفرنسا؟ وكيف علاقتك بها وبشعبها؟

فعلا أنا من مواليد دولة ليبيا وانتقلت بعدها إلى مصر , وبعد إعلان السلطة الفلسطينية انتقلنا إلى غزة , وكيف لا يرتبط اسمي بغزة ؟ فأنا حين لا يُذكر أنني من قطاع غزة أُصمم لى التذكير أنني فلسطينية من غزة , وهذا ليس بدافع العنصرية كما قد يفسرها البعض  ولكن لأنني مؤمنة بأن قطاع غزة من أكثر مناطق فلسطين معاناة وأكثر المناطق التي تحتاج أن تسلط عليها الضوء , أكثر مناطق فلسطين شعبها يعاني اقتصاديا واجتماعيا وإنسانيا ... لا يوجد مكان في العالم يعاني مثل غزة , إضافة إلى الحروب التي تُشنها إسرائيل على هذا المكان الصغير كل فترة , لذلك أعتز به جدا وفي اليوم الذي لا تنذكر فيه غزة أقوم بذكرها لأنني أعتز وأتشرف بها .

من يدعمك على المستوى الشخصي؟

لا يوجد أحد حولي لا يدعمني وعلى رأسهم والدي , ولم أتخيل ردة فعله فقد كنت خائفة حين رضت عليه الموضوع ولكنني تفاجئت من موقفه حيث شجعني وكتب لي رسالة دعم على صفحتي الفيس بوك , وجميع أصدقائي ومعارفي , حتى أن هناك أناس لم أراهم منذ سذ سنين ووجدتهم يدعمونني , وهذا الدعم المعنوي يعني لي الكثير ويعطيني القوة لأكمل وأقول لنفسي لا تستسلمي حتى لو كان هناك الكثير من الصعوبات والتحديات .

 كيف ترين تفاعل الجمهور معك شخصيا ومع برنامج الملكة كونه مختلف الفكرة والهدف؟

أنا سعيدة بتفاعل الجمهور , يتم عرض الحلقات أسبوعيا على أكثر من 50 قناة فضائية وإذاعية, ولكن لأكون صادقة لو كان البرنامج ترفيهي لكان له صدى أكبر , لكن البرنامج يقدم قيمة فكرية واجتماعية , ويطرح مشاكل انسانية واجتماعية موجودة في مجتمعاتنا , فقد تجدي برامج أخرى يفوقونه انتشارا , ولكن هذا لا يقلل من قيمة البرنامج بل يرفع قيمته وهذا ما شجعني على الاشتراك في برنامج "الملكة " لأنه يقدم قيمة وشيء يحترم عقل المشاهد ويخاطب المشاكل الاجتماعية والإنسانية .. لأننا اكتفينا بالغناء والرقص والتمثيل والضحك , لكن مجتمعاتنا العربية تعاني من فترة صعبة وحان الوقت أن نعطي القليل من التركيز للمشاكل , وأتمنى إن نجح مشروعي أن تستفيد منه الجاليات الأخرى وتحاول تطبيقه لأن ذلك سيعزز من صورة المواطن الفلسطيني والعربي خصوصا في ظل الهجمة العجيبة الإعلامية التي تتعرض لها صورة العرب والإسلام , دورنا أن نسيطر على هذه الهجمة بالعقل وبالذكاء والحنكة  وأسلوب يوازيهم قوة .

 ماهي الخطوة القادمة بعد البرنامج ؟ وهل ستبقى نشاطاتك في نطاق "المغتربين"؟

إذا وصلت إلى النهائيات سأكمل مبادرتي بمتابعة وإشراف إدارة برنامج "الملكة " لمدة سنة كاملة , عدا عن الدعم الإعلامي والمادي في حالة كنت الرابحة , ومن ستفوز باللقب ستفتح لها أبواب كثيرة , وفي حال لم أفز سأعمل شيء له علاقة بالموضوع ولكن بشكل مصغر ويبدأ يكبر رويدا رويدا بنشاطات فردية , فبرنامج الملكة هو بداية وفرصة لإخراج أفكارنا للنور وبالتالي لن نتوقف , ولن يقتصر على المغتربين ولدي فكرة ومشروع آخر يخص قطاع غزة لا أستطيع الإعلان عنه الآن .

كلمة أخيرة

أتوجه بشكر شخصي لجميع القائمين على البرنامج , لم نشعر بأي ضيق في التعامل مع جميع أفراد الطاقم فهم أناس يحترموا ويقدروا عقل المرأة , يحترموا ثقافة المشترك ويقدروا المكان الذي أتى منه .. يحترموا كل فكرة تم تقديمها مهما كانت .. فأحب أن أوجه لهم من خلال دنيا الوطن شكر خاص وأذكر منهم : د.مصطفى سلامة الذي نطلق عليه لقب "العراب" لأنه صاحب فكرة البرنامج , وكذلك أشكر د.رحاب زين الدين التي مهما وصفتها بالكلمات لن أوفيها حقها , وحين أطلق عليها لقب سفيرة المرأة العربية كانت تستحقه بجدارة فهي إنسانة متواضعة تحترم عملها , وأشكر جميع طاقم الملكة وأتمنى أن يكون البرنامج بداية لفكرة إعلامية جيدة , ويكون دافع للإعلام العربي لتغيير نمطهم ويقدموا برنامج مشابه .


 


التعليقات