حريق اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين..ذاكرة لا تنسى

حريق اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين..ذاكرة لا تنسى
رام الله - خاص دنيا الوطن - احمد العشي

اولى القبلتين و ثالث الحرمين الشريفين تعرض لابشع اعتداء اسرائيلي، حادثة لن ينساها التاريخ.

حادثة حرق المسجد الاقصى عام 1969 التي نفذها اليهودي مايكل دينس روهن في اعتداء صارخ على احد اعظم المعالم الاسلامية في بادرة منه لاستفزاز مشاعر المسلمين.

تمر هذه الحادثة عبر التاريخ والايام ولكن بسبب انشغال الشعوب والأمم بمشاكلها الداخلية اصبحت قضية مسجد الاقصى في قاع اهتماماتهم والتي شجعت الاحتلال بمواصلت الاعتداء على الاقصى المبارك من حيث الاقتحامات و الحفريات التي يمارسونها الان تمهيدا لهدمه.

حادثة الحرق

شب في الجناح الشرقي للجامع القبْلي الموجود في الجهة الجنوبية للمسجد الأقصى حريق ضخم في 21 أغسطس 1969،التهمت النيران كامل محتويات الجناح بما في ذلك منبره التاريخي المعروف بمنبر صلاح الدين، كما هدد الحريق قبة الجامع الأثرية المصنوعة من الفضة الخالصة اللامعة.

في يوم 8 جمادى الآخرة 1389هـ - 21 أغسطس 1969م أقدم أسترالي الجنسية اسمه «دينس مايكل» جاء فلسطين باسم السياحة، أقدم على إشعال النار في الجامع القبْلي في المسجد الاقصى، والتهم الحريق أجزاءً مهمة منه، ولم يأت على جميعه، ولكن احترق منبر نور الدين محمود الذي صنعه ليضعه بالمسجد بعد تحريره ولكنه مات قبل ذلك ووضعه صلاح الدين الأيوبي، والذي كان يعتبر رمزاً في فلسطين للفتح والتحرير والنصر على الصليبيين، واستطاع الفلسطينيون إنقاذ بقية الجامع من أن تأكله النار، وقد ألقت إسرائيل القبض على الجاني، وادعت أنه مجنون، وتم ترحيله إلى أستراليا؛ وما زال يعيش حتى الآن في أستراليا وليس عليه أي أثر للجنون أو غيره.

الاجزاء المحترقة

أما أهم الأجزاء التي طالها الحريق داخل مبنى المصلى القبْلي المبارك فهي:

- منبر "صلاح الدين الأيوبي" الذي يعتبر قطعةً نادرةً مصنوعةً من قطع خشبية، معشَّق بعضها مع بعض دون استعمال مسامير أو براغي أو أية مادة لاصقة، وهو المنبر الذي صنعه "نور الدين زنكي"، وحفظه على أمل أن يضعه في المسجد إذا حرَّره فلما مات قبل تحريره قام "صلاح الدين الأيوبي" بنقله ووضعه في مكانه الحالي بعد تحرير المسجد من دنس الصليبيين.

- مسجد "عمر" الذي كان سقفه من الطين والجسور الخشبية.

- محراب "زكريا" المجاور لمسجد "عمر".

- مقام الأربعين المجاور لمحراب "زكريا".

- ثلاثة أروقة من أصل سبعة أروقة ممتدة من الجنوب إلى الشمال مع الأعمدة والأقواس والزخرفة وجزء من السقف الذي سقط على الأرض خلال الحريق.

- عمودان رئيسان مع القوس الحجري الكبير بينهما تحت قبة المسجد.

- القبة الخشبية الداخلية وزخرفتها الجبصية الملونة والمذهبة مع جميع الكتابات والنقوش النباتية والهندسية عليها.

- المحراب الرخامي الملون.

- الجدار الجنوبي وجميع التصفيح الرخامي الملون عليها.

- ثمان وأربعون نافذة مصنوعة من الخشب والجبص والزجاج الملون والفريدة بصناعتها وأسلوب الحفر المائل على الجبص لمنع دخول الأشعة المباشر إلى داخل المسجد.

- جميع السجّاد العجمي.

- مطلع سورة الإسراء المصنوع من الفسيفساء المذهبة فوق المحراب، ويمتد بطول ثلاثة وعشرين مترًا إلى الجهة الشرقية.

- الجسور الخشبية المزخرفة الحاملة للقناديل والممتدة بين تيجان الأعمدة.

الشيخ كمال الخطيب

اكد نائب رئيس الحركة الاسلامية الشيخ كمال الخطيب ان ذكرى حريق المسجد الاقصى ليست ذكرى ماضية و انما هي عبارة عن جرح مازال ينزف و لهيبا مازال مشتعلا، لافتا الى ان مشروع المؤسسة الصهيونية بالاعتداء على مسجد الاقصى المبارك لم يتوقف ولم يقف عند حد ما قام به مايكل روهان في العام 1969.

وقال في لقاء مع "دنيا الوطن": "كل يوم نزداد يقينا بأن الاقصى في خطر كبير، حيث ان المؤسسة الاسرائيلية في العام 1969 عندما ارتكبت الجريمة فقد كانت تشير الى ان هناك جهات رتبت ونسقت من اجل نجاحها، و المؤسسة الاسرائيلية اغتنمت اليوم فرصة ما يعيشه الوطن العربي من ازمات و انتكابات واعتبرتها فرصة ذهبية لاعادة جريمتها بهدم المسجد الاقصى".

واضاف: "اقول لشعبنا الفلسطيني انه يجب ان يتذكر انه الحارس الامين والوصي على الامسجد الاقصى فلا يفرط في هذه الامانة و يجب ان يحفظها مهما كلف الثمن و اما الجانب الاسرائيلي فأقول له ان المساس بالمسجد الاقصى المبارك لا يعني الا شيء واحد وهو انها حرب دينية لا يمكن ان يكون الطرف الخاسر فيها الا الطرف الاسرائيلي ولا يمكن للنار التي ستشتعل الا ان تحرق اليد التي اشعلتها، واقول للمؤسسة الاسرائيلية ان المسجد الاقصى المبارك و منذ الفتح العمري الاسلامي والى يومنا هذا تعرض لاحتلالين اثنين الاول هو الاحتلال الصليبي وكان اشد قسوة من الاحتلال الصهيوني، اما الثاني هو الاحتلال الاسرائيلي للأقصى والقدس الذي مضى عليه 49 عاما لكن كما رحل الاحتلال الصليبي حتما ويقينا سيرحل الاحتلال الصهيوني ولن يكون الاقصى الا لأصحابه".

واشار الشيخ الخطيب ان صلاح الدين الايوبي كان الرمز الكبير الذي فتحت القدس على يديه لكن صلاح الدين هيأت له ارضية من أمة امنت بضرورة تحرير المسجد الاقصى المبارك ووقفت معه وتجندت من ارض المغرب الى ارض كوردستان الى بلاد شمال افريقا والى الشام الى مصر لأن يكونوا جنود في جيش صلاح الدين، مشيرا الى ان هذا المقعد اليوم مازال شاغرا مقعد من سيحرر المسجد الاقصى المبارك، مشيرا انه لن يملأه من يرتكبون المجازر و يقتلون شعوبهم صباح مساء ومن جيوشهم اعدوها فقط لقمع الشعوب ولقهر ارادتهم، على حد تعبيره.

وفي السياق قال: "انا على يقين ان المسجد الاقصى المبارك هو واحد من اثنين اما يجعل البعض منا في قائمة الشرف ومن ناصروه والثاني واما في قائمة العار و الخزي ولم يتداعوا الى نصرته".

واوضح ان الامل ليس الا بالشعوب، مطالبا اياهم بان تبقى بوصلتهم متجهة الى القدس والاقصى، لافتا الى انه بعد حادثة احراق المسجد الاقصى تم تشكيل ما يسمى بمنظمة المؤتمر الاسلامي من اجل تحرير الاقصى و القدس، حيث قال: "مع الاسف فان هذه المنظمة والجامعة العربية باتتا اسما بغير  فعل، حيث ان القدس ما تزال تبكي والاقصى ما زال ينزف بينما هم ما زالوا منشغلون في الحفاظ على كراسيهم و عروشهم".