جزرة ليبرمان وعصا الفلتان الأمني !

جزرة ليبرمان وعصا الفلتان الأمني !
كتب غازي مرتجى

1-
آخر ما يجب مشاهدته في الأراضي الفلسطينية هي حالات القتل والفلتان الأمني - فلا تبعد مناطق ارتكاز قوات الاحتلال سوى أمتار عن مكان تواجد أي من يُفكر بعمليات البلطجة .
اطلاق النار المُتقطّع في مناطق مختلفة في الضفة يجب أن يُقابل بعمليات أمنية واسعة تبتعد عنها عملية الطبطبة وتُنسى فيها فناجين القهوة .. 
عندما بدأت قُوى الأمن بعملية إعادة السيطرة على المُنفلتين وقادة الأتاوة والزعرنة بدأت بعض القُوى بالتدخل لحل الأوضاع وُدياً ووصل الأمر لفتح حوار ومفاوضات في إحدى المرات مع الخارجين عن القانون .
استشهاد عُنصري أمن يوم الخميس في البلدة القديمة في نابلس يجب أن لا يمُر مرور الكرام - واجتثاث حالات العربدة والانفلات يلزمها قرار من الرئيس أبو مازن ووزير الداخلية رئيس الوزراء بضرورة إطلاق يد الأمن ضد هؤلاء المُنفلتين واعتقال كل من يعمل على التدخل كوسيط مع خارجين عن القانون .
لا بُدّ من إعلان أسماء الخارجين عن القانون ونشر صُورهم في كل مكان - يجب أن لا يبقى سلاح غير شرعي بيد أي شخص مهما كان "وضعه" .. أما التعامل بنظام المُحاباة والإبقاء على جماعات لفلان وعلاّن فهذا لا بُدّ أن ينتهي مرة إلى الأبد .
إسرائيل تراهن على استمرار عمليات الفلتان - تُزوّد الخارجين عن القانون بالحماية ولا أستبعد أن تكون الداعم الرئيسي لهم بالمال وبالتأكيد (السلاح) .. حتى تُبقي نظريتها التي تُتاجر بها أمام العالم أنّ السلطة الفلسطينية لا تستطيع السيطرة على مناطق "أ" وحدها لذلك لا تُريد الانسحاب منها .

2-
يتبجّح ليبرمان بخطته للمرحلة المقبلة وأنه سيقوم بالتعامل مع الفلسطينيين مباشرة دون "سلطة" .. المخطط الليبرماني لم يكن وليد اللحظة بل بدأ بشكل عملي عبر صفحات الفيسبوك ونقاط التماس والارتباط في محافظات الضفة الفلسطينية .
لماذا لا تقوم السلطة الفلسطينية بوضع (حواجز مؤقتة - بشكل رسمي) على كل الحواجز الاسرائيلية المؤدية الى خارج الضفة "أ" كحاجز قلنديا مثلاً .. وتسمح لمن حصل على التصريح من خلالها بالمرور عبر الحاجز وتمنع من تواصل مباشرة عبر الاحتلال من المرور عبر الحاجز ؟
إنّ المخطط الاسرائيلي الخبيث سيجد مكاناً لدى المواطنين للتعامل معه وقد نقسو على أنفسنا قليلاً ونعترف بضرورة إبعاد البيروقراطية وتحديث النظام العام للتعامل مع المواطنين بشكل أسرع وأسهل .
في هيئة الشؤون المدنية بغزة وقت أن كان يُديرها السيد ناصر السراج قام بتطوير نظام إلكتروني ليعرف المواطن تفاصيل طلبه المُقدّم للجانب الاسرائيلي عبر تطبيق الكتروني -الجوّال- , يحتاج هذا التطبيق الى  توسيع خاصة فيما يخص الفئات التي تستفيد منه بالضفة الفلسطينية , تحويل النظم المتبعة إلى الكترونية وابعاد البيروقراطية  في المؤسسات الحكومية سيؤدي الى قطع الذرائع عن اسرائيل ليُمنع بعدها منعاً باتاً الحصول على أي تسهيلات مباشرة من اسرائيل .
العمل في مكاتب الارتباط والهيئة العامة للشؤون المدنية هو عمل وطني للحفاظ على هيبة المؤسسة الفلسطينية الرسمية - ولو نفذّت اسرائيل مخططها بالتعامل المباشر مع الفلسطينيين فإنّ ذلك سيؤدي حتماً إلى انهيار الشعور الفلسطيني بالدولة وستصبح تلك المكاتب خاوية على نفسها وهو ما تريده اسرائيل .