طولكرم: "أبو حمادة" بلا حياة

طولكرم: "أبو حمادة" بلا حياة
طولكرم ـ خاص دنيا الوطن ـ همسه التايه

لا يزال الأمل قائما بعودة الروح لجمال رباني أهملته أيدي بشرية وشردت ساكنيه، بعد أن كان يعج بالضجيج وينبض بالحياة، تظلله بساطة العيش وأحلام هانئة وذكريات تنبض بالثبات والبقاء.

خربة "أبو حمادة" الواقعة إلى الجنوب من قرية كفر عبوش جنوب مدينة طولكرم، والتي تحمل منازل ساكنيها إرث الأجداد وعراقة الماضي، لم تعد كما كانت بعد أن هجرها أهلها عنوة قبل عشرون عاما، في ظل إفتقارها لمقومات البقاء الضرورية والأساسية، لتتحول إلى مكانا موحشا لا يصلح للحياة على الإطلاق.

ورغم المعاناة التي عاشها أهل خربة أبو حمادة ولسنوات طويلة، نتيجة عدم توفر خدمات الكهرباء والمياه والصرف الصحي والمواصلات ،وصعوبة التنقل ولمسافات طويلة جراء عدم شق طرق زراعية تربطهم بأراضيهم الزراعية وبالمناطق المجاورة، بقي الأهالي على أمل إهتمام المسؤولين بهم وعدم تهميش مطالبهم، إلى أن بلغ السيل الزبى، دون جدوى، الأمر الذي إضطرهم إلى الهجرة إلى قرية صير المجاورة وغيرها من المناطق والبلدات التي تنعم بالحياة .

المواطنة إلهام محمد "66 عاما" والتي إضطرت وأهلها مجبرة لهجرة منزل عائلتها في خربة "أبو حمادة" بعد أن سكنته لأكثر من 46 عاما ، تقول لمراسلتنا في طولكرم:" الخربة منازلها بتجنن بيتنا واحد منهم، ودارنا عبارة عن غرفتين ومطبخ وحوش كبير، ما قدرنا وأهلي نكمل حياتنا فيه لأنه الحياة بالخربة كثير شاقة وصعبة".

وأضافت:" الخربة ما فيها خدمات نهائيا، كنا نعاني من نقص المياه وعدم وجود الكهرباء حيث كانت حياتنا بدائية للغاية، والطريق ترابية ووعرة  نمشي أكثر من 4 كيلو متر حتى نستطيع الوصول لقرية كفر عبوش لتأمين مستلزماتنا وموادنا الغذائية".

وأكدت على أن أراضيهم الزراعية المزروعة باللوز والزيتون، أصبحت مهملة لعدم تمكنهم من الوصول إليها. مشيرة إلى أن الخربة أصبحت مجرد ذكريات جميلة تتمنى الرجوع لها.

واسترسلت بالقول:" لما كان أبوي يمرض ما كا نقدر نجيبله الدكتور لأنه مش متوفر بالخربة، ولأنه وسيلة النقل المتوفرة عنا "الدواب" فكنا نلاقي صعوبة كبيرة .

وتتمنت العودة إلى مسقط رأسها حيث أنها الآن تقطن منزلا متهالكا في قرية صير بتبرع من أهل الخير لها ولأهلها.

وناشدت المواطنة إلهام كافة المسؤولين وصناع القرار إلى ضرورة لفت الأنظار لخربة أبو حمادة المهمشة والعمل على شق طرق زراعية لتسهيل وصولنا إليها، وإمدادها بخدمات المياه والكهرباء وكافة مقومات الحياة فيها لضمان رجوعنا إليها وإنعاشها بالحياة بعد أن تحولت لمنطقة مهجورة .

من جهته، أكد مرشد جبارة رئيس مجلس قروي كفر عبوش خلال حديثه لمراسلتنا، على أن خربة أبو حمادة تضم 13 منزلا، هجرها أهلها في العام 1996بسبب صعوبة المواصلات إليها، مشيرا إلى أن الأهالي عاشوا على أمل أن يلبي المسؤولين اللذين قاموا بزيارتهم ولو جزء بسيط من مطالبهم لكن وعلى حد قوله" لا حياة لمن تنادي".

وأكد أن طلاب الخربة كانوا يجبروا على قطع مسافة 4 كيلومتر سيرا على الأقدام للوصول لقرية كفر عبوش للدراسة فيها، حيث كانوا يعانون الأمرين في فصلي الشتاء والصيف .

وناشد جبارة رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله وكافة المسؤولين والمعنيين بضرورة  تثبيت المواطنين على أرضهم وتوفير كافة مقومات الحياة لهم في خربة أبو حمادة من شق طرق وتوفير خدمات المياه والكهرباء وعيادة صحية وخدمات صرف صحي، مؤكدا أن العديد من أهل الخربة المهجرين محتاجين للمساعدة والمعونة وغير مسجلين في الشؤون الإجتماعية.

من جهته، أكد سلمان بشناق نائب رئيس مجلس قروي كفر عبوش لـ "دنيا الوطن"، على أن المنازل في الخربة وبعد أن هجرها أهلها قد أصبحت عرضة للسرقة من قبل أصحاب الخرداوات اللذين قاموا بإغتيال جمال شبابيكها وأبوابها بعد أن عاثوا بها فسادا وخرابا.

وبين أن أراضي الخربة مسجلة"طابو" أي يسمح الترخيص والبناء فيها ، لكن صعوبة الحياة في الخربة وعدم توفر خدمات حال دون إستفادة المواطن من أرضه .

وحمل مسؤولية هجرة أهالي الخربة لوزراة الزراعة لعدم إقدامها على مساعدة الأهالي وشق طرق زراعية لهم، بالإضافة إلى الشؤون الإجتماعية التي لا تقوم بالبحث عن الأسر والحالات المحتاجة والمهمشة وكافة الوزارات المقصرة في تقديم الخدمة لأهالي الخربة.

وأكد أن الخربة قد تكون ونتيجة التهميش والهجرة عرضة للسلب والسيطرة من قبل الإحتلال الإسرائيلي ، حيث لا تبعد مستوطنة كرني شامرون سوى كيلو مترا واحدا، في ظل الحديث عن مخططات للسلب والسيطرة لأغراض توسعة المستوطنة.