المغرب في عيد العرش: لن تنعم المنطقة بالأمن دون حل عادل لقضية فلسطين

المغرب في عيد العرش: لن تنعم المنطقة بالأمن دون حل عادل لقضية فلسطين
رام الله - دنيا الوطن
 أكد السفير المغربي لدى فلسطين محمد الحمزاوي، وقوف المغرب ملكا وحكومة وشعبا، إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، مشددا على أن المنطقة لن تنعم بالأمن دون حل عادل وشامل لهذه القضية.

وكان الحمزاوي يتحدث في احتفال نظمته السفارة المغربية في رام الله بالعيد السابع عشر لجلوس العاهل المغربي محمد السادس على العرش، بمشاركة أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم، ممثلا للرئيس محمود عباس، وعدد من أعضاء اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير، والمركزية لحركة "فتح"، ووزراء، ورجال دين، وأعضاء السلك الدبلوماسي في فلسطين، وممثلين عن مؤسسات إقليمية ودولية، وحشد من الجالية المغربية.

وقال الحمزاوي كما ورد في الوكالة الفلسطينية الرسمية " وفا  " "بقدر ما يرمز الاحتفال بعيد العرش المجيد إلى عمق وقوة التلاحم المتين بين الشعب والعرش، فإن الاحتفاء به فوق أرض فلسطين، الحاضرة على الدوام في وجدان كل المغاربة، يعكس مدى تجذر روابط الأخوة بين بلدينا وشعبينا الشقيقين، بقيادة الملك محمد السادس وأخيه الرئيس محمود عباس".

وأضاف: "ننتهز هذه المناسبة لنجدد الإعراب عن وقوف المملكة المغربية، الدائم والوفي والقوي، إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق، دفاعا عن كافة حقوقه المشروعة والعادلة في إقامة دولته المستقلة، كاملة السيادة، على حدود الرابع من حزيران لسنة 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".

وشدد على أن اجماع المغربين على دعم القضية الفلسطينية لا يوازيه إلا اجماعهم المطلق في قضية الصحراء المغربية باعتبارها قضية المغرب الأولى.

وأوضح أنه من منطلق مساهمة المغرب الفاعلة في كل المبادرات الدولية، المؤمنة بحل الدولتين، والرامية إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية، والهادفة إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، تؤكد المملكة المغربية أنه لا يمكن أن تنعم منطقة الشرق الأوسط بالسلام والأمن دون ايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وخارطة الطريق، ومبادرة السلام العربية، والاتفاقيات الموقعة بين الجانبين.

وقال الحمزاوي إن المغربي يشيد بكل الجهود، السلمية والحكيمة، التي يبذلها الرئيس عباس لإنهاء الاحتلال، وسعيا لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، ويشدد على الضرورة القصوى لإزالة كل المعيقات التي تقوض حل الدولتين، بل وتدمره، يوما بعد يوم، بما في ذلك ضرورة الوقف الفوري للاستيطان، ورفع الحصار الظالم عن قطاع غزة، واحترام الشعب الفلسطيني في كرامته وهويته وحضارته ومقدساته، وعلى وجه الخصوص، وقف استهداف القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك، ووقف الاعتداءات والاقتحامات التي تطال المحافظات الفلسطينية، شملا وجنوبا.

وفي السياق ذاته، شدد الحمزاوي على أن المغرب، الذي يرأس عاهله لجنة القدس وهو عضو فاعل في لجنة المتابعة الوزارية العربية، "يدين ويرفض كافة الاجراءات والممارسات الإسرائيلية الرامية لطمس الطابع العربي والإسلامي للقدس الشريف"، ويشدد على أن القدس هي جوهر القضية الفلسطينية ولب الصراع، فهذه المدينة المقدسة تستوجب منا جميعا دعما ميدانيا وماليا، آنيا وملموسا، بعيدا عن أية شعارات طنانة"، مؤكدا في هذا المجال على "المجهودات الهامة التي تبذلها وكالة بيت مال القدس الشريف، من خلال مختلف مشاريعها وانجازاتها، دعما لصمود أهالي القدس".

وعلى صعيد التعاون الثنائي بين المغرب وفلسطين، قال الحمزاوي إنه شهد خلال السنوات الأخيرة تطورا نوعيا في مختلف الميادين، توج بالتوقيع على عدة اتفاقيات هامة: التعليم العالي، والزراعة، والإعلام، وشؤون المرأة، على سبيل المثال لا الحصر، "ونحن مطالبون دائما بالدفع بهذا التعاون إلى الأمام، لما فيه خير ومصلحة الشعبين الشقيقين، وتعزيزا لحقيقة الدولة الفلسطينية الناجزة".

من جهته، قال عبد الرحيم إن تاريخ العلاقات الفلسطينية المغربية "هو تاريخ العطاء والدعم والمساندة، ولم تكن المملكة المغربية يوما إلا مع فلسطين وحقها المشروع في الحرية والاستقلال".

وأضاف: "لا يمكن لفلسطين أن تنسى دور المغرب في دعم مدينتها المقدسة عبر لجنة القدس التي تأسست بتوصية من المؤتمر السادس لوزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي عام خمسة وسبعين من القرن الماضي في جدة".

وتابع: كما تعرفون يمر عالمنا العربي بأشد المحن وأصعبها، حيث الفرقة وصراعات الطوائف والإرهاب البغيض، لكن المغرب الشقيق نأى بنفسه عن هذه الصراعات أو الفوضى التي أسموها بالربيع العربي زورا وبهتانا، وترجم تآلفه وتعاضد أبناء شعبه الواحد، بحكمة ملكه، وبدستور متنور وحكومة رشيدة، وحياة ديمقراطية، ونمو اقتصادي يمضي قدما نحو مزيد من الازدهار، وهو أمر يثلج صدورنا، ويعمق آمالنا أن تزدهر تجربة المغرب الكبير في المحيط العربي كله، ولنا في هذا مصلحة كبرى، لأن الفرقة وصراعات الطوائف واقتتال الأخوة، ما زال ينعكس على قضيتنا وكفاحنا المشروع سلبا وغضاضة ويضع قضية فلسطين في آخر الأولويات".

وبارك عبد الرحيم للمغرب الشقيق عودته إلى منظمة المؤتمر الأفريقي، واستعداده للحوار لإيجاد حل لقضية الصحراء، ونثمن له هذه الخطوة التي تعني انفتاحه على خيارات تكريس العلاقات مع القارة السمراء ودول الجوار على أسس الحوار والتفاهم البناء لمستقبل أكثر إشراقاً للقارة الصديقة وشعوبها.