العاهل المغربي: تم تمييع مفهوم الفساد حتى أصبح كأنه أمر عادي

العاهل المغربي: تم تمييع مفهوم الفساد حتى أصبح كأنه أمر عادي
رام الله - دنيا الوطن
قال الملك المغربي محمد السادس في خطاب بمناسبة الذكرى السابعة عشرة لتربعه على العرش أن "مفهومنا للسلطة يقوم على محاربة الفساد بكل أشكاله، في الانتخابات والإدارة والقضاء، وغيرها".

وأضاف العاهل المغربي أن "عدم القيام بالواجب، هو نوع من أنواع الفساد" مؤكدا على "أن محاربة الفساد لا ينبغي أن تكون موضوع مزايدات".

وأوضح الملك في خطابه، يوم السبت 30 يوليو/تموز، أن "الفساد ليس قدرا محتوما. ولم يكن يوما من طبع المغاربة. غير أنه تم تمييع استعمال مفهوم الفساد، حتى أصبح وكأنه شيء عادي في المجتمع".

وأكد الملك أن "لا أحد يستطيع ذلك بمفرده، سواء كان شخصا، أو حزبا، أو منظمة جمعوية. بل أكثر من ذلك، ليس من حق أي أحد تغيير الفساد أو المنكر بيده، خارج إطار القانون"، مشيرا إلى أن "محاربة الفساد هي قضية الدولة والمجتمع : الدولة بمؤسساتها، من خلال تفعيل الآليات القانونية لمحاربة هذه الظاهرة الخطيرة، وتجريم كل مظاهرها، والضرب بقوة على أيدي المفسدين".

وفي هذا الصدد شدد الملك على "دور المجتمع بكل مكوناته، من خلال رفضه لظاهرة الفساد، وفضح ممارسيها، والتربية على الابتعاد عنها، مع استحضار مبادئ ديننا الحنيف، والقيم المغربية الأصيلة، القائمة على العفة والنزاهة والكرامة".

محمد السادس: عودة المغرب للاتحاد الإفريقي لا تعني التخلي عن حقوقه في الصحراء

وقال محمد السادس "إن قرار المغرب بالعودة إلى أسرته المؤسسية الإفريقية لا يعني أبدا تخلي المغرب عن حقوقه المشروعة، أو الاعتراف بكيان وهمي، يفتقد لأبسط مقومات السيادة، تم إقحامه في منظمة الوحدة الإفريقية، في خرق سافر لميثاقها" في إشارة إلى جبهة البوليساريو.

وأكد أن رجوع المغرب إلى مكانه الطبيعي يعكس "حرصنا على مواصلة الدفاع عن مصالحنا، من داخل الاتحاد الإفريقي، وعلى تقوية مجالات التعاون مع شركائنا سواء على الصعيد الثنائي أو الإقليمي".

ورأى أن عودة المغرب للاتحاد ستتيح له أيضا "الانفتاح على فضاءات جديدة، خاصة في إفريقيا الشرقية والاستوائية، وتعزيز مكانته كعنصر أمن واستقرار، وفاعل في النهوض بالتنمية البشرية والتضامن الإفريقي".

يشار إلى أن المغرب سيطر على معظم مناطق الصحراء الغربية، في تشرين الثاني/نوفمبر 1975، بعد انتهاء الاستعمار الإسباني، ما أدى إلى اندلاع نزاع مسلح مع البوليساريو استمر حتى سبتمبر/أيلول 1991 حين أعلنت الجبهة وقفا لإطلاق النار تشرف على تطبيقه مذ ذاك بعثة للأمم المتحدة.

وانسحب المغرب من منظمة الوحدة الإفريقية في سبتمبر/أيلول 1984 احتجاجا على قبول المنظمة عضوية "الجمهورية الصحراوية" التي شكلتها جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو)، لتظل عضويته معلقة في المنظمة ثم في الاتحاد الإفريقي الذي تأسس في يوليو/تموز 2001 ويضم حاليا 54 دولة.

وأعلن العاهل المغربي، في رسالة الى قمة الاتحاد الإفريقي التي انعقدت في 18 يوليو/تموز في رواندا، قرار عودة المغرب إلى الاتحاد.

وتقترح الرباط منح حكم ذاتي للصحراء الغربية تحت سيادتها، إلا أن البوليساريو تطالب باستفتاء يحدد عبره سكان المنطقة مصيرهم.

ولا تزال جهود الأمم المتحدة في الوساطة بين أطراف النزاع متعثرة.

التعليقات