للاعتقال في تعز.. نقاط أمنية و"رجال" من نوع خاص يصطادون الضحايا

رام الله - دنيا الوطن
وسعت مليشيات الحوثي وصالح من نطاق حملاتها وإجرامها على نطاق أعمق في مدينة تعز فشملت انتهاكاتها مختلف الأشكال من ناحية القصف والقنص والقتل والتعذيب والاعتقال والحصار والاختطاف وشتى أنواع الانتهاك المحرمة بحق المدنيين .

إذ أقدمت على شن حملة اعتقالات واختطافات واسعة بحق الأهالي والمدنيين العزل, التي أيضا لم تستثن أحدا, سواءً مناهضين أو اكاديميين أو موالين أو أهالي أو مدنيين, لا علاقة لهم بالصراع والحرب الدائرة منذ أكثر من عام .

وتقوم المليشيات بتلك الحملات بهدف استخدامهم كوسيلة ارتهان، أو كابتزاز أو طلب فدية في غالبية الأ يان, وأقل من ذلك يأتي لتطويق الحصار الفكري والمعنوي على المدنيين كعقاب جماعي نتيجة مقاومة مدينة تعز .

*انتهاك استفزازاي*

في غلب الاعتقالات والاختطافات كما رصدها حقوقيون تحجثوا لفريق الحملة "مأساة تعز" بأنها تأتي نتيجة استفزاز، وسوء تعامل من قبل عناصر المليشيا ومتحوثي المدينة، وذلك من خلال استحداث نقاط أمنية، وتفتيش دقيق للأشياء الخاصة الشخصية بالمواطن .

كما يندرج ذلك ضمن الانكماش والقبض على المواطن فور تفويض إشارة الاتهام إليه زوراً وبهتاناً لسبب أنه ينتمي إلى تعز، أو من ذات المدينة المقاومة، وذلك من خلال وجود بعض الصور والفيديوهات المعارضة أو المناهضة للمليشيا .

فبحسب تقارير وشهادات فإن الأهالي في منطقة الحوبان وجدوا عدة حالات مرمية في قارعة الطريق بالمنطقة التي تعد ضمن نطاق سيطرة المليشيا بعد أيام من اختفائهم واختطافهم من قبل المليشيات الانقلابية .

أشخاص باعوا أنفسهم للانقلاب تجدهم في كل المدن اليمنية, يعملون عملاً خاصاً هو الإيقاع بالضحايا واختطافهم, خصوصاً من المدنيين الناشطين, أو أصحاب الأموال من أجل ابتزازهم , كما تروي تقارير حقوقية ذلك في مدينة تعز وضواحيها التي تعرضت لغزو مليشيا الانقلاب الدموي.

فهناك ما لا يقل عن 300 معتقل ومختطف في سجون المليشيات من المدنيين منذ ما يقارب اكثر من عام، وتفرعت أماكن الانتهاك في مختلف أرجاء المدينة، و الغالبية العظمى في حدود سيطرة ومواقع المليشيات، ونقاطهم المستحدثة .

*سجون مكتظة بالمدنيين *

أعداد محدودة من تلك الإحصائية تم الافراج عنها خلال فترات محددة، وذلك بعد محاولات ووساطات ودفع مبالغ من اهاليهم، وبعد ما خاضوا هؤلاء تعذيباً قاسياً في سجون المليشيا ومعتقلاتهم المكتظة بالمدنيين والمعارضين والسياسيين والناشطين والصحفيين والإعلاميين .

حكايات من بعض من كانوا في سجون المليشيا وأفرج عنهم حديثاً، بمبالغ ووساطات، فإنهم يتحدثون عن ان غالبية المعتقلين والمختطفين تتم عبر النقاط المستحدثة، فضلاً عن ابسط واتفه الاسباب.. حسب تعبيرهم، وذلك يتم في ظل سكوت من المنظمات
الدولية والمجتمع الدولي ازاء ما ترتكبه المليشيا من انتهاكات وجرائم .

المقاومة مؤخراً تمكنت من الإفراج عن مجموعة من المدنيين بصفقات، والتي اثمر عنها افراج العشرات منهم، فضلاً عن إفراج أعداد اخرى عبر علاقات ووساطات الأهالي بدفع مبالغ، وفديات مقابل الافراج عن ابنائهم .

فحسب روايات لأحد الذين أفرج عنهم مؤخراً وهو مدني من تعز "م / ع" ، ولا له علاقة أو صلة بالقتال أو المقاومة، يتحدث عن أن المليشيات تقدم على اعتقال واختطاف كل ما يمكن ان يكون استفزازاً لأفعالهم وأعمالهم، ولأسباب تافهة .

*الموت تحت سياط التعذيب *

يتحدث البعض ممن أفرج عنهم بأنهم واجهوا وبقية المعتقلين والمختطفين مختلف أنواع صور التعذيب وبأدوات  مؤلمة.. بيد أنه وصل الحد إلى التخويف عبر إحضار كلاب بوليسية لإجبارهم على الاعتراف بانتمائهم للمقاومة أو للعدوان حد قوله .

يقول أحدهم أنه تنقل بين عدة سجون في المحافظات، فضلاً عن تعذيب حالات عدة بعدد صور القرآن الكريم وآياته والأحاديث النبوية, وذلك من أجل الإقدام على الاعتراف على أشياء وتلفيق تهم باطلة بحقه.. وهو في الأساس مجرد مواطن، ولا علاقة له بذلك اطلاقاً .

لا يندرج الأمر عند ذلك الحد, فقد تعرض "م ص" إلى تعذيب كبير وصل الأمر إلى فقده صوابه وعقله وحياته الجسدية وهو ما يزال شاباً، ولذلك نتيجة ما يتعرض له من اساليب تعذيب قاسية ومحرمة في سجون المليشيا، الأمر الذي أدى إلى وفاة عدد منهم تحت سياط التعذيب.

ذلك يكمن في تعميق المعاناة، وتوسع نطاقها، فضلاً عن مضاعفة الإنهاك الجسدي والروحي والنفسي, لدى الشخص وعائلته وأسرته كذلك، ونسف حياته التعليمية والمستقبلية