كأس فلسطين: تأجيل اللقاء و تصعيد الأمر دولياً .. قرار صائب وإن جاء متأخراً

كأس فلسطين: تأجيل اللقاء و تصعيد الأمر دولياً  .. قرار صائب وإن جاء متأخراً
وليد جودة

أعلن الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم عبر رئيسه اللواء جبريل الرجوب عن قرار تأجيل لقاء الإياب في مسابقة كأس فلسطين لمدة 48 ساعة، والذي كان مقرراً أن يلعب مساء السبت على ملعب العلي بن الحسين في مدينة الخليل بين أهلي الخليل وشباب خانيونس.

قرار التأجيل جاء بإجماع المكتب التنفيذي للاتحاد، بعد أن واصل الاحتلال الإسرائيلي تعنته و عنجهيته الموجهة ضد الرياضة والرياضيين الفلسطينيين، بحرمانه عدداً كبيراً من لاعبي شباب خانيونس من العبور رفقة بعثة النادي إلى الضفة الغربية، وسماحه فقط بعبور 11 لاعباً منهم حارسي مرمى، وهو ما جعل مهمة خوض اللقاء شبه مستحيلة أمام النشامى.

ودعا اللواء جبريل الرجوب إلى إطلاق حملة إعلامية كبيرة لتوضيح مجمل الممارسات المشينة من قبل سلطات الاحتلال التي واكبت الحدث منذ بدايته، بما يشمل حالات المنع والتحقيق المهين الذي طال عدداً من اللاعبين والإداريين والإعلاميين المرافقين للبعثة، بالإضافة إلى ظروف الاحتجاز في معبر بيت حانون بشكل غير إنساني لما يقارب 13 ساعة.

وأكد اللواء الرجوب توجيه رسالة واضحة إلى رئيس الفيفا جياني إنفانتينو و السيد طوكيو سيكسويل رئيس لجنة التحقيق في الانتهاكات الإسرائيلية بحق الرياضة الفلسطينية، بالإضافة إلى رئيس الاتحاد الٍآسيوي والأوروبي، وإلى جميع الاتحادات المحلية والدولية، من أجل الوقوف عند مسؤولياتهم وإنهاء هذه الممارسات الإسرائيلية المتعنتة بحق الرياضة الفلسطينية.

وشدد الرجوب على أن لقاء الإياب من كأس فلسطين لن يقام إلا بعد دخول كامل بعثة شباب خانيونس رغماً عن إسرائيل، موجهاً بذلك رسالة تحدي واضحة.

وتشغل هذه القضية في الأيام الأخيرة الوسط الرياضي الفلسطيني بأكمله، وكانت بعثة أهلي الخليل قد واجهت ظروف مشابهة عند دخولها إلى قطاع غزة الأسبوع الماضي، حيث سمح الاحتلال بدخول 13 لاعباً فقط، لكن قرار الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم كان بإقامة اللقاء في موعده على ملعب اليرموك، واستفاد المارد الأحمر من تعزيز صفوفه بلاعبين من قطاع غزة في اللقاء الذي انتهى بانتصار بهدف دون مقابل.

المعركة الحقيقة بدأت الآن، وقرار التأجيل وتصعيد الأزمة دولياً يبدو الخيار الأكثر منطقية الآن، بل أن بعض الأصوات في الساحة الرياضية الفلسطينية كانت تطالب بالتوجه إلى هذا الخيار منذ البداية عندما تم منع 8 من لاعبي أهلي الخليل من دخول القطاع، ولكن أن يأتي هذا القرار الآن ولو متأخراً فأنه أفضل من ألا يأتي أبداً.

الجميع الآن بات مطالباً بتوحيد الجهود من أجل وصول الرسالة كاملة وواضحة للمجتمع الدولي والاتحادات المسئولة، ولكل طرف من الأطراف في الساحة الرياضية دوره وعمله الذي يجب أن يتم على أكمل وجه، ويجب أن يرفع الكارت الأحمر في وجه دولة الاحتلال مهما كانت الاعتبارات والعواقب.