قصة تذبذب أسعار "الدولار"

قصة تذبذب أسعار "الدولار"
رام الله - خاص - دنيا الوطن
يتأثر المواطن الغزي بشكل كبير من ارتفاع سعر صرف الدولار وانخفاض قيمة الشيكل نظراً لارتباط معاملاتهم اليومية والسلع المختلفة بالدولار والشيقل في كل المعاملات التجارية والحياتية 
فما هي أسباب ًارتفاع وانخفاض الدولار ؟

توجهنا الى الخبير المالي الحسن بكر وشرح لدنيا الوطن اسباب الارتفاع والانخفاض والعوامل المؤثرة في كلا الحالتين
حيث أكد  في حديثه الخاص لدنيا الوطن "أنه حتى هذه  اللحظة لا يزال الدولار يسير ضمن قناة أفقية من فترة وتذبذباته ما بين 3.80الى 3.90 أمام الشيقل الاسرائيلي ولم يتمكن من كسرها وبشكل عام فان التحليل على المدى الطويل يشير الى ان الدولار لا يزال يبحث عن الارتفاع ولم يتمكن من تحديد اتجاهه وسيكون له مستويات عدة ما بين 3.88 كمستويات مقاومة واذا تمكن من كسرها فاننا نستطيع وقتها الحديث عن مستوى صعود .

وتابع بكر لدنيا الوطن"العوامل عامة في العالم أي " العوامل العالمية"تؤثر بشكل كبير على الدولار وتتمثل في سياسات البنك المركزي الأمريكي وامكانية رفع الفائدة من قبل الفيدرال الامريكي وبدات تتراجع توقعات الارتفاع ومن الممكن أن لا نرى أي ارتفاع للفائدة وبالتالي سيخسر القوة في المقابل أخذ الدولار دعم من التوترات التي حدثت في أوروبا بعد الاستفتاء في بريطانيا وبين أن البريطانيين يريدون الخروج من منطقة اليورو وبالتالي اخذ بعض الدعم لكن الضعف في اوروبا يمكن أن ينعكس على قوة الدولار مقابل الشيقل ويمكن أن نرى ارتفاعات اذا تترجمت خروج بريطانيا لان هذا سيضغط على اليورو والجنيه الاسترليني  وهذا لا يمكن أن نحدده الا اذا تمكنا من الخروج من القناة الافقية الذي يمر بها الدولار وهي 3.80و3.88 .

وأضاف بكر في الحديث عن قطاع غزة وكيف يتاثر الدولار فيها فقد أكد"ان غزة لها خصوصية وحالة خاصة كون ان الحصار المفروض على القطاع المصرفي ادى الى منع السوق المحلي من التعامل مع البنوك وبالتالي أصبح يعاني نوع من العزلة عن القطاع المصرفي واصبح بعيدا عن الاسعار العالمية لكن تبقى الاسعار العالمية هي المؤشر الذي يتحرك فيه السوق وهنالك فرق بين سعر الصرف العالمي والمحلي بسبب عوامل العرض والطلب التي تؤثر بالاتجاه نفسه .

وأشار"هنالك فجوة بين السعر العالمي والسعر المحلي للدولار مقابل الشيقل لكن يتحركان بنفس الاتجاه وهنالك ازاحة في السعر نتيجة عوامل العرض والطلب المحلية مبينا "انه لا يمكن القول أن الدولار سيخرج من نفس الاطار فهو يقع بالحدود الدنيا للقناة أي أدنى القناة وهذه الحدود لها مرحلة معينة يمكن من خلالها أن يبدأ بالارتفاع من جديد .

وواصل حديثه لدنيا الوطن"الواضح أن الدولار مقابل الشيقل يبحث عن اتجاه وهو يتحرك في قناة أفقية وعلى المدى القصير سنرى أنه سيصل للحدود الأدنى في القناة كما هو حاليا أي 3.80 وربما يرتفع من جديد الى مستويات 3.80 ، 3.85  ، 3.88 ومن هنالك ربما سيبدأ عملية هبوط عكسية متوقعا ان هذا الهبوط الموجود لن يستمر طويلا واذا تمكن من كسر حاجز 3.80 فاننا نتوقع ان يتحرك باتجاهات عليا صاعدة .


وختم بكر حديثه"هنالك ثلاث عملات متداولة نقديا وعملة متداولة بنكيا ، اما العملات الثلاثة المتداولة نقديا في غزة فهي الدولار والشيقل الاسرائيلي والدينار الاردني والعملة المتداولة بنكيا هي اليورو نتيجة وجود عمليات الدعم والداعمين للسلطة الوطنية بالاضافة الى مجموعة كبيرة من المشاريع يتم دفعها باليورو فأصبح لدينا حسابات مصرفية كبيرة بعملة اليورو وأصبحت عملة رابعة متداولة لكن يبقى تداولها بنكيا وليس مصرفيا والعملات الثلاثة الاخرى يُعتمد عليها كعملة رسمية منها الشيقل والدولار للتداول في المؤسسات وتتأثر بالتجزئة والعمليات الاستهلاكية  وهذا الاختلاف وتعدد العملات في فلسطين نتيجة عدم وجود عملية وطنية تسبب بوجود نوع من توزيع الصراف  وبالتالي ضعف الشيقل مقابل الدولار يعني ضعف للعملة الشرائية لدى المواطنين في غزة وبالذات من ذوي الدخل المحدود الذين يتلقون رواتب ضعيفة بالاضافة الى المعاملات بالدولار تتأثر أيضا بالضرر اذا ارتفع الدولار أما الذين يتلقون رواتبهم بالدولار فانهم يستفيدون اذا ارتفع الدولار مقابل الشيقل كون أن الشراء للعملة أصبح أكبر ومن يتضرر هم أصحاب الدخل البسيط في حال انخفض الدولار.

التعليقات