فوج التعليم المقاوم ..

فوج التعليم المقاوم ..
رام الله - دنيا الوطن
 
نظمت جامعة فلسطين التقنية خضوري في طولكرم، اليوم ، وتحت رعاية  فخامة رئيس دولة فلسطين محمود عباس " أبو مازن حفلاً لتخريج  الفوج الحادي والثمانين من طلبة خضوري التاريخية والفوج التاسع من طلبه الجامعة ، وخريج الفصل الصيفي  وتحت مسمى فوج" التعليم المقاوم" والذي يأتي ترسيخا لهوية الجامعة  التطبيقية  والتكنولوجية  والوطنية من جهة ، وتعبيرا آخر عن صمود الجامعة بكافة مكوناتها أمام اعتداءات وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي لحرم الجامعة المتواصلة خاصة في العام الأكاديمي المنصرم.

حيث احتفلت الجامعة بتخريج  1500 طالبة وطالبة من حملة  درجة البكالوريوس من كليات الهندسة والتكنولوجيا، وكلية العلوم والآداب وكلية ، وكلية الأعمال والاقتصاد وكلية العلوم والتكنولوجيا الزراعية وكلية مجتمع فلسطين التقنية، وبرنامج التأهيل التربوي. 

وأقيم الحفل بمشاركة "وحضور  ممثل راعي الحفل دولة رئيس الوزراء أ. د. رامي حمد الله، ومعالي وزير التربية والتعليم العالي د. صبري صيدم محافظ محافظة طولكرم اللواء عصام أبو بكر ر ، ورئيس الجامعة أ.د. مروان عورتاني ،  ونواب رئيس الجامعة ومساعديه، وممثلي مجلس الجامعة وأعضاء المجلس التشريعي وممثلي المؤسسات الدولية والمحلية ومؤسسات القطاع الخاص والمؤسسات الرسمية الأهلية والأمنية، وممثلي عن العديد من الجامعات والمؤسسات الفلسطينية وأعضاء الهيئة التدريسية، ومدراء الأجهزة الأمنية، وأهالي الطلبة الخريجين. 

رئيس الوزراء: الحفاظ على المشروع الوطني عبر ضمان جودة التعليم

بدوره، أكّد أ.د. الحمد الله أن رسالة  الجامعات الفلسطينية مختلفة عن غيرها من الجامعات في العالم، فهي تسعى لخلق فرد متميز متفرّد بعلمه يثبت للعالم أن شعبنا برغم كل المآسي صاد وباقٍ، مشيراً إلى أن الحكومة تسعى للحفاظ على المشروع الوطني عبر ضمان جودة التعليم أولاً وربط التعليم ومخرجاته باحتياجات السوق المحلي والعالمي. وأوضح أهمية السعي نحو تطوير قدرة السوق على استيعاب الطلبة الخريجين.

واضاف  أ.د. الحمد الله قائلاً: نحن نسطر بكم أسمى معاني التفوق والنجاح، لذا نقدّم لكم التحية والتهنئة متنيين لكم أن تكونوا سفراءً للعلم والتعلم، وقال: "أشكر الأساتذة والمربيّين وكافة كوادر خضوري من أكاديميين وإداريين لما فيها من إبداع وتميّز، فهي حاضنة الإبداع والابتكار رغم كل التحديات، فهي الجامعة الوحيدة في العالم التي يتواجد داخلها معسكر للرماية ، بالإضافة إلى تعرضها لاعتداءات واقتحامات متواصلة ومصادرة لأراضيها بما يقارب ال200 دونماً، لذا فجامعة خضوري تقدّم تعليماً مميّزاً مقاوم.

وقال: نجتمع معكم في ظل الظلم والمعاناة والقهر التي يعاني منها أفراد شعبنا من أسر، كالأسير بلال كايد المضرب عن الطعام منذ أربعة وأربعين يوماً بالإضافة إلى ستة وثلاثين أسيراً متضامنين معه، وقتل وتهجير قسري مفروض في القدس وأريحا وهدم للمنازل مثل العيساوية ورأس العامود  ، فنحن ومن جامعة خضوري ندعو المجتمع الدولي  لتوفير الحماية الدولية، وفي ذات الوقت نحتفي بقصص النجاح والتميز وروح الصمود والتحدي في نفوس الطلبة.

وفي سياق حديثه،  تحدّث أ.د. الحمد الله عن جهود الحكومة في تكريس دور المؤسسة الأمنية في سيادة القانون في توفير أمن للمواطنين والقضاء على الفوضى ومظاهر الفساد والفلتان من خلال الأجهزة الأمنية التي تعمل وبشكل دؤوب على حماية الأفراد، وقد نجحت المنظومة الأمنية في تحقيق الاستقرار والعدالة، وتطرق في حديثه إلى اقتراب موعد انتخابات المجالس المحلية ليعم الأمن والأمان الشعبي.

وفي ختام حديثه، أعرب عن اعتزازه بخضوري التي أضحت توسع برامجها الأكاديمية وتحرز جوائز نوعية  وهامة لطلبتها، شاكراً جامعة خضوري المتمثلة بكادرها الأكاديمي والإداري ومباركاً للطلبة الخريجين بهذا النجاح ليكونوا حماةٍ ومنارات للعلم والتطور والإصلاح.

د. صيدم :  يستحدث مقعد أكاديميا  للبحث العلمي

من جانبه أعرب الوزيرة أ.د.صيدم عن سعادته للمشاركة في تخرج طلبة هذه جامعة فلسطين التقنية –خضوري الصرح العلمي الأصيل والعريق  متحدثاً عن احتفاءه بانتصار جامعة خضوري وقال: دعماً للبحث العلمي الذي يقدّم أسمى معاني الإباء والانتصار، نعلن تكريمنا للمجتمع الكرمي كافة وجامعة فلسطين التقنية – خضوري خاصةً عبر استحداث مقعد أكاديمي للبحث العلمي يحمل اسم الدكتور علي نايفة ، حيث يخصص هذا المقعد للباحثين من طلبة وأساتذة في هذا المجال.

وأضاف أ.د. صيدم قائلاً : نحن نتحيّو بدون أي تردد لمؤسساتنا التعليمية، لذا نزفّ لهذه الجامعة خبر اعتماد ماجستير التكنولوجيا الحيوية ليتسنّى لها بأن تكون جامعة متألقة في مجالي التدريس والبحث العلمي .

 

نموذجا ملهما للتعليم المقاوم  

وقبيل تخريج الطلبة بين رئيس الجامعة أ.د. مروان عورتاني في كلمة له أن تسمية فوج  الجامعة التاسع باسم فوج التعليم المقاوم يؤكد على صبر الجامعة وصمودها الأسطوري وإصرارها على البقاء مشرعة شامخة في وجه اقتحامات قوات الاحتلال  لتغدو نموذجا ملهما للتعليم المقاوم. 

وأوضح أ.د.عورتاني ان مسيره الجامعة تشهد نهضة شاملة تهدف بالأساس إلى بناء جامعه الدوله العتيدة للعلوم والتكنولوجيا، وإلى جعلها إضافة نوعية إلى منظومة التعليم العالي الفلسطيني ومظلة وطنية جامعة للتعليم التقني والمهني .

وبين أ.د. عورتاني أن الجامعة حققت في مسعاها العديد من الانجازاتعلى صعيد تطوير الكادر البشري  كما ونوعا والتي بلغت في السنوات الثلاث الماضية زيادة اجمالية في عدد موظفيها بلغت زهاء 63% ، وشمل ذالك على وجه الخصوص زيادة وقدرها 100% من حمله الدكتوراه .  وما زالت الجامعة ماضية في برنامجها الطموح لابتعاث كوادرها الشابة لإستكمال دراستهم العليا في جامعات عالمية مرموقة بالإضافة الى العمل على إستقطاب الكفاءات والإحتفاظ بها فقد اتخذت الجامعة خطوة تاريخية غير مسبوقة بصرف مكافأة مالية كفيلة بجسر الهوة بين سلم رواتب العاملين فيها وبين نظرائهم في الجامعات العامة والتي تم تدعيمها بإتفاق تاريخي برعاية وزير التربية والتعليم العالي وبمباركة من مجلس الوزراء يقضي بإلتزام أطراف أسرة الجامعة بالحفاظ على إنتظام العملية التعليمية  وإستقرارها.  

 

وعلى صعيد الحركة العمرانية بين أ.د.عورتاني أن الجامعة اطلقت الجامعة حزمه من المشاريع العمرانية التي بوشر العمل فيها بشكل متزامن . تشتمل هذه الحزمهعلى : مشروع كلية الاقتصاد والأعمال بمساحه تقريبية تبلغ 7000 متر مربع ، ومبنى كلية الدبلوم بمساحة تقريبية تبلغ 7000 متر مربع ، ومشروع إستكمال  تشطيب مبنى كلية الهندسة بمساحة وقدرها 4000 متر مربع ، ومشروع استكمال مبنى التعليم المستمر بمساحة  1000 متر ، ومشروع إقامة سور حول حرم الجامعة .

 وشدد أ.د. على ضرورة توحيد أراضي خضوري التاريخية وتوفير حرم جامعي متصل واضح المعالم قادر على الإستجابة لخطط الجامعة التطويرية باعتبارهإستحقاق أساسي ملازم لقرار تحويل خضوري إلى جامعة وتنفيذا لقرار مجلس الوزراء بالخصوص وبمتابعة حثيثة من دوله رئيس الوزراء ومعالي وزير التعليم العالي تستمر إدارة الجامعة في مسعاها لتحقيق هذه الغاية .

وأضاف قائلاً " إن أكبر التحديات التي تواجه توحيد الحرم الجامعي هي ذاك الجيب الإحتلالي البغيض الجاثم على حرم الجامعة والذي يشكل إنتهاكا غير مسبوق على مستوى العالم للحريات الأكاديمية ولحق الجامعة المقدس في حرم جامعي آمن ذو حصانة تكفله المواثيق الدولية ذات الصلة بالإضافة إلى حمله تضامن أكاديمية دوليه للضغط على الاحتلال من اجل إخلاء هدا الجيب.

 مضيفا إلى أن الجامعة خلقت بيئة سياسياتية داعمة ومحفزة للبحث العلمي وأحدثت نقلة نوعية في التجهيزات والمختبرات والتقنيات البحثية  ، ودعمت مشاركة أساتذتها في العشرات من المؤتمرات العلمية ، وقد أتت هذه الجهود أكلها فقد حاز ستة من أساتذة الجامعة على منح زمالة للتفرغ البحثي قضوها في جامعات مرموقة ، وحصل تطور نوعي وكمي في الإنتاج البحثي لأساتذة الجامعة والذي تجاوز مئه بحث في العام الأكاديمي المنصرم أي بنسبة 1.5 بحث لكل عضو هيئة تدريس من حملة الدكتوراه  .

وفي رسالته خاطب أ.د. عورتاني الخريجين قائلاً " صنعت الجامعات تاريخ دول، وغيرت معالم الحياة على كوكبنا، لنجعل من جامعتنا الحبيبة الفتية مسرعا للإنعتاق والحرية، ورافعة لبناء الدولة وشريكا في إبداع وإبتكار وصياغة مستقبل مشرق لشعبنا العظيم، مستقبل يليق بتضحيات شهدائنا وأسرانا.  

كلمة الأولى على الجامعة

نتقدم بالشكر الكبير من هذا الجامعة العتيقة العريقة ممثلة بربانها الرياضي والريادي أ.د. مروان عورتاني والهيئتين الإدارية والأكاديمية والشكر موصول للإخوة في مجلس الطلبة ، وأتوجه بالتقدير والإكبار إلى أسرتي الحبيبة وبخاصة والدي الحبيب لما زرعوه من علم وأدب ورغبة صادقة في البحث والعمل.

واختتمت بالقول :زملائي وزميلاتي ارفعوا رؤوسكم عالياً وافتخروا بأنكم خريجو جامعة خضوري واسمحوا لي أن أتقدم بالتهنئة لكم ولذويكم بتخرجكم متمنية لكم مستقبلا زاهرا حافلا بالنجاح ، وأغبط كل واحد منكم ينتظر لحظة انتهاء هذا الحفل ليحظى بضمة دافئة من ام حنون، فلروح امي اهدي نجاحي.