سيادة المطران عطا الله حنا " فليكن شعارنا اننا شعب واحد يدافع عن قضية واحدة "

سيادة المطران عطا الله حنا " فليكن شعارنا اننا شعب واحد يدافع عن قضية واحدة "
رام الله - دنيا الوطن
 استقبل سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس صباح اليوم اكثر من 200 مشارك ومشاركة في المخيمات الصيفية في مدينة القدس وذلك من كافة الاحياء والحارات من داخل البلدة القديمة وخارجها وقد استقبلهم سيادته في باحة كنيسة القيامة مرحبا بزيارتهم الى هذا المكان المقدس الذي يحتضن اهم المعالم الدينية المسيحية .

وقال سيادته ان مخلصنا و فادينا ومعلمنا يسوع المسيح الذي كان في وقت من الاوقات مدفونا في هذا المكان ولكنه بعدئذ قام منتصرا على الموت علمنا ان نحب بعضنا بعضا ، واود ان ابتدأ كلمتي امامكم بهذا النداء والرجاء بأن " احبوا بعضكم بعضا " .

نحن في مدينة القدس ننتمي الى اسرة واحدة مسيحيين ومسلمين وعلينا ان نحب بعضنا بعضا لكي نكون اقوياء في دفاعنا عن مدينتنا ومن اجل ثباتنا وصمودنا في هذه الارض المقدسة .

ان هنالك من يتآمرون علينا ويخططون لنسف قيم العيش المشترك في منطقتنا العربية ويريدون ان تتغلغل هذه الثقافة المشبوهة الدخيلة الى مجتمعنا الفلسطيني خدمة لاجنداتهم وسياساتهم ومخططاتهم التي نعرفها ونعرف من يغذيها ومن يروج لها ، علينا ان نحافظ على النموذج الفلسطيني فلا يجوز لنا ان نستسلم او نضعف او ان ننحرف او ننقاد لاولئك الذين يخططون لنسف قيم العيش المشترك في مجتمعنا العربي .

ان رسالتي اليكم ورسالة وجودكم وزيارتكم لهذا المكان المقدس انما هي تأكيد واضح على اننا شعب واحد لا يقبل القسمة على اثنين .

واولئك الذين يذبحون ويقتلون ويمتهنون الكرامة الانسانية باسم الدين لا دين لهم .

فمن ذبحوا الكاهن الفرنسي ومن استهدفوا المدنيين في عدة اماكن في اوروبا هم ذاتهم الذين يدمرون في سوريا وفي العراق وهم ذاتهم الذين يخططون مع مرسليهم وداعميهم لتصفية القضية الفلسطينية .

يريدون تحويل منطقتنا وعالمنا الى ساحة صراع ديني ويريدون للمسلمين ان يكرهوا المسيحيين وللمسيحيين ان يكرهوا المسلمين ، يزعجهم الخطاب الذي يدعو الى الوحدة والى رص الصفوف ونبذ الفتن ، يزعجهم الخطاب الذي يوحد ويقرب لان ثقافتهم هي ثقافة اقصائية عنصرية همجية ، ولا يفهمون ماذا تعني كلمة المحبة والاخوة والسلام .

اننا نقف على مفترق طرق اما نكون واما لا نكون ونحن نقول ومن قلب مدينة القدس بأننا نريد ان نكون وان نبقى وان نثبت وان نصمد في هذه البقعة المقدسة من العالم وان ندافع عن وجودنا وهويتنا وتاريخنا وتراثنا وانتماءنا للشعب الفلسطيني المناضل .

لن نستسلم لداعش ولاخواتها من المنظمات الارهابية التي تسعى الى تدمير كل ما هو انساني وحضاري في منطقتنا وقد وصلت شظايا هذا الارهاب لبعض من الدول الغربية وهي دول تتحمل مسؤولية مباشرة لانها غذت هذا الارهاب ومدته بالمال والسلاح لكي يدمر ويخرب ويعيث فسادا في منطقتنا العربية .

انتم تتجولون في البلدة القديمة من القدس لكي تقولوا للعالم بأسره بأن القدس لنا وستبقى لنا وسنبقى فيها ولن نتنازل عن حقوقنا ولن نتنازل عن ذرة تراب من ثرى هذه المدينة المقدسة التي نعشقها وننتمي اليها ونستنشق هوائها المعطر بعبق القداسة والنور .

ابنائي وبناتي واخوتي جميعا المشاركين في مخيمات القدس فليكن شعار مخيماتنا في هذا العام " نعم للوحدة الوطنية وثقافة العيش المشترك ، ولا للكراهية والعنصرية والحقد الذي يتنافى مع مبادئنا وقيمنا واخلاقنا " 

نرحب بكم باسم كنائس القدس وانتم تزورون اقدس مكان مسيحي في العالم ، فكنيسة القيامة والقبر المقدس هي قبلة المسيحيين الاولى والوحيدة فلا يوجد في عالمنا ما هو اقدس وما هو اهم في المسيحية من هذا المكان التي تزورونه الان .

وستبقى كنيسة القيامة وكنائس القدس ومسيحيي هذه المدينة المقدسة والاراضي الفلسطينية بشكل عام سيبقون دوما امناء على رسالتهم وايمانهم وانتماءهم لهذه الارض المقدسة .

نحن نؤمن بالمسيحية التي تعلمنا ان نحب وان نتفانى في خدمة الانسان وسنبقى متمسكين بإيماننا وتراثنا وانتماءنا لهذه الكنيسة العريقة التي شيدت اولا في القدس ومن ثم انطلقت رسالتها الى مشارق الارض ومغاربها .

وستبقى كنائسنا تبشر بقيم المحبة والاخوة والسلام وسنبقى ننادي بما علمنا اياه سيدنا بأن

" احبوا بعضكم بعضا " فلا مكان للكراهية في قلوبنا ولا مكان للحقد في نفوسنا وستبقى كنائسنا وابوابنا وقلوبنا مفتوحة لاخوتنا المسلمين شركائنا في المواطنة وفي الانتماء لفلسطين وقضيتها العادلة .

وستبقى ايادينا ممدودة لكي نعمل معا من اجل وطننا ومن اجل انساننا ومن اجل قدسنا ومقدساتنا .

نسأله تعالى ان يحفظ شعبنا الفلسطيني وان يقويه في نضاله المشروع من اجل الحرية ، نسأله تعالى ان يقوينا جميعا من اجل نحافظ على مدينة القدس وان نصون مقدساتها ، فاذا لم نقم نحن كفلسطينيين بذلك لن يقوم بهذا احدا بالنيابة عنا ، " فلا يحك جلدك الا ظفرك " ، فلنوحد صفوفنا ونكرس ثقافة الوحدة الوطنية ولنحصن مجتمعنا الفلسطيني من هذه الافات المريضة المشبوهة التي تحيط بنا وتستهدف مجتمعاتنا .

المسيحيون الفلسطينيون يحبون وطنهم وينتمون اليه بكل جوارحهم وهم حريصون على ان نبقى جميعا مسيحيين ومسلمين شعبا واحدا يناضل من اجل الحرية والكرامة واستعادة الحقوق.

نستقبلكم في كنيسة القيامة بكل محبة وبعدئذ ستتوجهون الى الاقصى المبارك وما بين القيامة والاقصى هنالك تاريخ مجيد وشعب ابي وقضية عادلة ومدينة مقدسة عريقة هي قطعة من السماء على الارض فلنحافظ عليها بكل ما اوتينا من قوة وعزم وحكمة .

الاقصى والقيامة في القدس توأمان لا ينفصلان ، وجرح فلسطين هو جرح العرب والانسانية بأسرها كما ان جراح امتنا العربية هي جراحنا فنزيف الشام والعراق وليبيا واليمن هو نزيف فلسطين وقلبها النابض مدينة القدس .

بعدها تجول الوفد في كنيسة القيامة واستمعوا الى شروحات من سيادة المطران .