حكاوي هوليوود حولها أهلي الخليل إلى واقع في اليرموك !

حكاوي هوليوود حولها أهلي الخليل إلى واقع في اليرموك !
وليد جودة

في أفلام هوليوود الشهيرة فقط، يمكن أن تشاهد فريقاً لكرة القدم بلا بدلاء جاهزين ويحقق الفوز، ويمكن أن ترى فريقاً مرهقاً نفسياً وجسدياً بعد رحلة سفر شاقة وينال الانتصار، ويمكن أن تصيبك الدهشة من لاعب يصل لأرض الملعب بين الشوطين، لينزل إلى أرض الميدان مباشرة ويساعد زملاءه في الحفاظ على فوزهم الغالي، لكن كل تلك المشاهد السينمائية تحولت إلى واقع في ملعب اليرموك بغزة على يد أهلي الخليل.

النتيجة التي حققها المارد الأحمر تتجاوز حدود الانتصار الرياضي في مباراة لكرة القدم، بل هو انتصار للروح والعزيمة والإصرار على كسر قيد السجان، الذي حرم الفريق من نصف قوته بمنع 8 لاعبين من الدخول رفقة بعثة النادي إلى قطاع غزة، انتصار للاحترافية والتفاني والقتال من أجل قميص أحمر وفي سبيل قضية عادلة يمكن أن تنسج حولها العديد من الحكايات لتروى للأجيال القادمة.

أهلي الخليل تحدى أزمته متسلحاً برغبة الحلم الآسيوي للمرة الثانية على التوالي، أما نجمه المخضرم روبرتو كاتلون الذي اختار فلسطين مجدداً بعد سنوات طويلة عاشها أجداده وآباؤه في تشيلي،  فقد تمسك بالأمل حتى الرمق الأخير ليرسم بريشة فنان حكاية جميلة، للاعب ينتظر تصريح الدخول عبر معبر بيت حانون في وقت يطلق فيه حكم اللقاء صافرة البداية، يصل إلى الملعب والشوط الأول قد انقضى، ودون أن يلتقط أنفاسه يسرع إلى ارتداء زيه الأحمر ويهبط لأرض الميدان ليفرض نفسه رمانة ميزان الوسط ويقود فريقه نحو الحفاظ على نتيجة التقدم التي حققها منذ الشوط الأول، نتيجة الانتصار الغالي، وحكاية كاتلون الخالدة !

بعيداً عن حكايات التشويق والإثارة، نجح أهلي الخليل في فرض أسلوبه وفق الإمكانيات المتاحة على رقعة الميدان، ورغم عمليات "الترقيع" في بعض المراكز، لم ينجح شباب خانيونس في استغلال نقاط الضعف في التشكيلة الحمراء، وظهر النشامى في العديد من اللقطات فاقدين للتركيز والثقة اللازمة لمثل هذه المواجهات، في الوقت الذي ظهرت علامات الخبرة المكتسبة من لقاء الشجاعية العام الماضي والمشاركة الآسيوية على رفاق القائد فادي دويك.

عزمي الشويكي الحارس الواعد ومستقبل الفدائي الفلسطيني شكل رفقة محمد صالح وفادي دويك نقطة ارتكاز قوية وجدار صد صلب أمام كل محاولات النشامى، في حين تكفل مصعب أبو سالم وإسلام البطران في خلق الرعب كلما استلم أحدهما الكرة، مستغلين السرعة والمهارة التي يتمتعان بها، ونجح في واحدة من محاولاتهما الكثيرة البطران في إحراز هدف الفوز الغالي.

في الجهة الأخرى، لم يظهر محمد بركات نجم شباب خانيونس بالشكل المطلوب والمأمول  من قبل الجماهير الغفيرة ومدربه ناهض الأشقر، وكان في الكثير من الأوقات معزولاً وفاقداً للتواصل مع زملائه في خط الوسط والمقدمة الذين عجزوا عن إمداده بالكرة، بفضل رسم تكتيكي دفاعي محكم للكابتن أيمن صندوقة مدرب أهلي الخليل.

من الحكايات الجميلة الواجب ذكرها، حكاية ابراهيم الحبيبي ومحمد السطري، النجمان الغزيان نجحا في تقديم وجه مبهر ليقنعا الجميع بأحقيتهما في اللعب للمارد الأحمر، رغم أنها المباراة الأولى لكليهما، حي كانت مشاركة الحبيبي مشكوك في أمرها، والسطري لم يمض على توقيعه عقد الانضمام سوى ساعات قليلة، خطورة كبيرة ومحاولات جادة ومستمرة وإزعاج كبير لدفاعات شباب خانيونس، وكان من الممكن أن تزيد غلة الأهداف بأقدام أحدهما.

وحتى لا نظلم شباب خانيونس، فخبرة المواعيد الكبرى تلعب دوراً بارزاً في حسم مثل هذه المواجهات، وهو الأمر الذي يصب في مصلحة أهلي الخليل، والأكيد أن هذه التجربة في التنظيم والتحضير والمواجهة، ستكون خير عون وسند للنشامى في المواعيد القادمة.

الحكاية لم تغلق بعد، فالفصل الثاني لهذا العرس الرياضي الفلسطيني سيكون هناك في الشق الآخر من الوطن، وبأمل عدم تكرار أزمة العبور إلى الضفة مع لاعبي شباب خانيونس، من المنتظر أن يكون أهلي الخليل أكثر قوة وصلابة على أرضه وأمام جمهوره، ومن المتوقع أن يظهر نجوم شباب خانيونس شخصية قوية لمحاولة صنع الحدث هناك.

موعدنا السبت المقبل إن شاء الله .. مع الفصل الثاني الذي سيؤكد لنا تمثيل أهلي الخليل لفلسطين آسيوياً بصفته بطل الكأس، أو يكون لشباب خانيونس رأي آخر.