لأول مرة في فلسطين : اختيار التخصص من خلال رسم المسار المهني أولاً

لأول مرة في فلسطين : اختيار التخصص من خلال رسم المسار المهني أولاً
رام الله - دنيا الوطن
اعداد : عبير مراد
تصوير : محمود اللوح -محمد سكيك 
مونتاج : محمد أبو شعر

تقوم جامعة فلسطين على تنفيذ برنامج مجاني لخريجي الثانوية العامة في قطاع غزة تحت عنوان " رسم المسار المهني" و الذي يعتمد على النظريات العلمية في اختيار التخصص الجامعي للطلاب, في كل عام بعد اعلان نتائج الثانوية العامة يطفو على سطح الاخبار عملية اختيار التخصص الجامعي للطلاب و معايير هذا الاختيار التي تتراوح بين رغبة الاهل والرغبة الشخصية واحتمالية وجود فرصة عمل بعد التخرج, مع محدودية فرص العمل الحالية في قطاع غزة يصبح قرار اختيار التخصص الجامعي اكثر صعوبة و يعتبر مجازفة بالنسبة لبعض الطلاب تظهر نتائجها بعد سنوات. تقليدياً يقع اختيار التخصص الجامعي عل عاتق الطلاب انفسهم حسب اختيارهم و يقوم المرشد الاكاديمي بإعطاء معلومات عن التخصص الذي يرغب به الطالب, اما في جامعة فلسطين فيختلف الامر هذا العام, حيث تقوم جامعة فلسطين بتقديم دورة تدريبية مجانية للناجحين في الثانوية العامة لهذا العام و بشكل اختياري لتمكنهم من اتخاذ قرار فيما يخص اختيار التخصص الجامعي بما يحقق لهم رسم مسارهم المهني في وقت مبكر.

عند لقاء الدكتور ياسر العالم استشاري تطوير الاعمال و مسئول تنفيذ برنامج رسم المسار المهني في جامعة فلسطين, افاد بان عملية اختيار التخصص العلمي في غاية الاهمية لأنها تحدد مصير الطالب مهنياً بعد التخرج من الجامعة و لذلك عمدت جامعة فلسطين الى مساعدة الطلاب الناجحين في الثانوية العامة للتخطيط لمسارهم المهني قبل التحاقهم بالجامعات ليكون اساس اختيارهم للتخصص المناسب هو نمط شخصية الطالب و ما يملكه من سمات شخصية و قدرات, فيقوم خبراء مي التنمية البشرية بارشاد الطلاب كيف يمكنهم اختيار التخصص الجامعي المناسب عبر تطبيق نظرية العالم جون هولاند الذي يقسم انماط شخصية الانسان الى ستة انماط و لكل نمط هناك عدة مهن تناسبه, فان توافق نمط الشخصية مع المهنة فهذا يؤدي الى اتقان المهنة والتميز بين الاقران في الدراسة و في العمل, بالإضافة الى تمكن الخريج من خلق فرصة عمل بنفسه ان لم تتوفر له فرصة عمل, لذلك يقوم المدربون في جامعة فلسطين بتحديد نمط شخصية الطالب و بعدها يختار الطالب المهنة المناسبة و التي يتم تحديد التخصص الجامعي بناء على المهنة المناسبة لنمط شخصية الطالب كي لا تفرض على الخريج مهنة غير مناسبة لتخصصه في المستقبل بعد التخرج, و يخرج الطالب من هذه الدورة بخطة لمساره المهني واضحة المعالم يمكنه ان يسعى الى تحقيق اهدافها بالتركيز على المسار المهني.

كما قال د ياسر العالم ان فرصة حصول الخريج على فرصة عمل تكون اعلى بكثير للخريج الذي يتوافق نمط شخصيته مع تخصصه, و في ظل محدودية فرص العمل وكثرة الخريجين وحجم البطالة المتزايد عاما بعد عام كان ضروري من جامعة فلسطين أن تزيد من نسبة تشغيل خريجيها في سوق العمل المحلي و الخارجي عبر تنفيذ برنامج رسم المسار المهني لخريجي الثانوية العامة مع العلم ان هذا البرنامج يتم تنفيذه لأول مرة في الجامعات الفلسطينية بهذه الطريقة.

ان برنامج رسم المسار المهني يختلف عن الارشاد الجامعي لان الارشاد الجامعي يكون دوره الطبيعي بعد اختيار الطالب لتخصصه, فمرحلة رسم المسار المهني تكون سابقة لمرحلة الارشاد الجامعي و بذلك يتكامل المسار المهني مع الارشاد الجامعي لمصلحة الطالب في مستقبله الاكاديمي و المهني.



وتابع العالم حديثه لدنيا الوطن انه يأمل بأن يتم تنفيذ برنامج رسم المسار المهني في مراحل دراسية مبكرة لتوجيه الطلاب و خاصة طلاب الصف العاشر في الوقت المناسب لاختيار مسارهم المهني و السعي نحو تحقيقه.


وقال الدكتور خالد المدهون "عميد كلية الادارة والاعمال لدنيا الوطن "يعتمد اختيار الطالب للتخصص على الاساليب التقليدية فيتم الاختيار حسب الأهل وعلى رؤية الطالب رغم ان رؤيته تكون مبتدئة وحسب أصدقائه وأقرانه وزملائه بحيث انهم يختارون التخصص بناء على ذلك ن ومن هذا المنطلق قامت الجامعة بخطوات ممتازة بحيث يكون هنالك دورات تدريبية يتم توجيه الطلاب عبرها لاختيار  التخصص وهي طريقة حديثة تم تطبيقها في العالم ويتم تطبيقها الان في قطاع غزة وبجامعة فلسطين بشكل استثنائي حتى يتم توجيه الطلبة و ارشادهم لاختيار التخصص الجامعي المناسب وحسب الامكانيات للطالب ولا شك أن اختياره ان كان صحيح ووفق المسار المهني فسيكون متقدم ونابغ في تخصصه .

عند سؤال احدى المستفيدات من هذا البرنامج عبرت عن ارتياحها لاختيار التخصص الجامعي بعد ان حضرت الدورة و وضعت خطة لمسارها المهني وكانت نتيجة المسار المهني تتوافق مع رغبتها في التخصص و الان هي سوف تدرس التخصص عن قناعة و ثقة بانه مناسب لشخصيتها و سوف تتفوق فيه في الدراسة و بعد التخرج.