الحركة النسوية الرياضية في الخليل

الحركة النسوية الرياضية في الخليل
الخليل-خاص دنيا الوطن - ساري جرادات

عرف دور المرأة الفلسطينية على مدى قرن من الزمن ودورها في صنع جيل قادر على أن يؤدي رسالة عظيمة في فلسطين، فقدمت الشهيدة والأسيرة والجريحة، رغم ظروف القهر والاحتلال الذي لا يزال جاثما على الارض الفلسطينية ويمعن في الاستيلاء على هذه الأرض بكل الوسائل غير الشرعية.

شاركت المرأة الفلسطينية الى جانب الرجل في مختلف ساحات النضال ومعركة التحرر الوطني من الاحتلال الاسرائيلي، فكان لها دور كبير في الانخراط بالعمل الجماهيري والاجتماعي والنضالي والسياسي ضد الاحتلال، وذلك من خلال العديد من الأطر والتنظيمات النسوية التي أنتشرت في الوطن ومخيمات الشتات.

استمر سير  الحركة الرياضية النسوية  ببطىء في ظل ظروف محيطة معقدة، أمنية واقتصادية واجتماعية، وما تبعها من افرازات وأولويات للمجتمع الفلسطيني واحتياجاته، فرضت نفسها على الحياة الفلسطينية عامة والرياضية خاصة، مما أعاق انتشار الرياضة النسائية وتطورها والنهوض بمقوماتها.

دخلت المرأة الفلسطينية في فلسطين عامة والخليل خاصة ميدان الساحة الرياضية بكل ارادة وعزم، على الرغم من النظرة المجتمعية الناقصة لهذا الجهد في العمل النسائي الرياضي، فأخذت تمارس العاب رياضية مختلفة اهمها، كرة القدم وكرة السلة وتنس الطاولة والسباحة وغيرها.

بدأ الاهتمام في محافظة الخليل في العام الماضي بتدريب مجموعة من اللاعبات الصغار على رياضة تنس الطاولة بشكل علمي وقانوني، حيث ركز الاتحاد الفلسطيني لتنس الطاولة اهتمامه على انشاء لاعبات وتدريبهن وصقل مهاراتهن من سن صغير، وقام بتوزيع المدربات الحاصلات على شهادات تدريب دولية في كافة مناطق الضفة للعمل على نشر اللعبة.

المدربة الدولية أروى ابو الحلاوة والحاصلة على الشهادات الدولية في تنس الطاولة في المستويين الاول والثاني

والمكلفة من الاتحاد الفلسطيني لتنس الطاولة لمتابعة مدربات تنس الطاولة في محافظات الضفة، وتقوم حاليا بتدريب فريق من البنات في الخليل واشراكهن في البطولات المحلية والدولية.

مراسل دنيا الوطن التقى بالكابتن ابو الحلاوة وصرحت له حول واقع رياضة تنس الطاولة بالخليل بالقول "نحن بصدد إقامة عدة بطولات في مدن الضفة لتقييم المستوى الذي وصلت اليه المتدربات، للارتقاء باللعبة وصب الجهود لتحسين مستوى اللاعبات ونشر اللعبة بشكل اكبر".

واضافت " اقبال اللاعبات جيد في مرحلة الطفولة والمدرسة ولكن تتوجه اللاعبات مع تقدم اعمارهن للاهتمام بالدراسة والزواج، ونطالب بضرورة تخصيص مبلغ مالي للمدربات واللاعبات من اجل توفير مستلزمات اللعبة من مضارب ولباس وقاعات تدريب لوصول للمستوى المطلوب وتمثيل فلسطين في كل المحافل الرياضية الدولية".

الحكم الدولي الكابتن أسماء العيايدة حصلت على الشارة الدولية بالتحكيم في تنس الطاولة قبل عامين قالت لمراسلنا حول واقع هده الرياضة " شاركت بتحكيم عدة بطولات محلية في محافظتي الخليل وبيت لحم، واتمنى ان تسمح الفرصة لنا للمشاركة بتحكيم البطولات الدولية لرفع اسم فلسطين ونسائها عاليا بين الامم والشعوب الاخرى ".

واشارت الى ضرورة تركيز معلمات التربية الرياضية في المدارس الفلسطينية على هوايات وقدرات الطالبات في الرياضات المختلفة، واهمية تضافر الجهود بين الاتحاد ووزارة التربية والتعليم والتنسيق فيما بينهم  لانشاء فرق رياضية مختلفة قادرة على المواجهة المحلية والاستمرارية".

لعل اهم المشاكل التي تواجها الرياضة النسوية في الخليل هي النظرة التقليدية للمرأة الرياضية، وعجز ميزانيات الاتحاد عن تغطية مصاريف التدريب والتطوير وعدم وجود قوانين ولوائح داخلية تنظم سير الحركة الرياضية، ناهيك عن القيود والعراقيل التي يضعها الاحتلال الاسرائيلي على الرياضة الفلسطينية والدور الهابط للاعلام الفلسطيني بمواكبة الحركة الرياضية النسوية ونقل صورتها بشكل يليق بانجازاتها.

اشارت المحامية مجد دعسان ان الرياضة النسوية احد ابرز الوجوه الحضارية للشعب الفلسطيني، وبذلك فان العمل على قطاع الرياضة النسوية هو جزء أساسي للنهوض بمنظومة الرياضة الفلسطينية ، باعتبار المرأة تمثل نصف المجتمع وتؤثر في النصف الأخر من أسرتها، ومساندة نجاح الحركة الرياضية النسوية على مختلف الاصعدة.

ينقص الحركة الرياضية النسوية للنهوض والارتقاء بها الكثير من الاستحقاقات، اهمها نشر ثقافة الرياضة للجميع، وبناء ثقافة رياضية وطنية تساعد في بناء الاتجاهات والانطباعات الايجابية نحو الرياضة كقاعدة وثقافة مجتمعية قادرة على التمثيل والتحدي والمواجهة في كافة الاماكن والاوقات.

لم تعد النساء يمثلن نصف المجتمع فقط، بل يؤثرن في النصف الأخر ايضا، وعليه يقع على عاتق المرأة بشكل عام والمرأة الرياضية خاصة،  نصرة الرياضة النسوية اولا،  كونها المربية  في المدرسة والبيت وتمتلك الكثير من مفاتيح التغير بمجالات الحياة المختلفة، وبهذا  فهي اللبنة الأولى في البناء والعطاء والتثقيف الرياضي أيضا.







التعليقات