دائرة التمويل الصغير بالأونروا .. 25 عاماً من العمل نحو تحقيق الذات

دائرة التمويل الصغير بالأونروا .. 25 عاماً من العمل نحو تحقيق الذات
رام الله - دنيا الوطن

تشكل القروض مصدر رزق ومفتاح لمشاريع صغيرة ومتوسطة يتجه الفلسطينيون في غزة الى الاستعانة بها كمصدر اعالة لهم ولعوائلهم وهي تشكل نسبة كبيرة من اجمالي المشاريع الموجودة في غزة، ولسوء الاوضاع الاقتصادية وتردي الوضع المعيشي لسكان القطاع تعنى المؤسسات الكبيرة بتقديم سلسلة قروض للمقترضين من أجل تطوير مشاريع قائمة أو تحسين سكن او لتمويلات أخرى .

وفي هذا المجال توجهت دنيا الوطن الى احدى أكبر الدوائر التمويلية في غزة "دائرة التمويل الصغير"في الانروا التي تسعى لتقديم القروض لأصحاب المشاريع وذوي الدخل المحدود وأجرت اللقاء التالي مع مدير الدائرة الذي وضح أسباب نشأتها والخدمات المقدمة وأجاب على الكثير من الأسئلة .

حيث أكد ناصر جبر مدير دائرة التمويل الصغيرة في الانروا "أن هذه الدائرة تأسست في العام 1991 استجابة لظرف طارىء مرت به القضية الفلسطينية وعودة الالاف من اللاجئين الفلسطينيين في الخارج الى غزة بالاضافة الى عودة آلاف العمال الفلسطينين الذين كانوا يعملون في الاراضي المحتلة الى غزة وفقدانهم لفرص عملهم، وهؤلاء الناس كانوا مدربين ومؤهلين ولديهم الخبرات في العمل المهني والحرفي وبالتالي قامت الانروا بتطوير برامجها ليس من خلال الاعتماد على برامج الاغاثة والمساعدات الاجتماعية فقط وإنما إعطاء الفرصة للمجتمع الفلسطيني من اجل الاعتماد على ذاته وخلق برنامج جديد وهو دائرة التمويل الصغير  بحيث أن الفلسطيني سواء كان لاجئا أو مواطنا من حقه أن يحصل على قرض وهذا القرض يستخدمه لاقامة مشروع خاص به ، ومن خلال هذا المشروع يعتمد على ذاته في اعالة اسرته وتحقيق احتياجاته الاقتصادية .

وتابع حديثه لدنيا الوطن"قمنا بالاحتفال باليوبيل الفضي لدائرة التمويل الصغيرة وناقشنا كيفية الاحتفال ولأن الوضع الاقتصادي سيء ،فإننا سعينا جاهدين لجمع كل الاشخاص الذين لديهم علاقة بالمقترضين كالاشخاص والبنوك والشركات والجهات الرسمية التي تسهل عمل المشاريع الصغيرة حتى يحتك المواطنين بهذه المؤسسات" .

وأكد "نستهدف من هذه الدائرة الكل الفلسطيني سواء مواطن او لاجىء وكل مقيم في غزة وهذا هو الفرق بيننا وبين الانروا ومشاريعها التي تقتصر على اللاجئين وهذا الاستهداف يصل الى الاجئين والمواطنين والشرط الازم أن يكون فوق 18 عاما ولديه مشروع قائم وبحاجة الى تطوير ويجب أن يمتلك عمل دائم وثابت ولديه دخل من أجل تلبية احتياجات اسرته الاستهلاكية أو التعليم والصحة مبينا أن "الدائرة تقوم بتمويل جميع المشاريع ولا يوجد أي قطاع مستثنى ،وأي مشروع يعمل في غزة ويملكه فلسطيني أو أي مقيم آخر وعمره فوق 18 عام فمن حقه أن يتقدم لطلب قرض لمشروع وبعد ذلك ندرس المشروع وبناء علي نتائج الدراسة نقوم بتقديم القرض وتحديد قيمته وفترة سداده ، اضافة الى ذلك لدينا قروض الاسكان  وهو لأي فلسطيني يحتاج الى تحسين سكنه .

وبين أن دائرة التمويل الصغير من أهم عناوين التمويل الاصغر على المستوى العربي حتى عام 2010 مبيناً: "بلغت حصتنا في السوق في قطاع غزة 86% من عدد القروض الممولة وربما تراجعت قليلا لأسباب تتعلق بالانروا لكن حصتنا التسويقيه ليست أقل من 30% من حجم القروض التي يتم تمويلها في غزة مشيرا الى هنالك منافسة شريفة وعادلة والمستفيد هو من يحدد ان يذهب لأي مؤسسة سواء لدائرة التمويل الصغير أو أي مؤسسة اقراضية أخرى .

وأشار جبر"بدأنا في غزة ثم انتقلنا الى الضفة الغربية ثم بعد ذلك في عامي 2002و2003 انتقلنا الى العمل في الأردن وسوريا فنحن نعمل في 4 مناطق عمليات تتبع الأنروا ومنذ التأسيس ولحد اللحظة قمنا بتمويل 417الف قرض في المناطق الاربعة بقيمة وصلت الى 403مليون دولار وكانت حصة غزة من هذه المبالغ 115ألف قرض بمبلغ حوالي 150 مليون دولار .

واستطرد حديثه لدنيا الوطن قائلا"الخطة القادمة لدائرة التمويل الصغيرة هي توسيع الانتشار في المجتمع الفلسطيني حتى نصل الى كل محتاج ونوفر له الخدمة المالية التي يحتاجها وهو الهدف الأساسي الذي نعمل لتحقيقه ومنذ اللحظة الاولى لانطلاقنا، وضعنا لأنفسنا شعار لا يوجد مقترض سيء ولكن يوجد قرض سيء ونحن من نتحمل مسؤولية القرض شراكة مع المقترض سواء نجاح أو فشله وبالتالي اليات عملنا تعتمد على اختيار الزبون الذي نرى أنه محتاج ويستطيع السداد والانتاج ويوفر المبلغ المطلوب منه تسديده، والفكرة من القرض ليس اضافة اعباء مالية على المقترض بقدر ما هو تحسين وضعه المالي .

ونوه جبر"محفظة القروض في خطر لا تزيد  عن 2.5% في غزة والمؤشرات العالمية تشير الى 3% كمؤشر مقبول عالميا وبالتالي هي أقل من المؤشر العالمي، وبالاضافة الى الخدمات المالية التي نقدمها نقوم بتقديم خدمات تدريبية ونملك برنامج لتدريب المشاريع الصغيرة والمتوسطة وهو يعقد دورات للعاملين في المشاريع ولأصحاب المشاريع والخريجين الجدد حتى نُكسبهم مهارات تساعدهم على أن يبدؤا عمل اما بمشروع او في مشروع كموظف أو عامل ونعقد 10دورات تدريبية بشكل شهري وعدد المستفيدين من هذه الدورات 25ألف متدرب .

وختم حديثه لدنيا الوطن" يجب ان نعزز ثقافة الاعتماد على الذات ويجب أن نعزز ثقافة اننا شعب منتج وقادر أن يعيش مما يُنتج ونحن شعب نسعى ان نستمر في حياتنا، نتوحه برسالة إلى العالم بوجوب رفع الحصار الاسرائيلي عن غزة ، مبينا أن الاغلاق والحصار هما من يعيقان عمل المشاريع في غزة ونجاحها ونجاح القطاعات الانتاجية  من خلال التعقيدات والشروط  وحالات المنع التي تضعها اسرائيل أمام الكثير من المواد الخام التي تشكل العنصر الاساسي في نجاح أي عملية انتاجية بالتالي حين نعتمد على أنفسنا لن يلزمنا دعم المجتمع الدولي ولا المساعدات الانسانية .