"أسعد" خرج من سجون الاحتلال نطفة مُهربة وعاد لوالده زائراً بعد عامين

"أسعد" خرج من سجون الاحتلال نطفة مُهربة وعاد لوالده زائراً بعد عامين
خاص دنيا الوطن 

تعجز الكلمات عن وصف المشاهد واللحظات الدقيقة التي دارت لحظة استقبال الاسير فهمي اسعد صلاح " 27 عاما" لطفله اسعد داخل غرفة سجن نفحة، بعدما خرج اسعد من السجن قبل عامين نطفة مهربة، ليسجل اول حالة نجاح للنطف المهربة في ذلك الوقت، ويعود بعد عامين لوالده زائراً.

ببكاء ودموع الفرحة  استقبل الاسير فهمي طفله اسعد داخل غرفة السجن، بعدما سمحت له ادارة السجن باحتضان طفله لمدة خمسة دقائق حيث يشاهده لاول مرة في حياته، وبنفس المشاعر اتجه الطفل لوالده لحظة دخوله السجن دون تعريف من احد بعدما شاهده فقط على الصور داخل منزلهم في بيت حانون.

وكان القلق سيد الموقف في اليوم نفسه بعدما اعترضت عائلة الجندي الاسرائيلي المتواجد بحوزة المقاومة بغزة شاؤول ارون باصات اهالى الاسرى القادمين من غزة امام بوابة سجن نفحة، وتم منعهم من الدخول للسجن وايقاف حركة الباصات لاكثر من اربع ساعات، الا ان الظروف الصحية لبعض المسنين داخل الباصات وحاجتهم لقضاء حاجتهم، دعا والدة الاسير فهمي صلاح لفتح باب الباص عنوة والخروج من الباص للمطالبة بالدخول لزيارة ابنائها.

وحاول والد شاؤول ارون الاعتداء على ام فهمي، الا انها ردت اعتداءه بالعصا نفسها التي يحملها، وابلغها بضرورة عودة ابنه شاؤول لبيته الغائب منذ عامين مطالبا بافراج حماس عن ابنه مقابل اسير واحد داخل السجون، وردت عليه ام فهمي قائلة:" ابنك اجانا بدبابة يقتل اطفالنا وخطفناه من الدبابة، ولا يمكن الافراج عنه الا بالف اسير مقابله، ولدينا 7000 الاف اسير في سجونكم يجب ان يتنسموا الحرية".

وشعرت ام فهمي بنوع من الغضب بعدما ايقنت ان ما يحول بينها وبين ابنها ونجله امتار قليلة اشتد العراك مع والد ارون، وبعد جدال طويل بينهما اضطرت شرطة الاحتلال لفض العراك وادخال اهالي الاسرى لزيارتهم ابنائهم.

وبعدما شاهدت شرطة السجون ما دار مع ام فهمي، تم استدعائها لمقابلة ضابط السجن، ووجه لها سؤاله عن تاريخ اعتقال ابنها، فاجابت: 2008، فسألها مرة اخرى، وكيف جاء هذا الطفل الصغير ليكون ابنه، فأجابته: ولد هذا الطفل مثلما ولد سيدنا عيسى ابن مريم.

وجلست والدة فهمي وزوجته يراقبان المشهد المؤثر لحظة احتضان فهمي لطفله لاول مرة في حياته وسط دموع متبادلة بينهما، بعدما حرم الاحتلال فهمي فرحته واعتقاله من منزله بعد زواجه بعام ومرور 40 يوماً على ولادة طفلته، برفقة والده وشقيقه وابن عمه.

ويقول جد الطفل اسعد ابو صلاح ان اسرته وابنائه وضعوا صورة نجله الاسير في كل ارجاء منزله لتعريف الطفل بوالده قبل زيارته في السجن باشهر، وابلاغه ان والده متواجد في سجون الاحتلال.

وتم رفع قضية في الضفة الغربية للمساح بابناء النطف المهربة بزيارة ابنائهم ونجحت المطالبة بزيارتهم لابائهم في السجون، وكان من بينهم ابن الاسير فهمي والمحكوم 22 عاماً، فيما حكم شقيقه صلاح 15 عاماً، وابن عمه 17 غسان 17 عاماً، بتهم مختلفة، وحكم والده اسعد ابو صلاح 25 عاما، وتم الافراج عنه في صفقة وفاء الاحراء.