سيادة المطران عطا الله حنا يستقبل وفدا من ابناء الرعية الارثوذكسية في غزة

سيادة المطران عطا الله حنا يستقبل وفدا من ابناء الرعية الارثوذكسية في غزة
رام الله - دنيا الوطن
استقبل سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس صباح اليوم وفدا اكاديميا من جامعة تسالونيكي في شمال اليونان ضم عددا من الاساتذة من مختلف الكليات الجامعية وقد بلغ عدد الاساتذة الذين وصلوا الى مدينة القدس اربعين استاذا جامعيا اكاديميا ، وقد رحب سيادة المطران بزيارتهم الى مدينة القدس حيث سيقومون بزيارات الى عدد من الجامعات الفلسطينية بهدف التعاون المستقبلي وكذلك بهدف تأكيد الصداقة التي تجمع الشعبين اليوناني والفلسطيني .

تحدث سيادة المطران في كلمته عن الحضور المسيحي في فلسطين باعتباره عنصرا اصيلا في هذه الارض المقدسة فالمسيحية انطلقت من هذه البقعة المقدسة من العالم ومن هنا انطلق الرسل القديسين الذين اسسوا الكنائس الرسولية شرقا وغربا ولذلك فإن المسيحية في بلادنا هي جزء اساسي من هويتها ومن تاريخها ومن وجهها الانساني والروحي والتاريخي والحضاري.

لا يمكننا ان نتحدث عن فلسطين دون ابراز هذا البعد الهام مع تأكيدنا على اهمية القدس في الديانات التوحيدية الثلاث باعتبارها ملتقى الاديان والبقعة المقدسة من العالم التي يلتقي فيها الموحدون المنتمون للديانات الابراهيمية التوحيدية في عالمنا .

المسيحيون الفلسطينيون هم متمسكون باصالتهم الروحية وبانتمائهم للكنيسة الام ، انهم متمسكون بتراثهم الروحي وايمانهم المسيحي القويم بعيدا عن التقوقع والتعصب والتطرف والانعزالية .

نحن مسيحيون ولكننا نفتخر بانتماءنا للشعب الفلسطيني هذا الشعب الذي قضيته هي قضيتنا وآلامه هي آلامنا ومعاناته هي معاناتنا .

المسيحيون الفلسطينيون ينتمون لوطنهم ولشعبهم وهم ليسوا طائفة منعزلة عن المحيط العربي الفلسطيني الذي يعيشون فيه.

لا نريد للمسيحي ان يتقوقع وان ينعزل عن محيطه الاجتماعي والانساني والوطني في ظل ما يحدث في منطقتنا من احداث أليمة ، ولا يجوز لنا ان نواجه ثقافة التكفير والتطرف والعنف والكراهية بالتقوقع والابتعاد عن القضايا الوطنية والانسانية والاجتماعية .

ان حضورنا يجب ان يستمر وان يتواصل وردنا على اولئك الذين يريدون تدمير قيم التآخي واللحمة والمحبة بين ابناء امتنا العربية الواحدة يجب ان يكون من خلال تكريس ثقافة العيش المشترك والمحبة والاخوة بين الناس ، نحن مطالبون اليوم ككنائس وكمسيحيين بألا نتخلى عن ثقافة المحبة والسلام والاخوة في اي ظرف من الظروف ، وسنبقى نبشر وننادي كمعلمنا الاول بأن : " أحبوا بعضكم بعضا " .

نحن نعلم ان هنالك من لا يستوعبون هذه اللغة في عالمنا وهم لم يدركوا في يوم من الايام ماذا تعني ثقافة المحبة والاخوة والسلام .

لان ثقافتهم هي ثقافة الموت والحقد والعنصرية والقتل واستهداف الكرامة الانسانية .

اننا نسأله تعالى بأن ينير القلوب والعقول فيكتشف الظالمون والقاتلون والمجرمون والارهابيون ، ان الانسان خلق لكي يكون اداة حياة وبركة وخير لهذا العالم ، ولم يخلق لكي يكون اداة موت ودمار وخراب .

ان الشعب الفلسطيني يناضل من اجل حريته واستعادة حقوقه وفي عالمنا نلحظ ان هنالك من لا يريدون ان يسمعوا عن هذا الشعب ومعاناته وآلامه والمظالم التي يتعرض لها .

هنالك من ينطبق عليهم القول : " لهم اذان ولا يسمعون ولهم عيون ولا يبصرون " ، انهم لا يريدون سماع انين الامهات والثكالى والحزانى ولا يريدون مشاهدة الظلم الذي يتعرض له شعبنا ، انهم يفكرون بمصالحهم السياسية والاقتصادية ولا يأخذون بعين الاعتبار الشعوب الفقيرة المقموعة والمظلومة ، فعن اي حقوق انسان يتحدثون وهم يتغنون ليلا ونهارا بدفاعهم عن حقوق الانسان ولكنهم يتجاهلون ما يتعرض له شعبنا بمسيحييه ومسلميه ويتجاهلون ايضا ما تتعرض له منطقتنا العربية من استهداف ممنهج  .

لقد ابتعد عالمنا اليوم عن القيم الاخلاقية واصبحت المصالح الاقتصادية والمالية هي سيدة الموقف حتى وان كان هذا على حطام الشعوب المظلومة .

ان شعبنا الفلسطيني ومنذ عام 48 وحتى الان ما زال يدفع فاتورة الانحياز الغربي لاسرائيل وتبريرها لما تقوم به بحق شعبنا ، ودعمها المطلق دون الاخذ بعين الاعتبار ان هنالك شعبا مظلوما مقموعا يرزح تحت الاحتلال ويستحق ان يعيش بحرية في وطنه .

وفي ظل هذا العالم الذي تسوده اجواء الكراهية والتطرف والظلم والانحياز الى جانب الظالمين على حساب المظلومين تبقى هنالك قلة ممن عندهم قيم واخلاق ومبادىء وهم صوت صارخ في برية هذا العالم الذي يتغنى بحقوق الانسان ويتجاهلها في بلادنا وفي منطقتنا .

انكم اساتذة تعلمون وتدرسون في جامعة تسالونيكي العريقة ونحن نتمنى منكم ان تتحلوا بهذه القيم الاخلاقية فانحيازكم يجب ان يكون للمظلومين والمتألمين والحزانى والمقموعين الذين يطالبون بالحرية وفي مقدمتهم شعبنا الفلسطيني .

نحن نثمن زيارتكم التضامنية لفلسطين ونتمنى ان تكونوا دوما سفراء حقيقيين لهذا الشعب المظلوم الذي قضيته هي قضيتنا جميعا مسيحيين ومسلمين وهي قضية كافة احرار العالم .

التفتوا الى سوريا الجريحة التي تدمر بفعل الارهاب الذي تغذيه بعض الدول الغربية وتموله بعض الدول العربية التي تعمل على (الروموت كونترول) من قبل القابع في البيت الابيض .

من واجبنا جميعا ان نتضامن مع سوريا في محنتها ، هذا البلد العريق الذي يتم التآمر عليه ويعمل الاعداء على تدميره وتفكيكه واضعافه ، انهم يستهدفون الانسان ويستهدفون التاريخ والحضارة ويستهدفون كل ما هو جميل وانساني في سوريا ، واولئك الذين يستهدفون سوريا هم ذاتهم الذين يدمرون في العراق وفي اليمن وفي ليبيا وهم ذاتهم المتآمرون على القضية الفلسطينية بهدف تصفيتها وانهائها ، وهذا ما لن يحدث اذ ان شعبنا الفلسطيني لن يستسلم لاولئك الذين يتآمرون على قضيته العادلة وستبقى قضية الشعب الفلسطيني قضية شعب حي .

ومن يراهنون ان شعبنا سيتخلى عن حقوقه وعن قدسه وعن ثوابته ومواقفه فهم مخطئون ، فمهما اشتدت حدة المؤامرات والضغوطات سنبقى متمسكين بثوابتنا وبحقنا في ان نعيش احرارا في وطننا .

كما ثمن سيادته موقف الوفد الاكاديمي اليوناني الداعم للقضية الفلسطينية وقال : نحن نراهن عليكم وعلى اصدقاء فلسطين في كل مكان من هذا العالم ، فأنتم مصدر قوة وتعزية لشعبنا المظلوم في هذه الظروف المأساوية التي يمر بها .

كما قدم سيادته للوفد وثيقة الكايروس الفلسطينية وقال : بأن المسيحيين الفلسطينيين لن يكونوا الا منحازين لقضية شعبهم ، ومواقفنا ومبادئنا لن نتخلى عنها تحت اية ضغوطات او مؤامرات تمارس بحقنا وستبقى فلسطين هي بوصلتنا وهي قضيتنا ، وسنبقى ندافع عن حرية الشعب