تركيا والغرب بعد الانقلاب الفاشل

تركيا والغرب بعد الانقلاب الفاشل
رام الله - دنيا الوطن - وكالات 
بعد ليلة الخامس عشر من تموز وتفاعلاتها، دخلت تركيا حقبة أخرى مفتوحة على كل الاحتمالات. قبل هذا الاختبار الداخلي، قام أردوغان باستدارته الخارجية نحو إسرائيل وروسيا، مما منحه هامشا من الحركة في مناكفته الاتحاد الأوروبي أو في المشاكسة مع واشنطن.

قبل التطرق لمستقبل العلاقة التركية – الغربية على المدى القصير، لا بد من التذكير أن تركيا هي من أهل البيت الغربي: عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) منذ عام 1952 ودعامته في جناحه الجنوبي – الشرقي، ودولة متقدمة بطلب الانتساب إلى عضوية الاتحاد الأوربي، أو التسميات التي سبقته منذ 1963. ولذا لا يزال هناك من يعتقد أن تركيا ملزمة باحترام منظومة القيم وفق المقاييس الغربية في احترام الحريات. لكن سجل الغرب مع دول إقليمية أخرى وحيال كوارث كبرى من سوريا إلى ليبيا، يجعل تمرير رسائله ودروسه أصعب نظرا للتناقضات وغياب نفس المعايير في التعامل.

وحول علاقة باراك أوباما بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، هناك إضاءة مهمة وردت في مقالة مجلة أتلانتيك في فبراير 2016 عن عقيدة أوباما إذ يروي كاتبها غولديبرغ كيف أن أوباما رأى في بداية عهده أردوغان زعيما مسلما معتدلا قادرا على سد الفجوة بين الشرق والغرب. إلا أن الرئيس الأميركي أصبح ينظر لاحقا إلى أردوغان على أنه "فاشل واستبدادي".

هل أراد أوباما التخلص من أردوغان قبل نهاية عهده كما تقول بعض المصادر (من دون براهين و كل ما قيل عن دور مشبوه لقاعدة انجرليك او عن تغطية لجماعة فتحي غولن وجنرالات من الجيش، يندرج في سياق افتراضي). إن التفسير التآمري الحصري للحدث التركي لا يفي بالغرض، إذ إن انتظار العواصم الغربية وغيرها لعدة ساعات قبل إبداء رأيها ليس بالمستغرب في معاجم الدبلوماسية، حيث يكون الانتظار سيد الموقف حتى جلاء الأمور.

بالطبع، لا يمكن اختصار كل الدولة التركية بشخص أردوغان، ولا يمكن للغرب ممارسة ضغوط جادة عليه لتغيير نهجه، لأننا في آخر ولاية أوباما ولأن تركيا تبقى حاجة استراتيجية للناتو والعلاقة الاقتصادية والأمنية معها في غاية الأهمية إن لناحية موضوع اللاجئين أو ما يسمى مكافحة الإرهاب. بالرغم من الحملات السياسية والإعلامية تبقى تركيا بالنسبة للغرب ككل شريكا أساسيا وعنصرا مهما في التوازنات الإقليمية.

 


التعليقات