استعدادات حركتي فتح وحماس لمعركة الانتخابات : الفيسبوك وتنافر العلاقة بين السلطات بغزة والضفة والمواطن ستُحددان النتائج

استعدادات حركتي فتح وحماس لمعركة الانتخابات : الفيسبوك وتنافر العلاقة بين السلطات بغزة والضفة والمواطن ستُحددان النتائج
خاص دنيا الوطن

بدأت الأحزاب والفصائل الفلسطينية التحضير والتجهيز لإجراء الانتخابات المحلية المقبلة، فكل حزب يريد إثبات الذات في هذا المعترك القادم، والذي يعتبر من أهم الخطوات التي سيتم اتخاذها الفترة المقبلة، خصوصاً وأن الانتخابات لم تتم في جميع أجزاء الوطن منذ عام 2006.

حركة فتح بدأت التجهيز لهذه المرحلة، حيث قال عضو الهيئة القيادية العليا لفتح في قطاع غزة عضو المجلس الثوري الدكتور عبد الله أبو سمهدانة إن حركته ستدخل بكل ثقلها في الانتخابات المحلية المقرر إجراؤها في الأول من تشرين الأول القادم, مؤكداً في الوقت ذاته أن حركته ستحصد العدد الأكبر من المقاعد في هذه الانتخابات نظراً لما تمثله من قاعدة عريضة في الشارع الفلسطيني.

وقال أبو سمهدانة أنه لا خلاف ولا اختلاف داخل حركة فتح بشأن المشاركة في هذه الانتخابات ترشيحاً وانتخاباً وأن كل الفتحاويين مدعوون لتأكيد انتماءهم لحركتهم الرائدة في هذه الانتخابات, نافياً كل الإشاعات التي تتحدث عن أن هناك مقاطعة من قبل بعض الفتحاويين.

وكان مجلس الوزراء الفلسطيني أعلن في 21 يونيو/حزيران الماضي، أنه سيتم إجراء انتخابات مجالس الهيئات المحلية في الضفة الغربية وقطاع غزة، يوم 8 أكتوبر/تشرين أول القادم.

ثقة عالية

حيث أكد القيادي في حركة فتح، يحيى رباح أن فتح الآن في أفضل حالاتها وسوف تشارك بالانتخابات القادمة وهي على ثقة عالية، " لأن الشعب الفلسطيني وعى التجربة بشكل عميق جداً وثبت أن الأقوال ليست كالأفعال".

وقال رباح في حديث خاص لـ"دنيا الوطن" "الشعارات التي كان يرفعها البعض ثبت على أنها شعارات وهمية، ولم يبقَ بالساحة سوى شعارات فتح بأولوياتها الفلسطينية وبحرصها على الوحدة الوطنية الفلسطينية وبتغليب فلسطين دائماً وقبل كل شيء آخر".

وشدد على أن فتح تجهّز نفسها لدخول هذه الانتخابات بصورة موحدة وبثقة عالية جدا، مبيناً أن لجنة الانتخابات المركزية لديها قوانين معتمدة تحدد من له الحق في الدخول للانتخابات المحلية.

وأضاف رباح " هناك إشاعات كثيرة تسمع حول القوائم التي ستشارك في الانتخابات وستكون منفصلة عن حركة فتح، ونحن نؤكد أن هناك قوانين معتمدة من لجنة الانتخابات وهي تحدد من له الحق في المشاركة"، منوهاً إلى أن هذه القوانين كلها تعطي فتح القوة بأن تدخل بالانتخابات وهي على ثقة، والأحاديث الأخرى ما هي إلا إشاعات والقوائم المخترقة مع فتح لا قيمة لها ولا أساس لها على الإطلاق".

وأشار القيادي في فتح إلى أن حركته تعمل الآن بشكل مكثف ومنظم "ولديها خبرات واسعة وسوف تستخدم هذه الخبرات بشكل جيد فترة الانتخابات"، لافتاً إلى أن الشعب الفلسطيني لديه تجربة واسعة من الانتخابات.

وتابع" شعبنا الفلسطيني يعي التجربة جيداً وثبت أن الأقوال ليست كالأفعال، والشعارات التي كان يرفعها البعض ثبت على أنها شعارات وهمية"، حد تعبيره.

وكانت حركة حماس أكدت في بيانها أنها ستشارك رسمياً في الانتخابات المحلية المقررة وأنها ستسهّل إجراءاتها وتعمل على إنجاحها بما يخدم مصلحة الشعب الفلسطيني، وعلى أساس توفير ضمانات النزاهة وتكافؤ الفرص لهذه الانتخابات واحترام نتائجها.

وأشارت الحركة إلى أهمية العملية الديمقراطية الفلسطينية من خلال إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني الفلسطيني، مضيفة بأن "هذه الخطوة تأتي انطلاقا من حرص حماس على ترتيب البيت الفلسطيني وترسيخ مبدأ الشراكة وتحمل المسؤولية الوطنية في هذه المرحلة الدقيقة التي يجتازها شعبنا وقضيتنا الوطنية".

ودعا خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس)، إلى ترتيب البيت الفلسطيني وتجديد هياكل المؤسسات الفلسطينية بما فيها البلديات، مشدداً على ضرورة الشراكة والانفتاح على كل مكونات المجتمع الفلسطيني.

وقال "إن هناك من أراد اختبار حركة حماس من خلال الإعلان عن الانتخابات البلدية"، مؤكداً إيمان الحركة بالانتخابات والديموقراطية والاحتكام إلى إرادة الشعب الفلسطيني عبر صناديق الاقتراع.

من جهتها، أكدت وزارة الداخلية والأمن الوطني بغزة أنها جاهزة لتأمين الانتخابات البلدية الفلسطينية، المنتظر إجراؤها في الثامن من أكتوبر المقبل.

وقال إياد لبزم المتحدث الرسمي باسم داخلية غزة في تصريح صحفي ، أنها الداخلية جاهزة لتأمين الانتخابات، مؤكدة على استعدادهم التام لتقديم كافة التسهيلات من أجل إنجاح العملية الانتخابية بشكل يليق بشعبنا.

شبه واضحة

الكاتب والمحلل السياسي، أمين أبو وردة أوضح أن الصورة أصبحت شبه واضحة بالنسبة للانتخابات، لافتاً إلى أن هناك إجماع فلسطيني على المشاركة في الانتخابات سواء من خلال الأقطاب الفلسطينية المختلفة "فتح وحماس" أو من خلال باقي الفصائل التي حسمت أمرها بهذا الأمر.

وبيّن أبو وردة لـ"دنيا الوطن" أن الإجراءات التي تم اتخاذها حول موضوع الانتخابات جعلت الشارع الفلسطيني مهتماً بشكل كبير بها " وهذا الاهتمام أخذ أشكال مختلفة لكن جلها من باب الإشاعات ومن باب نقد الشارع تجاه القوائم والمرشحين".

وتابع "يمكن القول في ظل إجماع القوى الوطنية والإسلامية من جانب وإصرار السلطة الوطنية من خلال لجنة الانتخابات المركزية على إجراء الانتخابات بوقتها هذا أمر صحيح أنه من المبكر الحديث عن إجراءات حقيقية على الأرض لإجراء الانتخابات لكن تداعيات هذا القرار وهذه الوجهات أدى إلى حالة من السخونة في الشارع الفلسطيني".

وأردف قائلاً " على سبيل المثال لاحظنا في نابلس اليوم إطلاق النار على المزمع ترشيح أنفسهم وهذا يعطي مؤشر أنه قد تكون الفترة المقبلة الأجواء المتوترة ليس من الجانب الحزبي ولكن من الجانب العشائري والعائلي والاستقطابات هنا وهناك"، مشيراً إلى أن هذا قد ينعكس إلى حالة وجو من الفلتان الأمني وقد يدمر التوجهات لإجراء الانتخابات في الفترة المحددة.

وفي السياق، لفت المحلل السياسي إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي سيكون لها تأثير كبير في إدارة العملية الانتخابية والدعاية وجلب الأصوات والترشيح.

وأضاف أن شبكات التواصل الاجتماعي سيكون  لها أثراً على حساب الإعلام التقليدي "التلفاز والراديو والصحف المطبوعة" وسيكون امتحان لشبكات التواصل، وماذا سيكون دورها في إنجاح هذا المرشح على حساب مرشح أو قائمة أخرى.

مؤثر ايجابي

من جهته، أعرب المحلل السياسي طلال عوكل عن أمله ان تكون الانتخابات المحلية مؤثر إيجابي، معتبراً الفترة القادمة مرحلة ايجابية مفتوحة على المزيد من الخطوات نحو توحيد المؤسسات الوطنية.

وأشار عوكل في حديثه لـ"دنيا الوطن" أن العلاقة بين الناس والفصائل والسلطات عملياً تراجعت كثيراً وهذا قد يؤثر قليلاً على سير الملية الانتخابية، مستدركاً " لكن ليس بالضرورة أن تكون العلاقة ذاتها في يوم الانتخابات".

وقال " هناك ثلاث أشهر متبقية لتحرك في الدعاية الانتخابية والناس تعيد النظر لكن بصفة عامة ستتم الانتخابات على كل الحالات"، موضحاً أن هناك حملات ودعايات انتخابية للذهاب إلى صناديق الاقتراع.

وجرت آخر انتخابات بلدية في فلسطين عام 2012، وشملت هيئات محلية في الضفة فقط؛ حيث رفضت حركة "حماس" المشاركة فيها، ومنعت إجراءها في قطاع غزة.