800 طن انتاج سنوي : موسم "الصبر" في الضفة ينتعش - هذه أهم فوائده الصحية

800 طن انتاج سنوي : موسم "الصبر" في الضفة ينتعش - هذه أهم فوائده الصحية
الخليل-خاص دنيا الوطن - من ساري جرادات

لا تكاد بلدة من بلدات وقرى فلسطين الممتدة من الشمال الي الجنوب لا تتزين بنبتة الصبر، الشجرة المثمرة والمدرة للمال والمفيدة للصحة الجسمية للإنسان، فهي حلوة المذاق وطيبة الطعم، يحل موسمه في فصل الصيف، ويستمر قرابة الشهر ونصف، واتخدته العديد من المؤسسات شعارا لها كما هو حال شعار بلدية نعلين قضاء رام الله.

 والصبر نبتة شوكية الملمس لكنها شهية وطيبة المذاق، تنتشر بشكل عام في المناطق الجبلية في فلسطين، وبالأخص في القرى والبلدات، كونه يزرع وينمو في مناطق جبلية بعيدة عن المنازل، إلا ان العديد من المواطنين قاموا مؤخرا بزراعته حول بيوتهم لشدة حبهم لهذه الثمار ولما لها من فائدة صحية عليهم.

محمد شريف "37 " عاما من بلدة سعير الواقعة شمالي محافظة الخليل، حاصل على شهادة البكالوريوس في الخدمة الاجتماعية ويعمل في مهنة البناء في البلدة، ينتظر موسم الصبر بفارغ الصبر ويتخلى عن عمله في البناء ويهتم بقطف ثمار الصبر وتسويقها وبيعها، لما لها من مردود مادي جيد عليه وعلى عائلته.

شريف قال لمراسلنا حول موسم الصبر في فلسطين " موسم الصبر لهذا العام مختلف عن الأعوام السابقة بسبب قصر مدته الناجم عن ارتفاع الحرارة الذي سينتهي سريعا بسبب نضج غالبية الثمار في آن واحد، مع تدني سعره بسبب الاغلاقات والحواجز المفروضة على محافظة الخليل ".

 منوها إلى انه لم يعد التوجه الى مدينة الخليل والوقوف في الحر وعلى المفارق الرئيسية لبيع ثمار الصبر مجديا، لعدم وفرة الثمار والحصار المفروض على المحافظة، وانه يكتفي ببيع ما يقطفه للمحلات التجارية داخل البلدة، ويتزايد الطلب على الصبر يوميا بسبب رغبة الناس في تناوله وتقديمه على موائد الضيافة.

يعتبر الصبر مصدر دخل ثابت لمئات العائلات الفلسطينية المنتشرة في قرى محافظة جنين، وطولكرم، والخليل ورام الله، كونه من النباتات المجدية للمزارع ولا يحتاج الى الماء، كونه يكتفي بمياه الأمطار في فصل الشتاء، وتعتبر مدخلات الإنتاج فيها محدودة حيث لا تحتاج الى سماد او مبيدات.

 كان يستخدم شجر الصبر قديما في تحديد ملكية وحدود الأراضي بين المواطنين، ومنع الحيوانات البرية من دخول حقولهم الزراعية، ثم بدأ المواطنون في القرى والأرياف بزراعته للاستفادة منه كمصدر دخل لهم، بسبب ضيق الاحوال المادية وشح فرص العمل في شتى القطاعات.

وحسب احصائيات وزارة الزراعة الفلسطينية فان المحصول السنوي من الصبر في محافظات الضفة الغربية يبلغ 800 طن مزروعة في 900 الى 1000 دونم، فيما تنتج الشجرة الواحدة سنويا ما بين 200 الى 300 كيلوغرام، يتراوح ثمن الكيلو غرام الواحد من ثمار الصبر التي يبتاعها المزارعون ما بين 7 الى 10 شيقلا اسرائيليا ، ويجني المزارع الواحد في نهاية موسمه قرابة الثلاثة الاف دولار.

المهندس الزراعي علي البص من اتحاد لجان العمل الزراعي تحدث لمراسلنا حول ثمار نبتة الصبر بالقول " ان ارتفاع درجات الحرارة ترتب عليها نضج غير حقيقي لنبات الصبر الأمر الذي أدى الى فقدان الثمار للحلاوة بسبب عدم تحويل الكربوهيدرات الى سكريات في الثمرة وترتب عليه طعم غير مستساغ للمستهلك".

وأوضح ان هناك فائضا سنويا  في انتاج الصبر، لكن يبقى سعره ثابتا في السوق، مشيرا الى ان ارتفاع درجات الحرارة في فلسطين خاصة في المناطق المزروعة بالصبر لهذا العام انضجت الثمار في وقت واحد ما كدس الثمار في السوق ولمدة محدودة، وتزايد الاغلاقات والحواجز من قبل الاحتلال الاسرائيلي فاقم الامر سوءا.

الخبير الاقتصادي الدكتور سليمان جرادات لفت الى انه بالرغم من ان زراعة الصبر في فلسطين  تعد مصدر دخل لمئات العائلات الفلسطينية الا انها لا تزال زراعة تقليدية، لا يتبع المزارعون فيها عملية حف وتقليم عدد الثمار التي من شأنها الحصول على حجم ثمرات كبيرة ذات جودة عالية.

واشار جرادات الى ان انتاج الصبر في فلسطين متراجع بسبب المد العمراني في المناطق الجبلية التي كانت معروفة بزراعة الصبر، وحلت البنايات السكنية محل الأراضي المزروعة بالصبر، بالإضافة الى اقدام المواطنين في المناطق المأهولة على خلع شجر الصبر خوفا من تواجد الحيوانات والزواحف. 

ويتخذ الفلسطينيون، من كلمة الصبر، صفة لهم، فهم الصابرون على الاحتلال الإسرائيلي، والحصار، والاعتقال، والتهجير، والدمار، منذ عشرات السنين، وابتلع جدار الفصل العنصري الاسرائيلي الاف اشجار الصبر في مناطق مختلفة من فلسطين.