لعلامة الحسيني:نحو خطاب إسلاميّ تجديدي والتعايش السلمي في التنمية الوطنية

لعلامة الحسيني:نحو خطاب إسلاميّ تجديدي والتعايش السلمي في التنمية الوطنية
رام الله - دنيا الوطن
لا يخفى عليكم ما للخطابة الدينية من أهمية كبيرة عندنا , باعتبارها فناً وأسلوباً للتواصل مع الآخرين ,وإيصال الأفكار إليهم . 

والخطابة لها أركان ثلاثة : الخطيب والمخاطب والخطاب.
وكلامي هنا محصور بالخطاب, وما له من دور إسلاميٍّ فعالٍ في عملية التعايش السلمي في التنمية الوطنية .

لقد جاء في الحديث الشريف:{ إذا صلح العالم صلح العالم ,وإذا فسد فسد العالم }.

ويندرج هذا في الخطاب , فالخطاب الإسلاميّ التجديدي ,مسؤولية كبيرة تقع على عاتق علماء الأمة ودعاتها وخطبائها - أيدهم الله وسدَّد خطاهم ورعاهم - لذا ينبغي أن يكون الخطاب متجدداً متقدماً سلمياً منفتحاً وسطياً رافضاً للعنف وداعياً للسلم والسلام ,فيه الصلاح والإصلاح والإرشاد, والفائدة للوطن والمجتمع والأمة , و عاملاً مهماً في الهداية والتوجيه, وله دور إسلاميّ وطنيّ مهم في التأكيد على التعايش السلمي ّ بين المواطنين ,وداعياً المسلمين إلى التمسك بحب أوطانهم ,والولاء لها,والدفاع عنها ,واعتبار الولاء لغيرها خيانة وحراماً .

وهذا هو الخطاب الإسلاميّ التجديدي المطلوب. لا أن يكون خطاباً متطرفاً متعصباً متخلفاً ,فيه الفساد والإفساد والفتنة  ,وبالتالي يكون سبباً من أسباب الفشل و الضلال والإضلال والانقسامات والتراجع والحروب والعنف والخيانة .

فالخطاب الدينيّ الإسلاميّ المتجدد ينبغي أن يكون منفتحاً,ليكون له دور كبير في التأثير الإيجابيّ على المسلمين في أوطانهم ,وتوجيههم إلى الطريق الصحيح ,وتنمية الوطنية الحقة في عقولهم وقلوبهم .لذا ينبغي أن يراعى فيه التجديد الدائم بالزمان والمكان, والعمل على قاعدة{ لكلّ مقام مقال }كما يجب البحث
الجادّ لمعرفة الداء لإعطاء الدواء,وفهم المشكلة لتقديم الحلّ الناجع.

وعلى علماء الأمة ودعاتها وخطبائها - أيدهم الله – القسط الأكبر من هذه المسؤولية ,فليتحملوا مسؤولياتهم ,وليقوموا بواجبهم الديني كاملاً.

التعليقات