زعيم كردي تركي يعارض الانقلاب وأردوغان على حد السواء

زعيم كردي تركي يعارض الانقلاب وأردوغان على حد السواء
رام الله - دنيا الوطن
أعرب زعيم حزب الشعوب الديموقراطي التركي الموالي للأكراد معارضة حزبه الشديدة لمحاولة الانقلاب الفاشلة ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلا أنه أكد أنه سيواصل معارضته "للقمع" الذي يمارسه الرئيس التركي. 

وأكد صلاح الدين دمرتاش في مقابلة مع وكالة فرنس برس أنه لا يوجد تعارض بين رفض الانقلاب الفاشل الأسبوع الماضي ومعارضة حكم أردوغان.

ويشتبه الحزب بان حالة الطوارئ التي أعلنتها السلطات التركية يمكن أن تستغلها للقيام بحملة قمع شاملة تتعدى المتورطين في التخطيط للانقلاب.

وأضاف دمرتاش أن فرص استئناف عملية السلام لأنهاء تمرد حزب العمال الكردستاني المستمر منذ ثلاثة عقود، ضعيفة طالما ظل زعيم الحزب المسجون عبد الله أوجلان مهمشا.

وقال أثناء المقابلة في مقر الحزب في أنقرة "في تركيا لم نر أي انقلاب يجلب الاستقرار والديموقراطية. جميع الانقلابات سيئة وتضر بالبلاد".

وأضاف أن "تركيا تعاني بالفعل من اضطهاد أردوغان، والانقلاب الفاشل سيجعل الأمور أسوأ".

وشكل دمرتاش وحزبه صداعا كبيراً لأروغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم، حيث تمكن الحزب بفضل الكاريزما التي يتمتع بها دمرتاش من الحصول على نسبة تزيد عن 13 بالمئة في الانتخابات التشريعية في حزيران/يونيو 2015.

وفي إعادة للانتخابات في تشرين الثاني/نوفمبر من نفس العام، انخفضت نسبة الأصوات التي حصل عليها الحزب إلى اقل من 11 في المائة، حيث استهدف أردوغان الحزب واتهمه بانه الجناح المسلح لحزب العمال الكردستاني.

وقال دمرتاش "في مواجهة الانقلاب، نحن ندعم الديموقراطية".

 وأضاف "لكننا لم ندعم أردوغان ولا سياسات حزب العدالة والتنمية. وفي الحقيقة نعتقد أن أخطاء أردوغان هي التي أدت إلى وقوع هذه المحاولة الانقلابية".

"لا نثق في حزب العدالة والتنمية"

وقعت المحاولة الانقلابية بعد عام بالتحديد من انهيار هدنة أعلنها حزب العمال الكردستاني بعد عامين ونصف من الالتزام بها. ولم يتوقف القتال منذ ذلك الوقت.

وأدت أعمال العنف التي أسفرت عن مقتل نحو 500 من عناصر قوات الأمن التركية خلال عام، إلى إنهاء عملية السلام التي أثارت الآمال في التوصل إلى اتفاق نهائي للنزاع.

ويطالب حزب العمال الكردستاني بالحصول على حكم ذاتي موسع وحقوق للأكراد الأتراك الذين تقدر أعدادهم بنحو 20 مليون. وقال أردوغان إن عملية السلام أصبحت الآن "في الثلاجة".

وقال دمرتاش إن الوقت سيكشف ما إذا كان أردوغان سيستغل حالة الطوارئ التي أعلنها لشن حملة قمع أوسع ضد جميع معارضيه.

وقد قام أردوغان بإقالة عشرات الآلاف من وظائفهم أو اعتقالهم.

وصوت حزب الشعوب الديموقراطي -- الذي يستمد دعمه من العديد من الأكراد الأتراك والليبراليين الأتراك - ضد فرض حالة الطوارئ في البرلمان.

وصرح دمرتاش أن "الحكومة قالت إن حالة الطوارئ ستستهدف فقط المتورطين في الانقلاب. لكننا لن نتمكن من التأكد من ذلك إلا بعد عدة أيام".

واكد انه "إذا بدأت السلطات في حظر إلقاء الكلمات ومنع تنظيم التظاهرات أو إعلام المعارضة تحت غطاء العملية ضد الانقلابين (..) فسندرك حينها انه تم استغلال حالة الطوارئ".

وأضاف "لقد صوتنا ضد فرض حالة الطوارئ لأننا لا نثق في حزب العدالة والتنمية في هذه المسالة".

"إشراك أوجلان"

بذل دمرتاش جهودا كبيرة في الأشهر الأخيرة للفصل بين حزب الشعوب الديموقراطي وحزب العمال الكردستاني في أذهان الناخبين  

وقال دمرتاش انه غير متفائل بشأن مستقبل عملية السلام بعد محاولة الانقلاب، مؤكدا أن مفتاح العملية هو في جزيرة امرالي الواقعة قبالة إسطنبول حيث يقضي أوجلان حكما بالسجن المؤبد ولا يستطيع الاتصال بالعالم الخارجي منذ انهيار عملية السلام.

وأشار إلى أن "محامي عبد الله أوجلان وعائلته لهم الحق في الاطلاع على حالته الصحية والأمنية، ولا اعتقد أن بإمكاننا أن نتوقع أن تعود الحكومة إلى عملية السلام في حين لا تسمح بذلك".

وأكد "ضرورة استئناف عملية السلام. ولكي يتوقف القتال يجب إعادة عبد الله أوجلان".

التعليقات