انتخابات الهيئات المحلية القادمة بطعم "الفيسبوك" : هذه نصائح لكل جهة تنوي ترشيح قائمة

انتخابات الهيئات المحلية القادمة بطعم "الفيسبوك" : هذه نصائح لكل جهة تنوي ترشيح قائمة
غزة-خاص دنيا الوطن-كمال عليان

يبدو أن انتخابات البلديات المقرر عقدها في الثامن من تشرين الأول/اكتوبر المقبل ستكون مختلفة عما سبق، في ظل وجود مواقع التواصل الاجتماعي التي بات يتابعها شريحة كبيرة من الفئات العمرية المختلفة في قطاع غزة والضفة الغربية، والذي أصبح من الممكن أن يقلب بعض المعادلات بشكل دراماتيكي، فكيف ستؤثر مواقع التواصل الاجتماعي على الانتخابات المقبلة ونتائجها؟.

مختصون تحدثوا لـ"دنيا الوطن" عن دور وسائل التواصل الاجتماعي في  توعية المواطنين وحثهم على المشاركة، مؤكدين أن نتائج الانتخابات ستحسم لصالح المرشحين الذين يواكبون التكنولوجيا وتطوراتها، ويوصلون رسالته للمواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي بات يتابعها شريحة كبيرة منهم.

ومن المؤكد أن الفصائل والأحزاب المشاركة في الانتخابات ستستخدم الوسائل التقليدية بكثرة في دعايتها الانتخابية من إذاعات وتلفاز، غير أنه –وفقا للمختصين- لابد من الانتباه لأهمية وجدارة مواقع التواصل الاجتماعي في التأثير على آراء الناخبين وميولهم.


وأعلنت حكومة التوافق الوطني عقد الانتخابات البلديات والمحلية في الثامن من تشرين الأول/اكتوبر المقبل في الضفة الغربية وقطاع غزة بشكل موحد، فيما بدأت لجنة الانتخابات المركزية بالتجهيز لها منذ أيام.

تأثير كبير

ويرى الخبير في مواقع التواصل الاجتماعي خالد صافي أن الفيس بوك والتويتر والانستجرام وجميع المواقع ستكون المحرك الأساسي في عملية التأثير على رأي الناخب باتجاه أي فصيل أو قائمة مرشحة للانتخابات.


وقال صافي لـ"دنيا الوطن" ستعمل الأحزاب والشباب المستقل المرشحين للانتخابات على استغلال مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير لأنها ستكون المحطة الاعلامية الأكثر تأثيرا من الاذاعات والمحطات التلفزيونية التي يراها الناس بأنها فصائلية بحتة".

وتوقع أن تبدأ القوائم المشاركة في الانتخابات بالتجهيز لـ"هاشتاغات" لشرح برامجها الانتخابية على مواقع التواصل الاجتماعي، مبينا أن الرسائل الدعائية للبرامج الانتخابية ستكون غزيرة جدا على المواطن.

كما أوضح صافي أن مواقع التواصل الاجتماعي ستبث بشكل مباشر ما يجري في مراكز الانتخابات من خلال مقاطع الفيديو وترصد الانتهاكات التي من الممكن أن تحصل، كما ستكون الأكثر قدرة على توصيل المعلومة والترويج للإشاعات.

فيما يؤكد الناشط الشبابي محمد حسنة أن معظم من يحق لهم الاقتراع في الانتخابات المقبلة موصولين عبر شبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وبالتالي فإنها ستكون أساسا لا يمكن الاستغناء عنها في أي حملة انتخابية.

وقال حسنة لـ"دنيا الوطن" :"نحن مجتمع فتي وشاب وهذا الشباب يؤثر ويتأثر في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة وسيحاول الجميع حشد أصوات الناخبين عبرها، وهناك بعض قيادات الفصائل قد بدأت بالفعل في الدعاية الانتخابية المبكرة عبر صفحاتهم الشخصية على الفيس بوك وتويتر لطلب التصويت لصالح أحزابهم.

واستبعد حسنة أن تحسم نتائج الانتخابات عبر تأثير مواقع التواصل فقط، مبينا أن هناك عوامل كثيرة قد تحسم نتائج الانتخابات مثل العشائرية والقلبية ولأن الناخب يحتاج إلى رؤية الأشخاص المرشحين فعليا.


وأضاف "مواقع التواصل ستفيد المرشحين والأحزاب الفلسطينية في حشد الدعم والتأييد لهم، ونشر برامجهم الانتخابية عبرها، والتوعية بأهمية صوت الجميع".

لن تكون سهلة

وفي ذات السياق يوضح الكاتب الصحفي غازي مرتجى أن الانتخابات المقبلة ستكون مختلفة ولن يكون دور مواقع التواصل الاجتماعي ثانوياً، بل من الممكن أن يقلب بعض المعادلات بشكل دراماتيكي.

ويقول مرتجى في مقال له بعنوان "انتخابات البلدية والفيس بوك" إن الانتخابات لن تكون سهلة أو عادية بل سيكون بقدرة التواصل الاجتماعي تغيير أي تركيبة متوقعة في حال تم استثناؤه تماماً " ويقصد هنا استثناء النشطاء والمعروفين.

وأضاف "من المُجدي النظر بجديّة إلى تجمعات شبابية تعمل على المنافسة في الانتخابات وضمها سواء الى قوائم حزبية أو أخرى مهنية تكنوقراط حتى نتجنب الوقوع في فخ تشتيت الأصوات الذي لن يجلب سوى الأسوأ لخدمة الناس".


أما الكاتب الساخر على الفيس بوك أكرم الصوراني فيؤكد أن مواقع التواصل الاجتماعي ستسهل على المرشحين في تسويق نفسه، والناخبين في معرفة كيفية التعاطي مع الانتخابات وقوائمها وبرامجها.

ويقول الصوراني لـ"دنيا الوطن" إن مواقع التواصل الاجتماعي تسرع في انتشار وتسويق البرامج الانتخابية لكل الأحزاب والمرشحين، مشددا على ضرورة أن تستغل الفصائل والقوائم الانتخابية مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير والتعاطي مع التطورات الالكترونية  التي باتت في كل بيت فلسطيني.

توجيه المزاج العام

من جهته، أكد المتخصص في شؤون تكنولوجيا المعلومات بالجامعة الإسلامية ماهر صبرة أن مواقع التواصل الاجتماعي لها تأثير كبير على القرارات المجتمعية ولها دور حاضر بقوة في توجيه المزاج العام في الشعوب، موضحا أن ما حدث في المنطقة العربية من ثورات كانت بحضور مواقع التواصل الاجتماعي.


وقال صبرة لـ"دنيا الوطن" :"أتوقع أن يكون لمواقع التواصل دور كبير في الانتخابات البلدية المقبلة وبالذات أن نسبة كبيرة من الشعب الفلسطيني أصبح موصولا بالانترنت والجوالات الحديثة في قطاع غزة والضفة الغربية، ولن يخفى على المرشحين هذا الشيء وسيستخدمونه في حملاتهم الانتخابية بكل تأكيد".

بدوره، يختلف الخبير الإعلامي وأستاذ الإعلام بجامعة بيرزيت نشأت الأقطش عن سابقيه، ويؤكد لـ"دنيا الوطن" أن مواقع التواصل الاجتماعي وكل الحملات الاعلامية لن تؤثر في الناخبين بتاتا.

ويقول الأقطش :" الحملات الانتخابية والاعلام بشكل عام لن يؤثر على الناخب نهائيا، لأن المواطن في القرى والمدن سينتخب الشخص الذي يعرفه بناء على القبلية والعشائرية ولن تؤثر فيه أي وسائل اعلامية بتاتا".

تؤثر بشكل كبير

من جهته أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر د.مخيمر أبو سعدة على أهمية مواقع التواصل الاجتماعي في التأثير الكبير على المواطنين، خصوصا خلال ما شاهدناه خلال السنوات الخمس الأخيرة من تأثيره على المواطنين في الدول العربية وفلسطين.

وقال أبو سعدة لـ"دنيا الوطن" :" أعتقد أن الفيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعي ستستخدم في موضوع التوعية الانتخابية، وحث المواطنين على المشاركة فيها، وأن صوتهم مهم في حسم الانتخابات وخصوصا جيل الشباب الذي بات يتابع مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير".


وتوقع المحلل السياسي أن تستخدم الفصائل والأحزاب الفلسطينية المشاركة في الانتخابات مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير في دعايتها الانتخابية، خصوصا أن الأحزاب أصبحت تواكب تكنولوجيا العصر وتطوراتها، مبينا أن ذلك يستخدم في أغلبية الدول الأجنبية من الدعاية الانتخابية.

وأضاف "الآن مواقع التواصل الاجتماعي يتابعها شريحة كبيرة من المواطنين الفلسطينيين ولا تكاد تجد مواطن لا يتابع الفيس بوك مثلا، ويعتمدون عليها كمصدر للمعلومة بعيدا عن وسائل الاتصال التقليدية مثل التلفاز والإذاعات".