أهمية البناء والاخراج الفني في أدب قصص الأطفال في مناقشة لرسالة ماجستير بجامعة الأزهر

أهمية البناء والاخراج الفني في أدب قصص الأطفال في مناقشة لرسالة ماجستير بجامعة الأزهر
رام الله - دنيا الوطن - رفيف اسليم
وجد أدب الأطفال منذ القدم وكان نوع من الفنون الشعبية تتناقله الأجيال جيل بعد جيل سواء كان الحكايات أو الأناشيد، لكن هذا الأدب نما وتطور في بداية القرن العشرين . فالطفل عالم قائم بذاته ولعل أهم الأسباب التي دعت للاهتمام بأدب الأطفال هي دور الكاتب في إعادة بلورة شخصية الطفل وتأثيره عليها ،ولجأ الأدب الفلسطيني لإعادة مكانته على الساحة الأدبية من خلال طرح العديد من القصص كحصن أخير في معركة شرسة مع العدو لدفاع عن هويته والحفاظ على ثقافته من التشويه والضياع. 

يتناول الباحث محمد مقداد  في رسالة الماجستير موضوع البناء والاخراج الفني في قصص الأطفال لدى أربع كاتبات فلسطينيات نظرا لأهميته وتأثيره في بناء جيل بأكمله.           

ويقول الدكتور محمد البوجي أستاذ اللغة العربية في جامعة الأزهر ومشرفا ورئيسا على هذه الرسالة :"الطالب اختار العنوان بدقة ومدة الدراسة قد أخذت وقتا أكثر من اللازم نظرا لصعوبة التواصل مع كتاب الضفة وغزة وصعوبة البحث في مطبوعات لأدب الأطفال .   

ويؤكد البوجي قائلا نحن في فلسطين  نعاني من طباعة كتابات أدب الأطفال لأننا لا نملك دار نشر خاصة تطبع للأطفال فالبعض يكتب ويخزن كتاباته لحين يجد من يطبع له.                    

وأشار البوجي ليس هناك دار نشر مستعدة للمجازفة ماليا لتطبع أدب الأطفال لأننا لم نعتد على شراء الكتب لأطفالنا مضيفا بأن الأهل مستعدين جلب كل مايحتاجه أطفالهم من ملابس وألعاب وطعام ويرفض شراء الكتب ولو بثمن قليل  لطفله. 

ووضح الباحث محمد مقداد في القرن العشرين بدأت تتشكل ملامح ومعايير الكتابة لأدب الأطفال وتنوعت مابين الشعر والنثر وإضفاء الحياة عليها من خلال الرسومات مضيفا بأنها بدأت بالانتشار والتنوع من قصص خيالية وثقافية وعلمية ودينية. 

وأشار مقداد قائلا مع تلقيح الثقافة الفلسطينية بالثقافات العالمية و بعد احتلال فلسطين بدأت قصة الطفل بتشكل والتطور شيئا فشيئا إلى أن وصل بها الحال لتنوع في طرح موضوعات تصلح لكل أطفال العالم بل تفوقت قصة الطفل الفلسطيني لتحظى بالعديد من الجوائز في المحافل الدولية والعالمية.

ويعبر مقداد أن الأطفال هم البرعم المحتاج لصقله وتنميته من خلال تقديم القصص التي تحتوي جميع العناصر الأساسية التي تناسب عقل الطفل مشيرا بأن مدى العناية بأدب الأطفال يعد مؤشرا ضروريا لبناء الدول وتطورها.

وأضاف مقداد احتوت الدراسة على مقدمة وفصلين وخاتمة شمل الفصل الأول البناء الفني لقصص الأطفال ومبحث الشخصيات وأنواعها وعددها ومبحث الأحداث والحبكة وأثرها على النص ومبحث الزمان والمكان ودرهما في النص ومبحث الخيال واللغة كأسلوب الكاتبة وأثره.

وأكمل مقداد أما الفصل الثاني فقد احتوى الاخراج الفني لقصث الأطفال ودراسة مبحث الغلاف وجودة الطباعة وموقع العنوان في صفحة الغلاف وأثره في تشويق الطفل ومبحث الرسومات الداخليةو تحليلاها ومدى ملائمتها مع النص مختتما بالخاتمة والنتائج وتوصيات الدراسة.

وقال مقداد أن قصر الدراسةعلى أربعة كاتبات فلسطينيات هم (جيهان أبو لشين -قطاع غزة، صفاء عمير ،ليانة -بدر رام الله،نبيه جبارين -حيفا) مؤكدا أن الهدف من دراسته هو تواكب عناصر القصة من حيث الاخراج الفني ،منح الرسام التقدير لمجهوداته في نقل النص ،تقديم حلولا لتطوير أدب الطفل الفلسطيني.

واختتم مقداد حديثه بتوجيه بعض التوصيات المقدمة لكتاب قصص الأطفال وهي على الكاتب أن يكون واسع الثقافة وأن يقدم نصا يتناسب مع الفئة العمرية المقدم لها النص ،الاتفاق بين دار النشر والرسام والكاتب والمصمم برفع حيز المناقشة ،وضع لجان تتولى قراءة النصوص والرسومات المقدمة لطفل.   عمل دورات تدريبية لكتاب القصة ، وضع مساق أدب الأطفال كمساق اختياري في الجامعات الفلسطينية.

وقال الدكتور كمال الديب أستاذ النقد واللغة العربية في جامعة الأزهر ومناقشا داخليا ناقدا الباحث كان يجب أن يكون عنوان الرسالة البناء والعتبات الفنية في قصص الأطفال مضيفا بأن نصوص الأدب العربي ليست صماء وأن سرد قصص الأطفال موجود منذ  القدم.                                                                     ووضح الديب البطل في البحث اللغة والأسلوب منتقدا اختلاف أسلوب الباحث الذي يكون مرة راقي جدا وأحيانا يدنو تماما ويشير قائلا أن الجملة عند العرب يجب تبدأ دائما بالفعل وعلى الباحث الانتباه لتلك الأمور ولوضع علامات التنصيص في مكانها الصحيح.

واكمل الديب حديثه مفهوم الواقعية واسع جدا فيشمل فلسطين والاحتلال وأكثر من ذلك بكثير وأن العقدة تأتي بالنص بعد تسارع الأحداث في نقطة تسمى نقطة التازم مشيرا لأن كل هذه الأمور يجب أن تأخد بعين الاعتبار لدى الباحث.

وأكد الديب في حديثه لافتا انتباه الباحث بأن القصص القديمة كانت أيضا مصورة ككتاب كليلة ودمنة وناقدا قول الباحث بأن النساء أكثر قدرة من الرجال على كتابة قصص الأطفال مختتما حديثه بتوجيه الشكر لطالب على جهده المبذول في موضوع رسالته المميزة.

وعبر الدكتور عبد الرحيم حمدان مناقش خارجيا وأستاذ اللغة العربية في جامعة الأقصى قائلا كان هناك ندوة بعنوان دور كليات الأداب في تنمية الثقافة في فلسطين وذكر دور كلية الأداب بجامعة الأزهر واسهامها في تنمية الثقافة الأدبية على ساحل الوطن وخص بالذكر الدور الكبير.

وعبر الدكتور عبد الرحيم حمدان مناقش خارجيا وأستاذ اللغة العربية في جامعة الأقصى قائلا كان هناك ندوة بعنوان دور كليات الأداب في تنمية الثقافة في فلسطين وذكر دور كلية الأداب بجامعة الأزهر واسهامها في تنمية الثقافة الأدبية على ساحل الوطن وخص بالذكر الدور الكبير الذي يقوم به الدكتور محمد البوجي عبر سلسلة كتبه.

وأثنى حمدان على الباحث لاختياره هذا الموضوع لأنها تعتبر من الرسائل التي تهتم بالأدب الفلسطيني واستخدامه أيضا لأسلوب التجشير من خلال تقسيم الرسالة إلى فصول والفصول لمباحث مما يقود الطالب والقارئ للفهم السليم .

 وأكد حمدان بأن هذه الرسالة تحتاج لتعمق في الدراسة وأن يجب على الباحث التركيز على جميع العنواوين ولا ينصب انتباهه على العنوان الأمامي فقط مشيرا لأن هذه الدراسة هي استكمالا لرسالة الباحث تيسر المغربي .

 وقال حمدان كان يجب على الباحث الرجوع لكتب أستاذه المشرف ليستفيد منها والتنوع في المراجع كما كان عليه التطرق لشخصية البطل في قصص الأطفال لما لها من أهمية .

وأضاف حمدان أن الباحث قد عمل على التلخيص لعنصر الشخصيات أحيانا لكنه أغفله في مرات أخرى  ولم يعرف الأحداث كما يجب عليه تعريفها ووقع أحيانا ببعض الأخطاء النحوية والعبارات الركيكة.

واختتم حمدان حديثه بأن يجب على الطالب الانتباه وتحري الدقة عند أخد الترجمة من العربية للانجليزية من جوجل كما يجب عليه الانتباه عند أخد الاقتباسات وكتابة التواريخ موجها شكره لطالب.