حماية أمن القاهرة للراقصة "صافينار" يثير جدلا واسعاً :كم من الأموال أنفقت على تلك الهيافات والتفاهات على التشريفة ؟

حماية أمن القاهرة للراقصة "صافينار" يثير جدلا واسعاً :كم من الأموال أنفقت على تلك الهيافات والتفاهات على التشريفة ؟
رام الله - دنيا الوطن
كتب محمد عبدالجليل
"من حكمدار العاصمة إلى المواطن أحمد إبراهيم القاطن بدير النحاس، لا تشرب الدواء الذي أرسلت ابنتك في طلبه.. الدواء فيه سم قاتل".. تلك العبارة الشهيرة كانت في فيلم "حياة أو موت"، للفنان يوسف وهبي، الذي تم إنتاجه عام 1954 توضح لنا ما وظيفة حكمدار القاهرة.

فهو يعتبر نائب مدير الأمن في حالة غيابه، وشغله الشاغل حماية المواطنين وضرب بؤر الإجرام ووضع الخطط الأمنية والإشراف على إدارات الأمن المختلفة، وبعد مرور 62 عامًا على إنتاج الفيلم يطلع علينا حكمدار جديد للقاهرة له مفهوم أمني مختلف تمامًا عما نعلمه ونعرفه..

حيث فاجأنا اللواء جمال السعيد حكمدار القاهرة، بقيام سيادته بتأمين وصول الراقصة الاستعراضية صاحبة الصون والعفاف صافيناز، إلى سينما مترو بوسط البلد للاحتفال بفيلمها الجديد "30 يوم في العز"... الله أكبر ولله الحمد، السيد الحكمدار الذي يرتدي البدلة الميري ويحمل نياشين على صدره وسيفين ونسرًا على كتفه يأتي بنفسه بجمال خطوته إلى السينما ليقف بالساعات هو وجنوده وضباطه في انتظار النجمة.. في انتظار البطلة.. لينال شرف مقابلتها ومصافحتها ولحمايتها من الرعاع من بعض الشعب المصري.. خوفًا عليها من التحرش أو من مضايقتها أو أن تزعل من الزحام الحاشد.. بل خصص لها سيارة إسعاف تسير أمامها لإفساح الطريق وخداع الجماهير التى فى انتظارها.. 
 
يا حكمدار القاهرة كم من الوقت ضاع هباءً منثورا، وكم من الأموال أنفقت على تلك الهيافات والتفاهات على تشريفة تلك الراقصة؟ أليس من الأولى أن  تهتم بحماية أولادنا من بؤر الإجرام المنتشرة في شوارع القاهرة وفى الأندية وأمام المدارس وفى الكافيهات؟ أليس من الأجدر أن يكون وقتك في شيء مهم ونافع لوطنك؟

 يا حكمدار القاهرة ليست مهمتك حماية الراقصات لتنال رضاها أو لتنال شرف مقابلتها، مهمتك أشرف وأقدس من ذلك.. ألم تنظر إلى النقيب البطل محمود الكومي، الذي ضحى بأغلى ما يملك عن طيب خاطر من أجل إنقاذ الوطن؟ 

 يا حكمدار القاهرة هناك في معركة الشرف في أرض الفيروز يعطينا الجنود والضباط البواسل درسًا في الوطنية، في التضحية، في حماية الأرض والعرض، وأنت هنا تشرف على حماية راقصة، بل وتسخر الجهد والوقت والمال من أجل ذلك. 
 
هل هؤلاء الأبطال يضحون بأرواحهم فى سيناء وغيرها من معارك الشرف والنضال من أجل أن تنعم صافي ومن على شاكلتها بالحياة الرغدة والأمن الغالي؟! هل تعلم يا سيادة الحكمدار أجر الراقصة صافي؟ فهي تتصدر قائمة الأعلى أجرًا، وذلك بتقاضيها 125 ألف جنيه في الفقرة الاستعراضية الواحدة ومدتها 45 دقيقة.. وتتقاضى ملايين الجنيهات في الفيلم الواحد.. أليس من الأولى أن تأتي هى وغيرها بجيش من البودي جاردات لحمايتها وأن تدفع من أموالها ما يحميها؟ 
لقد حان الوقت أن يتغير الفكر الأمني الذي يتولى حراسة وتأمين الراقصات والمطربين، ويشترط عليهم عند إحيائهم الحفلات تأمينها من البداية للنهاية بدلاً من تأمينها من أموال الشعب.

التعليقات