كاميرات في مساجد غزة : السبب ؟

كاميرات في مساجد غزة : السبب ؟
غزة - خاص دنيا الوطن-عمر اللوح

"لطفا المسجد مزود بكاميرات" بهذه العبارة صدم المواطن أسعد البيروتي عندما رأى عنوان إحدى اللافتات معلقة على حائط أحد المساجد أثناء دخوله المسجد لأداء الصلاة مما دفعه للتراجع وعدم الصلاة في هذا المسجد متجها إلى مسجد آخر يخلو من كاميرات مراقبة.

أوقفوا هذه المهزلة

ويتابع البيروتي حديثه لــ "دنيا الوطن" قائلاً انتشار كاميرات المراقبة داخل وخارج المساجد بشكل ملحوظ وبكثافة مما يدعو إلى التساؤل عن سبب وجوده قائلاً:" حتى إذا كانت بسبب سرقة الأحذية فهذا أمر مرفوض معتبرًا  انتشار كاميرات المراقبة في المساجد مرفوض جملة وتفصيلا.

ويتابع هذه المساجد للعبادة التي أمر الله سبحانه وتعالى بها فهو وحده من يرانا فلماذا كاميرات المراقبة؟ فواصل قائلاً: إن المساجد أصبحت حزبية ويريد من يديرها معرفة من يصلي فيها، وبين إلى انه لا يستطيع احد ان يكتب ويضع هذا الكلام إلا ويكون جهة رسمية ولها سلطة في البلد مشيرًا البيروتي بالقول أنا شخصيا لا اقبل أن يراقبني أحد خلال صلاتي لله فهو الذي يراقب تحركاتي وحده وأتمنى على المسئولين بأن يوقفوا هذه المهزلة والعمل على إزالة الكاميرات.

أوافق في حالات معينة

فيما اعتبر المواطن عبد الفتاح الغليظ أن وجود هذه الكاميرات هي الدافع للحفاظ على محيط المسجد ووجود الأحذية وفي المتوضأ لوجود سرقات في هذه الأماكن وكوني ابن فلسطين وابن غزة أؤيدها بشكل كامل.

 ويمضي في حديثه لــ "دنيا الوطن" ولكن لا يمكن أن اقبل بأن يكون وجود الكاميرات في صحن المسجد فهذا من وجهة نظري حرام لأنه لا يوجد شيء في صحن المسجد للسرقة بل تكون لمراقبة المصلين وهذا أسلوب غير حضاري أبدا.

يترتب عليها منكر أكبر

بدوره بين محمود نصر إلى أن هذه ظاهرة سيئة فإذا كنت تحارب منكرا فترتب عليه منكر أكبر من ذلك لأن الكاميرات قد تكون مخترقة وربما تكون وأنت في المسجد مع أحد المسئولين مثلا وبعد فترة تكون بحاجة إلى سفر فترفض بحجة أنك واقف مع أحد المسئولين وأشار في هذه الحالة اذا اراد من وضع كاميرات المراقبة أن يغير منكرا فترتب عليه منكر أكبر من ذلك وهو إعاقة تيسير أمور المسلمين.

ويواصل نصر حديثه لــ"دنيا الوطن" من وجهة نظري اعتقد أن الأفضل أن يقف احد الشباب في الساحة الخلفية للمسجد عند الصلاة بالتالي لا يجرأ احد على سرقة الأحذية أو مقتنيات المصلين في مكان المتوضأ.

خفف حوادث السرقة

وأكد أحد المسئولين سعيد وشاح  القائمين على أحد المساجد التي تضع كاميرات مراقبة لــ"دنيا الوطن" بأن الهدف الأساسي من وجود كاميرات المراقبة في المسجد بسبب السرقة واذا نظرت تجد الكاميرات موضوعة على جهة الأرفف التي توضع فيها الأحذية وعلى باب المسجد خوفا من سرقة وبعض المقتنيات داخل السيارات.

ويضيف لماذا هذه الضجة الكبيرة على موضوع الكاميرات؟ فهي أولا وأخيرا للحفاظ على مقتنيات المصلين ونفى بشكل قاطع أن تكون موجهة لغير تلك الموضوعات التي ذُكرت مشيرًا في حديثه لــ" دنيا الوطن" بأن وجودها أثبتت أنها للمصلحة العامة وليست لغرض آخر والدليل أنه تم إلقاء القبض على عدد لا بأس به من الأشخاص الذين يسرقون الأحذية ووجودها خفف من حوادث السرقة.

اجتهاد وليس بأمر من الأوقاف

وفي ذات السياق أوضح الشيخ إبراهيم درويش مدير أوقاف المحافظة الوسطى لـ " دنيا الوطن" إلى أنه لا يوجد تعميم رسمي من قبل وزارة الأوقاف بخصوص نشر كاميرات مراقبة في بعض المساجد بقطاع غزة مشيرًا إنما هي اجتهاد من إدارة كل مسجد ويكون هذا الاجتهاد بناءً على كثرة السرقات في المسجد.

وقال: إن السرقات كثرت في المساجد للأسف وقبل فترة صعقت بخبر سرقة مسجدي الفاروق وحطين في المحافظة الوسطى ويمضي قائلاً يوجد في المقابل الكثير من المساجد لا تضع كاميرات لأنه لا يوجد فيها حالات سرقة ويتابع الشيخ درويش فالكاميرات مرتبطة بحالات السرقة.

أماكن الكاميرات

وعن الأماكن التي يتم وضع الكاميرات فيها أكد أنها تكون مسلطة على الأماكن التي يتم فيها السرقة مثل ميكرفون المسجد والمتوضأ ومكان الأحذية وعلى باب المسجد لوجود سرقة المستيكلات والأغراض الموجودة بداخل سيارات المصلين.

وأردف قائلاً أنا مع وضع تلك الكاميرات وبقوة لأننا من خلالها نستطيع معرفة الشخص السارق  لمقتنيات المسجد بكل سهولة، وقد استطعنا ذلك من خلال كشف العديد من السارقين بل أدى وجودها الى الحد من السرقات بشكل كبير وانعدام بعضها في مساجد أخرى وأشار بالقول للأسف الشديد معظم الأشياء التي يتم سرقتها تباع بسعر بخس.