بيروت محور اتصالات عربية واسلامية لمواجهة الازمات المتفاقمة

بيروت محور اتصالات عربية واسلامية لمواجهة الازمات المتفاقمة
رام الله - دنيا الوطن - قاسم قصير
بالتزامن مع التطورات المتسارعة في تركيا والانقسام الحاد في المواقف بين الاطراف اللبنانية والعربية والاسلامية من محاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا ، كانت بيروت تشهد سلسلة لقاءات واتصالات بعيدا عن الاضواء بين عدد من القيادات اللبنانية والعربية والاسلامية من اجل البحث في الازمات القائمة في المنطقة وكيفية العمل من اجل التخفيف من التوترات المذهبية والطائفية وكيفية اطلاق مواقف ومبادرات مشتركة ضد التطرف والعنف المتزايد وانتشار الارهاب في العديد من مدن العالم.

فماذا دار في هذه اللقاءات ؟ وماهي ابرز الافكار والطروحات حول كيفية الخروج من الازمات القائمة والتي جرى بحثها بين الشخصيات اللبنانية والعربية والاسلامية؟

اتفق المشاركون في اللقاءات على خطورة الازمات القائمة في المنطقة والتي بدأت بالتمدد الى كل انحاء العالم ، ان على صعيد الصراعات السياسية والعسكرية والتي تأخذ في معظم الاحيان ابعادا دينية وطائفية ومذهبية، او لجهة انتشار العنف والتطرف والعمليات الارهابية والتي وصلت الى مرحلة من الخطورة باعدادها واشكالها ووسائلها والتي لم تشهدها المنطقة والعالم منذ زمن طويل ، لو لجهة ازدياد القمع والاستبداد والذي يطال كل الاطراف والقوى في داخل كل دولة ولم يعد يقتصر على طرف دون اخر.

واعتبر المشاركون ان مسؤولية ما وصلنا اليه تتحمله كل القوى والحركات الاسلامية والقومية والليبرالية ، اضافة للانظمة الحاكمة ، ان من خلال السكوت عن الظلم والاستبداد او بسبب الفشل في قيادة البلاد وخصوصا في المراحل الانتقالية ولا سيما في مصر والعراق واليمن وليبيا والبحرين وسوريا، وان سكوت اي طرف اسلامي او قومي او ليبرالي عن الظلم الحاصل او القبول بمنطق الانقلابات العسكرية او رفض تحقيق المشاركة السياسية والشعبية الكاملة ، كل ذلك ساهم الى ما وصلنا اليه من ازمات ، وان لكل دولة خصوصية معينة في طبيعة الصراع القائم ، مع اعتبار التجربة التونسية متمايزة عن بقية التجارب العربية والاسلامية حتى الان.

ومع ان المشاركين اكدوا على ان الصراعات القائمة ليست مذهبية او بسبب الانتماء المذهبي ، بل هي صراعات سياسية وصراعات على السلطة والحكم ، فانها للاسف تأخذ بعدا طائفيا ومذهبيا في كثير من الاحيان وهذا مما يزيد من تفاقم الازمات وخطورتها ، مع ان بعض الصراعات في عدد من الدول ليس لها اي بعد مذهبي كما يجري في ليبيا والسودان ومصر.

وعن الخطوات العملية والمبادرات المطلوبة لوقف هذه الصراعات والازمات ، فقد طرح المشاركون عددا من الاقتراحات والافكار ، منها ما يتعلق بالعمل السياسي المباشر ومنها ما يرتبط بخطة عمل مستقبلية تحتاج الى وقت وجهد وامكانيات كبيرة وتتطلب متابعات حثيثة.

ومن الاقتراحات التي جرى التدوال فيها ويتم العمل لبلورتها تشكيل مجموعة من الحكماء او الشخصيات الفاعلة عربيا واسلاميا والقادرة على التواصل مع القيادات والمرجعيات الدينية والسياسية بهدف البحث عن حلول لبعض الازمات او المساهمة في خطوات عملية لتخفيف اجواء التوتر ومن ثم اطلاق مبادرات متكاملة لايجاد حلول شاملة لهذه الازمات بالتزامن مع الجهود الاقليمية والدولية القائمة اليوم.

كما جرى البحث في تشكيل فريق عمل او هيئة مشتركة من شخصيات موثوقة ولها حضور علمي من اجل ان تتولى متابعة ما يجري من احداث والعمل لتبادل المعلومات والمعطيات بين المرجعيات الدينية الاساسية كي لا يتم اتخاذ مواقف على اسس او معطيات مغلوطة ، مع السعي لايجاد قنوات اتصال مباشرة وسريعة بين المرجعيات الدينية للتنسيق والتعاون فيما بينها.

اما على صعيد الخطط المستقبلية لتخفيف اجواء التوتر المذهبي ومواجهة كل اشكال التطرف والعنف والارهاب ، فقد جرى البحث في وضع خطة متكاملة فكرية واعلامية وتربوية ودينية من اجل تشكيل رأي عام رافض للصراعات المذهبية واستخدام الدين في الصراعات ولديه الاستعداد للحوار وقبول الاخر، على ان يتم تنفيذ هذه الخطة بالتعاون مع اكبر عدد ممكن من الهيئات والشخصيات والمؤسسات الدينية والتربوية والثقافية والفكرية الرافضة للتطرف والعنف.

هذه بعض الخلاصات لما جرى في اللقاءات والاتصالات التي تمت بين شخصيات لبنانية وعربية واسلامية في بيروت والتي تزامنت مع الاحدات التركية والتي اكدت الحاجة لوجود قنوات تواصل بين جميع الاطراف وعدم التسرع في اطلاق الاحكام والمواقف والعمل لايجاد رؤية موحدة بين الجميع فيما يجري من احداث في المنطقة.

التعليقات