المطران حنا يستقبل وفدا برلمانيا من الاتحاد الاوروبي

المطران حنا يستقبل وفدا برلمانيا من الاتحاد الاوروبي
رام الله - دنيا الوطن
 استقبل سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم وفدا برلمانيا من الاتحاد الاوروبي الذين وصلوا الى مدينة القدس للقاء عدد من شخصياتها الدينية والسياسية وزيارة معالمها الدينية والتاريخية .

وقد استقبلهم سيادة المطران في كنيسة القيامة حيث قدم لهم بعض الشروحات والتوضيحات عن تاريخها واهميتها والمعالم الدينية الموجودة فيها ، كما زاروا غرفة الذخائر المقدسة التي تحتوي على عود الصليب المقدس وعلى عدد من رفات القديسين ، وقدم سيادته للوفد كتابا خاصا عن تاريخ الكنيسة الارثوذكسية في القدس وبعدئذ انتقل الجميع الى الكاتدرائية حيث استمعوا الى محاضرة من سيادة المطران تحدث خلالها عن مكانة القدس بالنسبة للشعب الفلسطيني كما وضع الوفد في صورة ما يحدث في المدينة المقدسة وفي الاراضي الفلسطينية بشكل عام .

تحدث سيادته عن الحضور المسيحي في القدس واكد بأن المسيحيين الفلسطينيين هم ليسوا طائفة معزولة عن محيطهم العربي وليسوا جالية او اقلية في وطنهم كما انهم ليسوا ضيوفا عند احد ، فالمسيحيون الفلسطينيون في هذه الارض المقدسة هم اصيلون في انتماءهم لهذه الارض ومتمسكون بالانتماء اليها ودفاعهم عن مقدساتها وعن وجهها  الديني والروحي والوطني  .

قدم سيادته للوفد وثيقة الكايروس الفلسطينية متحدثا عن مضامينها واهدافها ورسالتها وقال بأن هذه الوثيقة هي صرخة مسيحية فلسطينية من قلب المعاناة وجهناها الى كافة كنائس العالم والى كافة الاديان والشعوب في عالمنا وتحدثنا فيها عن عدالة القضية الفلسطينية وابعادها الاخلاقية والانسانية والحقوقية والروحية .

اننا نطالبكم بالانحياز للشعب الفلسطيني لان انحيازكم لهذا الشعب هو انحياز للحق وللعدالة وللشعب المظلوم الذي يستحق أن يعيش بحرية وكرامة في وطنه مثل باقي شعوب العالم .

لا تتأثروا بالتحريض الاعلامي الذي يمارس بحق شعبنا فهنالك ادوات اعلامية في عالمنا نعرف من يمولها ومن يوجهها وهدفها الاساسي هو تشويه الوقائع وتزوير الاحداث والاساءة لشعبنا الفلسطيني ووصف نضاله المشروع بالارهاب .

اننا نرفض وصف النضال الفلسطيني بالارهاب ونرفض تشويه نضال الشعب الفلسطيني الذي هو ضحية الارهاب الممارس بحقه.

لسنا ارهابيين ولسنا عشاق دماء وقتل وعنف ، بل نحن نعشق الحرية وفي سبيلها نقدم التضحيات ويحق لشعبنا ان يناضل من اجل حريته واستعادة حقوقه .

لقد اكدنا في وثيقة الكايروس الفلسطينية على اننا نتبنى المقاومة السلمية اللاعنفية ونحن نؤكد الان بأن شعبنا الفلسطيني يحق له ان يناضل من اجل تحقيق امنياته وتطلعاته وثوابته الوطنية.

نحن نرفض الارهاب والعنف والقتل واستهداف المدنيين والابرياء .

وما يحدث الان في بعض الاقطار العربية لهي وصمة عار في جبين الانسانية ، وقد شاهدنا كيف ذبح طفل فلسطيني في سوريا خلال الايام المنصرمة بطريقة همجية لا انسانية ولا اخلاقية .

من الذي يتحمل مسؤولية هذا الارهاب الذي يعصف بسوريا وبغيرها من الاقطار العربية ، ومن المسؤول عن هذا الدمار الهائل الذي حل بسوريا ناهيك عن القتل والتهجير والاختطاف والتدمير ، كما اصبح الارهابيون هناك يتفننون بأساليب اعدامهم وقتلهم للناس .

من الذي يدعم ويمول هذه الجماعات التي تعيث فسادا في منطقتنا العربية من الذي يرسل لهم الاسلحة والقذائف بكافة اشكالها والوانها ؟ والضحية هم المدنيون والشعب البريء الذي يظلم ويستهدف من هذه الجماعات التي لا تمثل اي دين ولا تحمل اي قيم انسانية او روحية على الاطلاق .

من يدعمون الاحتلال ويبررون ما تقوم به اسرائيل ويستهدفون الشعب الفلسطيني ويسعون لابتلاع ما تبقى من القدس هم ذاتهم المتآمرون على سوريا وهم ذاتهم الذين يمولون العنف والقتل هناك .

البارحة كان عندنا طفل شهيد فلسطيني في الاراضي الفلسطينية وكان عندنا طفل شهيد اخر في سوريا تعددت الاسماء والالقاب والقاتل والمجرم واحد هنا وهناك .

ندعوكم لصحوة ضمير ونحن نعلم ان زيارتكم تحمل بعدا انسانيا بالدرجة الاولى ونتمنى منكم ان تضعوا نصب اعينكم اولا وقبل كل شيء القيم الانسانية والاخلاقية وقبل المصالح السياسية والاقتصادية .

في عالمنا اليوم يضعون اولا وقبل كل شيء المصالح المالية والاقتصادية والسياسية حتى وان كان هذا على حساب الشعوب المقهورة او المظلومة .

هنالك بعضا من المسؤولين السياسيين في الغرب لا يهمهم الا ان تباع اسلحتهم وان تعمل مصانع قاذفاتهم وطائراتهم ، وان تكبر موازناتهم واموالهم حتى وان كان هذا على حساب الاطفال الابرياء والشعوب المستضعفة الفقيرة والمظلومة .

ضعوا نصب اعينكم اولا وقبل كل شيء الانسان الذي خلقه الله على صورته ومثاله فهو اهم من اي اعتبارات اخرى ومن يضع الاعتبارات الاخرى ويجعل منها اهم من الانسان فإنما هو عديم الاخلاق والانسانية والقيم .

اجاب سيادته على عدد من الاسئلة والاستفسارات كما قدم لهم بعض التذكارات المقدسية من وحي التراث الفلسطيني .

اما اعضاء الوفد البرلماني الاوروبي فقد شكروا سيادة المطران على كلماته وعلى وضوح رؤيته وعلى صراحته وعلى انحيازه الى جانب شعبه وتأكيده على قيم التسامح والتآخي بين الشعوب مثمنين مواقفه الانسانية والوطنية .