المطران عطا الله حنا يستقبل وفدا من مؤسسة رجال دين من اجل العدالة والسلام البلجيكية : " يوحدنا انتماءنا الانساني "

المطران عطا الله حنا يستقبل وفدا من مؤسسة رجال دين من اجل العدالة والسلام البلجيكية : " يوحدنا انتماءنا الانساني "
رام الله - دنيا الوطن
استقبل سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس صباح اليوم وفدا من مؤسسة ومنظمة رجال دين من اجل العدالة والسلام البلجيكية والتي تضم في صفوفها قيادات دينية مسيحية واسلامية ويهودية رافضة للعنصرية وداعية للعدالة والسلام وهم من المناصرين للقضية الفلسطينية ، وقد استقبلهم سيادة المطران صباح اليوم مرحبا بزيارتهم للاراضي المقدسة والتي تستغرق اربعة ايام بهدف نقل رسالة تضامن للشعب الفلسطيني والتأكيد على قيم العدالة ونبذ العنصرية والكراهية .

وقال سيادة المطران عطا الله حنا بأننا نرحب بزيارتكم الى مدينة القدس هذه المدينة المقدسة المباركة التي تتميز بتاريخها وقدسيتها وبهائها وسموها باعتبارها مقدسة لدى الديانات التوحيدية الثلاث وحاضنة لتراثنا الانساني والروحي والوطني ، انها المدينة التي يلتقي فيها الموحدون وتتجسد فيها الوحدة الوطنية الانسانية الفلسطينية الاسلامية المسيحية .

وقال سيادته بأنكم تنتمون الى ديانات ومذاهب متعددة ولكن يوحدكم البعد الانساني والقيم الاخلاقية والقواسم المشتركة التي تجمع المؤمنين بالاديان التوحيدية الثلاث ، نحن ننتمي جميعا الى اسرة بشرية واحدة خلقها الله والله في خلقه لم يميز بين انسان وانسان ، كلنا مخلوقون بنفس الطريقة والهنا وخالقنا واحد وهو الذي نعبده ونسجد له طالبين ان يسبغ علينا بمراحمه وبركاته .

الانسان خلق لكي يكون اداة بناء لا اداة دمار ولكي يكون فاعلا من اجل تكريس قيم التعايش والمحبة والسلام بعيدا عن الكراهية والعنصرية وثقافة الموت والارهاب .

علينا ان نوحد جهودنا في رفضنا لكافة مظاهر العنصرية والقتل والارهاب والعنف التي في كثير من الاحيان يلبس فاعلوها ثوب الدين والدين منهم براء .

ان القضية الفلسطينية هي قضيتنا جميعا هي قضية الفلسطينيين والعرب ولكنها قضية كل انسان عنده قيم انسانية او اخلاقية او حضارية بغض النظر عن انتماءه الديني او هويته الثقافية او الاثنية .

لقد اتيتم لكي تتضامنوا مع فلسطين ، وشعبنا الفلسطيني يبادلكم المحبة بالمحبة والوفاء بالوفاء وهو شعب يرحب باصدقائه المتضامنين مع قضيته العادلة بغض النظر عن انتماءهم الديني او لغتهم او ثقافتهم او لونهم الخ ....

ان شعبنا الفلسطيني دفع فاتورة باهظة لقاء ما مورس بحقه من عنصرية واستهداف واضطهاد، فقد شرد الفلسطينيون الى كافة اصقاع العالم وهم منتشرون في كل القارات وما حل بهم عام 48 وعام 67 والسياسات الاحتلالية التي ما زالت مستمرة حتى الان ادت الى كثير من المآسي والمظالم التي ما زال يعاني منها شعبنا حتى اليوم .

من نادى بالسلام عليه ان ينادي اولا بالعدالة والعدالة في مفهومنا تعني انهاء الاحتلال ووقف سياسات القمع والظلم والعنصرية .

العدالة في مفهومنا تعني حق العودة للفلسطينيين وتحقيق امنيات وتطلعات شعبنا الفلسطيني  الذي يناضل من اجل الحرية واستعادة الحقوق السليبة .

ان اعداء الشعب الفلسطيني يريدوننا ان ننسى قضيتنا وان نستسلم لسياسات تصفية القضية الفلسطينية وان نتنازل عن القدس وان نتنازل عن ثوابتنا الوطنية وفي مقدمتها حق العودة ، وهذا لن يحدث على الاطلاق فشعبنا الفلسطيني وبالرغم من كل الظروف المأساوية التي مرت به وما زالت فهو شعب متمسك بحقوقه وبثوابته ولن يتخلى عن ذرة تراب من ثرى فلسطين المقدسة مهما اشتدت حدة المؤامرات والمخططات الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية .

اولئك الذين يخططون لانهاء وتصفية القضية الفلسطينية عليهم ان يتذكروا انها قضية شعب حي وهذا الشعب الحي الابي والمناضل والمكافح من اجل الحرية لن يتنازل عن وطنه وعن قدسه ومقدساته تحت اي ظرف من الظروف .

يؤسفنا ما حل بمنطقتنا العربية من دمار وخراب ويؤسفنا ما يحدث في محيطنا  العربي من استهداف للحضارة والتاريخ والتعايش والهوية الوطنية لبلداننا العربية .

انظروا الى سوريا الجريحة وما حل بها من ارهاب وقتل وتدمير وتخريب وتشريد وما حدث في سوريا يحدث في اماكن اخرى ايضا ، الكارثة كبيرة وتداعياتها خطيرة وما يخطط لمنطقتنا العربية لا يمكن للعقل البشري ان يستوعبه .

ان كل ما حل بمنطقتنا العربية من دمار وخراب وتشريد هدفه الاساسي اضعاف العرب وتدمير بلدانهم واثارة الفتن والطائفية في صفوفهم لكي لا يكونوا قادرين على الدفاع عن القضية الفلسطينية .

يريدون للعرب ان يكونوا منهمكين بصراعاتهم لكي يتم تمرير المشاريع العنصرية في ارضنا المقدسة ولكي يتم تمرير كل المشاريع التي تستهدف القدس والشعب الفلسطيني .

ان رجال الدين من كافة الاديان والمذاهب والطوائف هم مطالبون اليوم اكثر من اي وقت مضى بأن يوحدوا صفوفهم ويكونوا في خندق واحد في مواجهة ما يعصف بمجتمعاتنا وبلداننا من تحريض مذهبي وعنف طائفي وارهاب دموي لا يمكن تبريره بأي شكل من الاشكال وهو جريمة بحق الانسانية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني .

ان هذا النموذج الذي تحمله مؤسستكم نتمنى ان ينتقل الى بلدان اخرى في كافة القارات لكي يتوحد المؤمنون ورجال الدين من كافة الاديان في تضامنهم مع الشعب الفلسطيني المظلوم وفي مناداتهم بالحرية والكرامة لهذا الشعب المنكوب ، علينا ان نتوحد معا وسويا في مواجهتنا للتحريض الطائفي والمذهبي والعنصرية والكراهية والعنف والارهاب وثقافة الموت واستهداف الكرامة الانسانية .

علينا ان نقول معا وسويا ، نعم لفلسطين ونعم لعدالة القضية الفلسطينية ولا للعنصرية والكراهية والطائفية بكافة مسمياتها والقابها وعناوينها .

ان قتل الناس وذبحهم بدم بارد واستهداف الاطفال والكبار والصغار لهي جرائم نستنكرها ونرفضها جميعا .

فالانسان لم يخلق لكي يحمل سيفا ويذبح ولكي يكون اداة موت وقتل وعنف فالانسان خلق لكي يكون اداة محبة وسلام وداعية للاخلاق والقيم التي تبشر بها ادياننا .

نعم للتلاقي بين الاديان والحوار والتفاهم ونبذ الكراهية .

هذا وقد اجاب سيادته على عدد من الاسئلة والاستفسارات .

اما اعضاء مؤسسة رجال دين من اجل العدالة والسلام البلجيكية فقد اعربوا عن افتخارهم بلقاء سيادة المطران داعية السلام والتآخي والمحبة بين الاديان والشعوب ، كما اكدوا لسيادة المطران تضامنهم مع الشعب الفلسطيني ومطالبتهم بتحقيق العدالة ونصرة هذا الشعب المظلوم مؤكدين بأن الاديان تلتقي خدمة للانسانية ونصرة لكل انسان مظلوم ، واولئك الذين يستهدفون الكرامة الانسانية ويقتلون ويذبحون دون اي وازع انساني فهم لا يمثلون سماحة الاديان وقيمها ورسالتها ، كما قام الوفد بتكريم سيادة المطران وتقدي