اتصال الرئيس ومعابر فلسطين

اتصال الرئيس ومعابر فلسطين
كتب غازي مرتجى

*
لم يكُن اتصال الرئيس محمود عبّاس بسيدة ناشدته عادياً بل اظهر حجم المشاعر غير الظاهرة لدى المواطنين والمُحبين للرئيس , فرغم جولته الخارجية وتواجده في دولة السودان تحدّث مع السيدة المعوزة وبانت على رد فعلها لحظات الفرح الممزوجة بالشوق لرؤية رئيسها وما ضمرته مشاعرها أكثر بكثير مما ظهر .
رد فعل النشطاء على التواصل الاجتماعي لم يكُن عادياً فقد كانت لحظات اتصال الرئيس واستجابته لنداء السيدة مؤثرة للغاية وعفوية دون ترتيب مُسبق .
هذه الرسالة التي أرسلتها تفاصيل وجه السيدة "أم بهاء" وتعليقات المواطنين والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي وأثناء بث المكالمة على الهواء مباشرة عبر صفحة الفيسبوك مُؤشر ودليل على توق الناس لرؤية الرئيس أبو مازن بينهم في قطاع غزة , يؤكد بما لا يدع مجالاً لأي شك أنّ الشعب الفلسطيني ملّ الإنقسام ويُريد الوحدة الوطنية عاجلاً لا آجلا ً .
وفي ذات وقت استجابة سيادته لمناشدة السيدة أم بهاء لم يترك الرئيس أبو مازن المتميزين جانباً فاتصل بفتاة طلبت مقابلته فهي خارقة للعادة ولديها عقل "إلكتروني" تستطيع من خلاله تحليل أي أرقام ومعرفة التواريخ من 0 حتى اليوم .
في خضم هذه الاستجابات المُتلاحقة , لا بُدّ أنّ رجال الرئيس ومن حوله ممن رافقوه في جولته الخارجية هم الأُمناء عليه.

**

شنّ نشطاء هجوماً على الزميل ناصر اللحام فقط لنقله أخباراً من وكالات عالمية عبر صفحته الشخصية على الفيسبوك - يُحاول البعض الحديث عن "استقلالية" الصحفي التامة وهو أمر غير صحّي أساسا - فالصحفي كأي مواطن عادي لديه من المشاعر والآراء والعلاقات الانسانية التي تؤثر بالتأكيد على آرائه .
المهنية في سياسة التحرير لأي وسيلة إعلامية هو أمر نسبي لا يُمكن أن يكون 100 % بل يقترب منها ويبتعد حسب المُعطيات والأفكار الذاتية والآراء الشخصية.
ضد حملة التشهير بالزميل اللحام  - فحتى إن تحدث برأيه من الانقلاب في تركيا فهو حقه الشخصي لا يُلام عليه - دعونا نتفق أنّ الاختلاف في الرأي- لن نقول لا يُفسد للود قضية- بل نقول يجب أن لا يصل لحد التشهير والحملات المُوجهة .

***

خيرٌ فعلت الحكومة الفلسطينية برفضها تجارة الـVIP على معبر الكرامة - فحق التنقل المُحترم مكفول لكل المواطنين لا يجب أن يقتصر على من يملك المال ومن دونه بدون .
تجارة السفر مُربحة لتُجار الحروب وفي معبر رفح مثالاً واضحاً حيث كشوفات التنسيق التي يُعاني منها المسجلّون رسمياً للسفر , حاولت الجهات المسؤولة بغزة منع ذلك ووقفه لكنها لم تتمكن ولم تتشدد بذلك (بحسب معرفتي) حتى لا تضيع فرصة السفر على المُحتاج له - في معبر الكرامة حاولت بعض الجهات "ترسيم" هذه التجارة وشرعنتها عبر نظام مُذّل ومُهين .
في الحديث عن المعابر والتنسيق فقد شدّد الاحتلال الاسرائيلي من تسهيلات المرور عبر حاجز بيت حانون "ايرز" وأعلنت الجهات المسؤولة سحب اسرائيل لمئات التصاريح من التُجار والشخصيات العامة , استمرار الضغط على قطاع غزة بهذه الطريقة لن يُؤدي إلا إلى اقتراب وقت الانفجار .
فلتستمر الحكومة برفض تنسيقات الـVIP عبر معبر الكرامة - ولتعمل الجهات المختصة في غزة على "التقليل" من تُجار الحروب ووسطاء التنسيق ممن يستغلون حاجات الناس عبر معبر رفح - وليُطالب الأخ حسين الشيخ وهيئته في غزة إسرائيل بوقف إجراءاتها المُستفزة أو ليُغلق حاجز بيت حانون إلى حين وقف الاجراءات المزاجية والانتقائية .