في كتابه "عرفات -حياته كما أرادها الفصل 12 ج1" أحمد عبد الرحمن يروي ذكريات أسر 8 جنود اسرائيليين .. والانشقاق المعروف

في كتابه "عرفات -حياته كما أرادها الفصل 12 ج1" أحمد عبد الرحمن يروي ذكريات أسر 8 جنود اسرائيليين .. والانشقاق المعروف
دنيا الوطن – ميسون كحيل

قفز الكاتب أحمد عبد الرحمن في الفصل الثاني عشر ليتحدث عن طرابلس المدينة التي حملت الوجه الأخر لهذا الإصرار الفلسطيني على مواصلة النضال حتى تحقيق الأهداف عام 1983 وكشف عن القناع الذي كان يرتديه أعداء القرار الفلسطيني المستقل وهم مجموعة من الأطراف اجتمعت على هدف واحد وهو القضاء على الثورة الفلسطينية و كان لكل من هذه الأطراف حساباته الخاصة وأجمل ما في معركة طرابلس أنها اظهرت الوجه الحقيقي للنظام السوري! والمح الكاتب في هذا الفصل إلى المؤامرة التي ظهرت تحت اسم حركة المنشقين وتبنت إدعاءات باطلة تدعو للإصلاح في ظاهرها لكنها في الحقيقة موجهة وبرعاية النظام السوري والمخابرات السورية وعلى سبيل التذكير فإن مقرات ومكاتب ومؤسسات حركة فتح في دمشق تعرضت للإقتحام والتخريب والسيطرة بعد اعتقال اعداد من العاملين وقتل أخرين. وفي حركة عرفاتية دخلت التاريخ فقد ظهر فجأة بين مقاتليه في طرابلس بعد أن دخلها متخفيا وبعد أشهر قليلة من حرب وحصار والخروج من بيروت!!! ما جعل معركة طرابلس  الحدث الأبرز في العالم فها هي الثورة الفلسطينية تُحاصر من جديد وعلى يد أعداء الإستقلال الفلسطيني والصمود العظيم لشعب فلسطين وقد تعرضت المخيمات الفلسطينية في طرابلس إلى مجازر من أطراف باتت واضحة كان هدفها ركوع عرفات والمقاتلين وبدعم عسكري سوري واضح حتى انكشفت حقيقة هؤلاء الداعين للإصلاح وهم في الحقيقة مجموعة رخصت وقبلت أن تكون أداة لتنفيذ مخطط القضاء على الثورة الفلسطينية والإستيلاء عليها والتحكم بها . ولا بد من الذكر وهو ما ألمح اليه الكاتب أن نظامين عربين فقط بجانب اسرائيل كان واضحا وقوفهما بجانب ما اطلق عليه الإنشقاق لكنهم فشلوا جميعا لا بل أفشلهم ياسر عرفات. كما ذهب الكاتب إلى التذكير بأن مقاتلو فتح كانوا قد أسروا جنود اسرائيليين واحتفظوا بهم في طرابلس حتى تمت عملية تبادل كبيرة ورضوخ اسرائيل للمطالب الفلسطينية بالإفراج عن الاف الفلسطينيين في 23ـ 11ـ 1983 وقبل أيام من مغادرة أبوعمار ومقاتلي الثورة مدينة طرابلس

---

الفصل الثاني عشر:
  

أيار-كانون أول 1983

أسرنا ثمانية جنود إسرائيليين في الجبل:
 
الياهو افوتفول

داني جلبوع

رافي حزان

روبين كوهين

أبراهام مونتيبليسكي

آفي كورنفلد

يوسف عزون 

نسيم شاليم

        إن معركة طرابلس، قد جمعت كل أعداء الاستقلالية الوطنية الفلسطينية في جبهة واحدة، هدفها القضاء على الثورة، ولكل طرف من هذه الأطراف حساباته وأهدافه، ولعل الحصار البحري الإسرائيلي لطرابلس، وقصف الميناء قد أدى إلى انفراط جيش التحرير، الذي حركه حافظ الأسد لضرب الشرعية والقضاء عليها، تحت شعارات زائفة ومضللة, وظن المتآمرون أن إبعاده من دمشق إلى تونس قد حرم الثورة في معركة طرابلس من قائدها, إلا أن أبو عمار قد قلب حساباتهم رأساً على عقب, ولم يمض وقت طويل حتى ظهر في طرابلس وفي مخيم البداوي ونهر البارد.

وليس الغرض هنا، تتبع مجريات مأساة طرابلس الدامية، وما انتهت إليه من الفشل الذريع للمنشقين ومن يقف وراءهم, إن الذي نركز عليه هنا ما فعله أبو عمار لإحباط المؤامرة وإظهار المنشقين على حقيقتهم أدوات في يد الوصاية السورية, جاءت عودته إلى طرابلس على هذا النحو البطولي، لتشد أزر المقاتلين والمواطنين الفلسطينيين واللبنانيين على حد سواء، وتلفت أنظار العالم إلى ما يحدث في طرابلس، بعد أقل من عام على حصار بيروت، وأدرك الجميع أن هناك مؤامرة متعددة الأطراف، هدفها شطب قضية الشعب الفلسطيني، وإعادة التاريخ إلى الوراء، وأن المنشقين ليسوا إلا حصان طروادة، لمؤامرة أكبر منهم بكثير يقف وراءها حافظ الأسد، إن الفضح السياسي للمؤامرة وكشف أطرافها، وهو ما أبدع فيه ياسر عرفات، ما كان ممكناً في غيابه أو لو أنه قبل نصيحة من دعاه البقاء في تونس. أما في ميدان المعركة فقد شكلت عودته إلى طرابلس، دعوة عاجلة للمقاتلين ولأبناء التنظيم من شتى الأقاليم، للتوجه إلى طرابلس، إن معركة طرابلس قد كشفت القناع عن الوجه الحقيقي للمؤامرة على القرار المستقل والقيادة الشرعية والمستقلة، وتقاطرت الوفود إلى طرابلس، تبحث عن حل يحقن الدماء، بعد أن فشلت مجموعات المنشقين، رغم الإسناد والدعم في اقتحام المدينة، وكان لا بد من تدخل سافر وقوي من  حافظ الأسد رئيس الدولة الراعية للانشقاق وارتكاب مجزرة أكثر بشاعة ووحشية في مخيم نهر البارد ومخيم البداوي ومدينة طرابلس دون أي مردود سياسي، بعد افتضاح أمر المنشقين، والتفاف الشعب الفلسطيني والرأي العام العربي والدولي، حول القيادة الشرعية. ومرة أخرى بعد معركة بيروت، تتحول معركة طرابلس إلى حدث عالمي، وحين غادر طرابلس مع ستة آلاف مقاتل، تحت راية الأمم المتحدة والحماية الفرنسية والحراسة المصرية، كان الخزي والعار يجلل المنشقين ومن يقف وراءهم، ومرة أخرى قال لسائليه إلى أين أنت ذاهب من هنا وجاء رده القاطع «إلى وطني فلسطين».

كان يحتفظ في طرابلس، بستة جنود إسرائيليين أسرهم مقاتلو فتح، في مدينة (بحمدون) في جبل لبنان، وقد تمكن مقاتلو فتح من أسر ثمانية جنود إسرائيليين يوم 4/9/1982 ، واحتفظ مقاتلو فتح بستة أسرى وسلموا اثنين آخرين إلى مقاتلي القيادة العامة بقيادة جهاد أحمد جبريل والأسرى الإسرائيليون هم:

الياهو افوتفول

داني جلبوع

رافي حزان

روبين كوهين

أبراهام مونتيبليسكي

آفي كورنفلد

وأما الأسيران لدى الجبهة الشعبية-القيادة العامة، فهما: يوسف عزون ونسيم شاليم، وهما من بين الثمانية الذين أسرهم مقاتلو فتح وسلموهم لمقاتلين في الجبة الشعبية - القيادة العامة، علماً أنه كان لدى هؤلاء المقاتلين في الجبهة الشعبية- القيادة العامة أسير يدعى «حازي يشاي»  إعتقله المقاتلون في معركة السلطان يعقوب، فأصبح لدى الجبهة الشعبية -القيادة العامة ثلاثة أسرى.

وقد تمت عملية تبادل الأسرى بوساطة الصليب الأحمر الدولي يوم 23/11/1983 أي قبل أقل من شهر على مغادرة أبو عمار وقواته مدينة طرابلس، وقد عزز أسر الجنود الإسرائيليين الستة وعملية التبادل (حيث أطلقت إسرائيل أكثر من خمسة آلاف فلسطيني ولبناني اعتقلوا أثناء العدوان الإسرائيلي في حزيران 1982) الثقة الجماهيرية المتعاظمة بأبو عمار وبحركة فتح، وأسقطت هذه العملية العسكرية كل أكاذيب وادعاءات النظام السوري والمنشقين، فياسر عرفات مقاتل وفتح حركة فدائية مقاتلة وشجاعة، وتحركت كل جماهير المخيمات في لبنان وسوريا لتعلن الولاء الكامل لقيادة ياسر عرفات.

 وقد تمكن أبطال فتح من نقل الأسرى إلى طرابلس، وإسرائيل تبحث عنهم، والصليب الأحمر الدولي مقيم في طرابلس بحثاً عنهم، ودبلوماسيون غربيون يبحثون عنهم، ويسألون عن شروط أبو عمار، لإطلاق سراحهم، وكانت إسرائيل قد زجت في معتقلاتها أربعة آلاف وخمسمائة مواطن فلسطيني من المخيمات بعد احتلال جنوب لبنان، وطلب أبو عمار إطلاق سراحهم جميعاً إضافة إلى عدد من السجناء الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة، ولم يكن أمام إسرائيل إلا الرضوخ لشروطه، وهنا يمكن أن نقف على بعد نظره وسداد رأيه وهو يعيد إلى المخيمات أربعة آلاف وخمسمائة معتقل من السجون الإسرائيلية، إنه في الوقت الذي غادر طرابلس لبنان، أعاد أربعة آلاف وخمسمائة فلسطيني من الأسر إلى مخيمات الجنوب، عين الحلوة والرشيدية والمخيم الشمالي والمية ومية والبص، ولم يفاجأ أبو عمار بأن هؤلاء المحررين يهتفون بحياته ويرفعون علم فلسطين وينددون بالمتآمرين ضد الشرعية الوطنية وفي القدس الشريف يصدر الشيخ سعد الدين العلمي، فتوى شرعية ضد حافظ الأسد الذي استباح الدم الفلسطيني.

التعليقات