البرغوثي : الاعدامات الميدانية ظاهرة خطيرة تجسد نهجاً اسرائيلياً يجب التنبه له ومحاربته

البرغوثي : الاعدامات الميدانية ظاهرة خطيرة تجسد نهجاً اسرائيلياً يجب التنبه له ومحاربته
رام الله - دنيا الوطن
أكد د. مصطفى البرغوثي ، الامين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية ، أن عمليات القتل والاعدامات الميدانية التي تمارسها قوات الاحتلال ، وتجسد ما يتعرض له الشعب الفلسطيني بشكل شبه يومي ، ليست عمليات فردية ، وانما نهج اسرائيلي ، يقوم جيش الاحتلال بتصعيده منذ عدت أشهر ، وتحديداً من تشرين الأول الماضي ، الذي سهد اندلاع الانتفاضة الجماهيرية ، والناتج عن تغيير تعليمات اطلاق النار خلال العامين الماضيين ، وبموجبها تم اعطاء الجنود حرية القتل الميداني حيث يريدون ، مشدداً على ضرورة توثيق هذه الجرائم ، ومحاسبة مرتكبيها 

وأشار البرغوثي الذي كان يتحدث بمؤتمر صحفي ، عقدته مؤسسة  (مساءلة ) حول العنف ضد الاطفال بمركز وطن للاعلام بمدينة رام الله ، يوم الاربعاء 13/7/2016 ، بعنوان :
( خطورة الاعدامات الميدانية التي ينفذها جيش الاحتلال ضد المدنيين الفلسطينيين – الشهيد الطفل محمود شعلان نموذجياً ) ، وأشار الى ان الفتى شعلان تم اعدامه بشكل متعمد ، ولكن قصة اعدامه شكلت نموذجاً لحراك واسع ، بدأته (مساءلة ) لصد هذا العدوان ضد الاطفال الفلسطينيين مستعرضاً نموذج آخر لعملية التصفية الميدانية ، ويصطف في مقدمتهما الشهداء : عبد الفتاح الشريف من الخليل .وذكر بتصريحات ( نتنياهو ) عقب اعدام الشريف ، بقوله ( ان الجنود يحافظون على قيم أخلاقية عالية ، وهاتف والد الجندي القاتل ، مشيداً باعدام طفل جريح ملقى على الارض ولا يستطيع الحراك ، والشهيد فادي علون ، الذي لاحقه جنود الاحتلال واعدموه بدم بارد ، دون ان يشكل أي خطر على حياتهم ، والشهيد محمود بدران من قرية بيت عور التحتا ، والذي قتل دون سبب ، 

بل ان جيش الاحتلال اعترف بانه قتل عن طريق الخطأ ، والشهيدة المسنة ثروت الشعراوي التي أعدمت في الخليل بذريعة محاولة تنفيذ عملية دهس ، لافتا الى الاعدامات الميدانية ، أصبحت ظاهرة خطيرة يعيشها الشعب الفلسطيني ، ويجب التصدي لها .وأوضح البرغوثي أن الاحتلال الاسرائيلي يدعي عادة لتبرير جرائمه ، أنها عمليات طعن أو دهس ، ثم يتبين انها ادعاءات كاذبة وغير صحيحة ، وان هذا الاحتلال يستبيح الدم الفلسطيني وفق ثلاثة أشكال :الاعدام خلال المظاهرات الشعبية ، كما جرى مع الشهيد نديم نوارة ، والقتل الميداني دون سبب ، كما جرى مع الشهيد محمود بدران ، والاعدام الميداني دون مبرر كما جرى في العديد من الحالات والتي تفاقمت منذ تشرين الأول من العام الماضي .وشدد على أن الشعب الفلسطيني يكافح لحريته وستقلاله ، وكذلك لحماية أبنائه ، وهذا يعود لأهل أبطال ، قاموا ما يحاول الاحتلال تكريسه بأن الدم الفلسطيني رخيص ومستباح 

وأضاف ( الشهيد نديم نوارة ، تم اغتياله خلال تظاهرة سلمية ، وقام أهله بمحاكمة الجندي القاتل ، في المحاكم القضائية الاسرائيلية ، وصحيح أننا لا نثق بقضاء الاحتلال ، لكن مثل هذه المحاكمة ، يمكن أن تمهد لقضايا على الصعيد الدولي ، ولهم توثيق مثل هذه الحالات بشكل علمي ودقيق .وتابع البرغوثي ( اليوم نحن أمام قضية أخرى لها توثيق دقيق ، وهي قضية الطفل محمد شعلان ، والذي تمت تصفيته دون سبب ، أثناء توجهه لزيارة بيت عمته في مدينة البيرة ، وهذه القضية وأخرى عديدة مشابهة ، يجب متابعتها التي تؤدي أخيراً الى كشف جرائم الاحتلال .

من ناحيته ، أكد محامي مؤسسة ( مساءلة ) نادر جيوسي ، ان مؤسسته ، وثقت جريمة اعدام الطفل محمود شعلان (16) عام ، من بلد دير دبوان شرق رام الله ويحمل الجنسية الامريكية ، من خلال جمع الادلة والشهادات ، بما يشمل نتائج التشريح التي بينت بالكشف الظاهري والتشريح ، أنه قتل بدم بارد .

وبين أن مؤسسته جمعت الادلة الخاصة بقضية الطفل شعلان بما يتضمن دراسة للقذوفات والملابس وشهادات المسعفين ، فضلاً عن شهادات حيه لشهود عيان ، تواجدوا في المكان لحظة الحدث وذلك بالتعاون مع النائب العام .ولفت الجيوسي الى نتائج التشريح اثبتت وجود (7) رصاصات في جسد الشهيد ، فيما بين تقرير التشريح ان الاصابة حدثت اثناء استدارة الضحية ، خلال محاولة عودته بناء على طلب الجندي الذي اطلق النار ، ودلل على ذلك نداخل الرصاص وهي من الجانب الايمن والخلف ، بينما المسافة ليست قريبة  ، ما يؤثر على أن الضحية لم يكن في موضوع هجوم ، ولم يشكل أي خطر يذكر على حياة الجنود .وأكد الجيوسي ان هذه التحقيقات ، تعارض الرواية الاسرائيلية بشكل مطلق ، وادعاءاتهم بان الطفل شعلان كان يحاول طعن جندي على الحاجز ، رغم عدم وجود أي خبر عن طعن جندي اسرائيلي يوم استشهاده .وأوضح انا ما يؤكد كذب الرواية الاسرائيلية رفضهم اعطاء الارتباط العسكري الفلسطيني لتسجيل الكاميرات الموجودة في تلك المنطقة ، ودعاؤهم بعدم تغطية الكاميرات للمنطقة التي اعدم فيها شعلان .بدوره قال مدير مؤسسة 
( مساءلة) صيام نوارة ، ان المؤسسة الوليدة ، تعني بحقوق الشهداء الأطفال ، 

وعلى الرغم من حداثة عهدها ، الا أنها تعمل بجد واجتهاد ، لكشف جرائم القتل والاعدام ضد الاطفال الفلسطينين ، داعياً الى ضرورة توثيق ذوي الشهداء لجرائم الاحتلال وعمليات الاعدامات الميدانية التي تدين جيش الاحتلال ، والادلال بشهاداتهم دون خوف ، لان هذا حق طبيعي كفلته الشرائع الدولية .وشدد على ان المؤسسة تكرس جهدها لأخذ حق الشهداء الاطفال والتحقيق في عمليات القتل بحقهم ، وصولا لرفع القضايا الجنائية ضد قتلتهم .

وتخلل المؤتمر ، عرض تفصيلي لمسرح جريمة اعدام الشهيد محمود شعلان ، على حاجز بيت ايل العسكري ، أواخر شباط الماضي ، ووزعت مؤسسة ( مساءلة ) بياناً ، حمل الادلة والشهادات على أن ما جرى للشهيد شعلان هو جريمة اعدام ميدانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى .