الأوسع من نوعه : الخليل تستقبل عيد الفطر بحصار إسرائيلي شامل .. قرارات تصعيدية من نتنياهو

الأوسع من نوعه : الخليل تستقبل عيد الفطر بحصار إسرائيلي شامل .. قرارات تصعيدية من نتنياهو
رام الله - دنيا الوطن

كعادته بعد كل عملية للمقاومة الفلسطينية يقدم الاحتلال على محاصرة المدن الفلسطينية التي نفذت من خلالها العمليات العسكرية ويتاخد سلسلة من الاجراءات لتبرير فشله الامن امام الراي العام الاسرائيلي.

اغلاق شامل..

وكان قد أعلن جيش الاحتلال الاسرائيلي فرض اغلاق شامل على محافظة الخليل والزج بكتيبتين جديدتين من قواته للضفة الغربية بهدف حماية المستوطنين، ومنع العمليات الفدائية، وهما الكتيبة 35 من المظليين، والكتيبة 13 من جولاني.

 جاء ذلك بعد ساعات قليلة على مقتل مستوطن وهو مدير مدرسة دينية واصابة 3 اخرين في عملية اطلاق نار جنوب الخليل.

كما وقررت الحكومة الاسرائيلية، وبعد أقل من ساعتين على تنفيذ عملية الخليل، التي قتل فيها مدير مدرسة دينية، وأصيب 3 آخرون، اقتطاع ملايين الشواقل من أموال الضرائب الفلسطينية، وحصار مدينة الخليل بشكل كامل.

حيث عملت قوات الاحتلال الاسرائيلي على التعزيز من تواجدها في منطقة الخليل، وفرضت طوقا أمنيا شاملا على المدينة وقراها ومخيماتها، وذلك عقب العملية التي نفذها مقاومون فلسطينيون جنوبي الخليل، وأدت إلى مقتل مستوطن وإصابة أربعة آخرين.

كما قامت قوات الاحتلال باغلاق عدة مناطق بالسواتر الترابية وأخرى بالحواجز العسكرية، حيث تم إغلاق كافة الطرق المؤدية إلى بلدة بني نعيم شرقي الخليل، كما أغلقت مداخل مخيم الفوار ونصبت عدة حواجز عسكرية، فيما أغلق مدخل بلدة الظاهرية والسموع بحواجز عسكرية تفتش المارّة، وتوقف السيارات، وتدقق في هويات المواطنين.

اقتحامات موسعة..

واقتحمت قوات كبيرة من الجيش الاسرائيلي بلدة دير رازح شرقي الخليل وفتّشت منازلها بيتا بيتا، كما اقتحمت قوات أخرى منطقة وادي الشاجنة، ونصبت حاجزا عسكريا مشددا، وشرعت في تفتيش المنازل.

وذكرت مصادر عبرية على لسان قادة عسكريين أنه سيتم فرض طوق عسكري على مدينة الخليل وبلداتها ومخيماتها كافة، فيما أعلن عن بلدة بني نعيم منطقة عسكرية مغلقة، وقررت سلطات الاحتلال سحب كافة تصاريح الدخول إلى القدس المحتلة من سكان بني نعيم، إضافة إلى تعزيز الجهود الاستخباراتية للوصول إلى "الخلية المنفذة" لعملية اليوم.

وكان وزير جيش الاحتلال "أفيغدور ليبرمان" قرر فرض طوق أمني شامل على محافظة الخليل وذلك لأول مرة منذ اختطاف وقتل المستوطنين الثلاثة صيف العام 2014، إضافة إلى الدفع بكتيبتين من الجيش للمنطقة، وبالتالي حصار أكثر من 600 ألف فلسطيني.

كما قرر ليبرمان سحب تصاريح دخول "إسرائيل" لجميع حامليها من سكان بلدة بني نعيم التي خرج منها منفذ عملية الطعن صباح أمس في مستوطنة "كريات أربع" والفلسطينية التي قتلها الجيش صباح اليوم قرب الحرم الإبراهيمي بحجة محاولة الطعن.

وقال ضابط كبير في جيش الاحتلال الاسرائيلي إن اغلاقا شاملا سيفرض على منطقة الخليل وذلك للمرة الاولى منذ عملية اختطاف وقتل 3 مستوطنين قبل عامين.

وأضاف الضابط أن الاغلاق سيكون مشدداً في بعض المناطق بينما سيعطي "متنفسا" في مناطق اخرى، مدعيا أن الهدف منه هو منع العمليات ضد المستوطنين وقوات الاحتلال.

ضرائب السلطة..

ونقلت صحيفة "هآرتس" العبرية عن مكتب نتنياهو قوله إن السلطة الفلسطينية تستخدم أموال الضرائب كرواتب ومكافآت للأسرى بالسجون، وذلك لقاء تنفيذهم للعمليات.

وبينت الصحيفة أن الحديث يدور عن اقتطاع عشرات ملايين الشواقل شهرياً، وذلك من أموال الضرائب الفلسطينية.

قرارات بعد العملية..

كما قرر جيش الاحتلال نشر كتيبتين من الظليين وجولاني في الضفة الغربية، وتوعد في بيان بان تتواصل الاعمال "الميدانية" والاستخبارية المكثفة حتى يتم اعتقال الخلية التي نفذت العملية جنوب الخليل.

ومن بين القرارات التي اعلن جيش الاحتلال اتخذها بعد العملية سحب تصاريح الدخول للقدس واسرائيل من سكان بلدة بني نعيم شمال شرق الخليل.

في سياق مواز، قال الناطق باسم الحكومة الاسرائيلية اوفير جندلمان إن نتنياهو قرر تقليص الاموال التي تحولها اسرائيل من عائدات الضرائب للسلطة الفلسطينية بدعوى أن جزءا منها يذهب لمنفذي العمليات وعائلاتهم.

مسؤول امني اسرائيلي قال اليوم إن تصاعد العمليات خلال اليومين الاخيرين سببه شهر رمضان، ووجه انتقادا للسلطة التي لا تستنكر هذه العمليات ولا تعمل على منع التحريض على حد زعمه.

ومن المقرر أن يجتمع الكابينت الاسرائيلي للشؤون الامنية والسياسية بعد انتهاء عطلة السبت غدا للبحث في الاجراءات الممكنة للرد على العمليات الاخيرة

وصرّح وزير التّربية، نفتالي بينيت، لصحيفة 'هآرتس'، أنّه ينوي تقديم اقتراحات عديدة، في جلسة يوم الأحد، للكابينيت الإسرائيليّ، من بينها الانطلاق بحملة عسكريّة واسعة، جنوبيّ الخليل، واعتقال الكمّ الأكبر ممّن يشتبهون بهم. وسيطالب بينينت، بقطع الإنترنت عن الفلسطينيّين، في منطقة جنوبيّ جبل الخليل، أي عن مئات الآلاف من المواطنين. ويطالب بينيت باستعادة محرّري صفقة تبادل الأسرى الأخيرة (الوفاء للأحرار)، وسيطالب تجديد نشاط الجيش الإسرائيليّ في كلّ من منطقتي A و B، واللتين تمّ تقليص التّواجد الإسرائيليّ فيهما، بناءً على تفاهمات مع السّلطة الفلسطينيّة. كما ويطالب بينيت بهدم فوريّ لكلّ من أرجئ هدم بيتهم من منفّذي العمليّات من الفلسطينيّين.

ويطالب بينيت أيضًا بإنشاء حيّ ومنطقة صناعيّة في مستوطنة 'كريات أربع'، بالقرب من بيت المستوطنة التي قتلت أمس الخميس، طعنًا في بيتها. وقال بينيت إنّه قد تمّت المصادقة على إنشاء كلّ من الحيّ والمنطقة الصّناعيّة. 

ويقترح بينيت بفرض حصار دائم، غير مشروط زمنيًّا، على بلدة بني النّعيم، عقابًا على تخريجها منفّذي عمليّات، ويطالب أيضًا بمقاضاة والدة وأخت الشّهيد محمّد الطّرايرة، منفّذ عمليّة 'كريات أربع'، بسبب تصريحاتهم

وفي وقت سابق من اليوم الجمعة، توجّه وزير المواصلات الإسرائيليّ، يسرائيل كاتس، من حزب الليكود، إلى نتنياهو طالبًا منه تغليظ العقوبات، إلى حدّ كبير، ضدّ الفلسطينيّين، إذ قال 'يجب أن نعلن عن حالة طوارئ، أن ندفع بتشريع طرد عائلات' منفّذي العمليّات الفلسطينيّين.

الاوسع من نوعه..

ويعتبر هذا الحصار العسكريّ، الأوسع من نوعه، منذ عامين، حينما أعلن الجيش الإسرائيليّ عن اختطاف ومقتل ثلاثة إسرائيليّين، في الضّفّة الغربيّة .

وسيعقد المجلس الوزاريّ المصغّر للشؤون الأمنيّة "الكابينيت"، جلسة طارئة، مساء السّبت، لتداول التّصعيد في العمليّات الفلسطينيّة، والتي تخطّت حدّ الحجارة، لتتعدّاه إلى مرحلة يكثر فيها استخدام الأسلحة النّاريّة خلال العمليّات، وكان آخرها عمليّة اليوم، التي نفّذها فلسطينيّون مجهولو الهويّة، من سلاح حيّ.

ووفقا للضابط اسرائيلي، فالآن 700 ألف فلسطيني يسكنون في الخليل وقراها، تحت حصار مشدد، والطوق الأشد هو حول قرية يطا ومخيم الفوار.

واستشهد اليوم الجمعة فلسطينيان في الخليل وقلنديا، إذ استشهد تيسير محمّد مصطفى حبش (63 عامًا) من نابلس، بمواجهات على حاجز قلنديا، واستشهدت سارة حدوش طرايرة (27 عامًا) من قرية بني النّعيم، جنوبيّ الخليل، بزعم إقدامها على محاولة طعن؛ كما قتل مستوطن اليوم، جنوبيّ الخليل (على الشّارع الالتفافيّ الاستيطانيّ، رقم 60)، بعد يوم واحد من مقتل مستوطنة إسرائيليّة في مستوطنة 'كريات أرباع'، جنوبيّ الخليل.

ويشار إلى أنّ القتيل من عمليّة اليوم  هو المستوطن ميخائيل مارك، وهو حاخام المدرسة الدّينيّة (ييشيفا) في مستوطنة عتنئيل، جنوبيّ الخليل، ويبلغ من العمر 48 عامًا، وهو ابن عمّ رئيس الموساد، يوسي كوهين. وشغل مارك سابقًا، منصب مدير 'الشّركة لتطوير المجلس الإقليميّ جبل الخليل'، وهي جمعيّة يمينيّة لتشجيع وتطوير الاستيطان الإسرائيليّ على أراضي الضّفّة الغربيّة المحتلّة، جنوبيّ جبل الخليل. وسكن مارك في مستوطنة عُتنئيل، جنوبيّ جبل الخليل، والمقامة على أراضي مستلبة من مدينة يطّة الفلسطينيّة، التّابعة لمحافظة الخليل. ولمارك 10 أبناء وزوجة، أصيب بجراح بالغة في عمليّة اليوم.

وصرح مصدر عسكريّ لموقع صحيفة 'هآرتس'، اليوم الجمعة، 'إنّه في الأسابيع الأخيرة، شهدنا انحسارًا (بالعمليّات)، ونحن نرغب بمواصلة هذا التّوجّه، وعليه فإنّنا نتّخذ سلسلة عمليّات كبيرة واستثنائيّة نسبيًّا، من أجل إيقاف هذا التّسلسل'. وأضاف أن من شأن الحصار الذي فرض على بلدات الخليل أن يمنح معلومات استخباراتيّة عن منفّذي عمليّة الخليل، ظهر اليوم الجمعة.

وصرّح  المصدر العسكريّ أنه 'حينما نعلم أنّ خليّة مثل التي عملت اليوم، تتجولّ، يجب أن نقبض عليها، وإلّا فستقع المزيد من عمليّات إطلاق النّار'. 

وأضاف أن 'هذه الطّريقة أثبتت نجاحها في السّابق'، وأشار إلى أنّ 'أحد أسباب هذه الانطلاقة (بالعمليّات) هو انتهاء شهر رمضان، في العشر الأواخر، تاريخيًّا، هناك عمليّات أكثر، وثانية، العمليّات التي تنتهي بقتلى، تجلب المزيد من العمليّات. واستنادًا إلى أنّ التّحريض في السّلطة لا يقلّ، ولا يوجد أيّ قياديّ يستنكر عمليّة قتل لفتاة في سريرها، ولا يوجد استنكار من قبل السّلطة، فإنّ هذا يستدعي العمليّة القادمة'.

موقف الفصائل..

وباركت فصائل المقاومة الفلسطينية العمليات الفدائية التي نفذها شبان فلسطينيون بالضفة الغربية وأوقعت قتلى وعدد من الإصابات بصفوف الإسرائيليين خلال الساعات الماضية

من جهتها قالت حركة فتح الانتفاضة إن العملية البطولية بالخليل جاءت لتقول للاحتلال إن إجراءاته القمعية وحصاره للقدس والفلسطينيين لن يثني عزيمة المقاومين الأبطال فيها، مضيفة أن الفدائيين الفلسطينيين يستمرون بالوصول إليهم لتبقى المقاومة الدرع الحامي للشعب الفلسطيني.

بدورها قالت حركة “حماس” إن فصائل المقاومة بكافة تشكيلاتها بالضفة الغربية، مطالبةً بالرد على جريمتي الاحتلال اليوم بإعدام الشهيدة سارة داوود عطا طرايرة، والشهيد المسن تيسير حبش.

ودعا الناطق باسم حركة حماس حسام بدران، في تصريح له، شبان الانتفاضة بالرد على تصعيد جيش الاحتلال بحق حرائرنا وكبارنا، مشيرًا إلى أن مشهد إعدام الشهيدة طرايرة وهي الأم الحامل، وكذلك الألم الذي تجرعه الشهيد المسن تيسير حبش بعد اختناقه بالغاز، يؤكد ضرورة الرد بشتى وسائل المقاومة.

وأضاف، أن العمليات الفدائية تعتبر ردًا على سياسة الاغتيالات التي تنتهجها قوات الاحتلال، باستهداف الفلسطينيين بكافة فئاتهم، وأنها ستواجه برد قوي من المقاومين، وستجبر جيش الاحتلال على وقف عنجهيته ووحشيته، محذرًا الاحتلال أنه سيدفع ثمنًا باهضًا جراء تصعيد جرائمه خلال شهر رمضان المبارك، مشيرًا إلى أن الانتفاضة عادت بقوة في رمضان الذي كان دائمًا شهر الجهاد والمقاومة.

أما حركة الجهاد الاسلامي فاعتبرت تصاعد العمليات الفدائية ضد المستوطنين وجنود الاحتلال انعكاسًا لإصرار الشعب الفلسطيني على استمرار الانتفاضة دفاعا عن أرضه ومقدساته.

وأضاف القيادي:"نحن نبارك هذه العمليات البطولية وندعو لاستمرارها، ونؤكد أن القدس ستبقى قبلة لكل الأحرار والشرفاء إننا ندعو لاحتضان الانتفاضة التي تشكل أملًا جديدًا للأمة لحماية وإنقاذ القدس، داعيًا إلى دعم وإسناد هذه الانتفاضة المباركة.

 أما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فاعتبرت أن عملية الخليل التي وصفتها بـ”البطولية” هي رد طبيعي على سياسة الاعدامات وجرائم الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، كما أنها تأتي في إطار الحق الطبيعي وحقه بالمقاومة طالما يرزح تحت الاحتلال.