حكاوي اليورو (20): التنين الأحمر الويلزي يحرق بلجيكا ويطير إلى نصف النهائي لمواجهة البرتغال

حكاوي اليورو (20): التنين الأحمر الويلزي يحرق بلجيكا ويطير إلى نصف النهائي لمواجهة البرتغال
وليد جودة
ملحمة كروية تاريخية سطرها منتخب ويلز بتفجيره مفاجأة مدوية بانتصاره الكبير على نظيره البلجيكي بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، ليحجز مقعده في نصف نهائي يورو 2016 الذي سيقابل فيه البرتغال في إنجاز لم يكن منتظراً أبداً لبلد بلا تاريخ كروي كبير مثل ويلز.

المنتخب البلجيكي الذي كان مرشحاً فوق العادة للانتصار والعبور إلى الدور المقبل، بدء اللقاء بأفضل صورة ممكنة، وأظهر أن توقعات الأغلبية بأن الفوارق الفنية بين المنتخبين سترجح كفته، ضغط هجومي كبير توجه نانيجولان بهدف صاروخي مزق الشباك الويلزية، أعطى الانطباع بأن بلجيكا ستكون في طريق مفتاح نحو فوز في المتناول، لكن المفاجأة كانت في ردة الفعل القوية من طرف المنتخب الويلزي.

لاعبو ويلز أظهروا ثقة كبيرة بقدرتهم على العودة، لم يرتبكوا ولم يهتزوا ولعبوا كرة القدم التي يعرفونها ويقدمونها منذ بداية البطولة، واستفاد الويلزيون من تراجع غير مبرر لبلجيكا، ليشنوا العديد من الحملات الهجومية التي نجحت إحداها في تعديل النتيجة عبر رأسية القائد ويليامز، وهي النتيجة التي انتهى عليها الشوط الأول.

المدرب الويلزي كريس كولمان كان ذكياً للغاية بتوجيه لاعبيه بشكل واضح على تركيز لعبهم في الناحية اليسرى من دفاع بلجيكا التي تأثرت كثيراً بغياب فيرمالين الموقوف و فيرتونخين المصاب، وبالفعل نجح بيل و زملاءه باستغلال نقطة الضعف هذه بأفضل شكل ممكن.

مارك فيلموتس المدرب البلجيكي تنبه إلى هذه الثغرة لكن علاجه كان كارثياً، فيلموتس اختار أن يضيف لاعباً إضافياً في منطقة الارتكاز على حساب الجناح الأيمن كاراسكو، لكن الكارثة كانت في اختياره مروان فيلايني لأداء هذه المهمة، فلم ينجح لاعب المان يونايتد في تقوية خط الوسط، وظهرت مشكلة كبيرة في الشق الهجومي لبلجيكا بعد ابتعاد دي بروين عن وسط الملعب والتوجه إلى الأطراف، بل أن الهدفين الثاني والثالث لويلز كانا من نفس المنطقة التي مثلت شارعاً مفتوحاً في الدفاعات البلجيكية.

هذه المباراة ونتيجيتها النهائية تؤكد العبرة المستخلصة من معظم لقاءات البطولة، وهي أن الجماعية والقتالية أهم وأنجح من الفرديات والأسماء اللامعة بلا انسجام، ويلز بهذا الإنجاز الكبير بفريق ينتهج أسلوباً خاصاً يكاد يختلف عن كل منتخبات البطولة بطريقة 3-5-2 تتحول إلى 3-4-3 في الحالة الهجومية قدمت درساً بأهمية معرفة المدرب بقدرات لاعبيه واختيار ما يناسبهم في أرض الميدان.

الآن، ويلز في نصف النهائي، وبعد كل ما قدمته في مشوار هذه البطولة، لا يمكن لأحد أن يعتبرها أقل حظوظاً من البرتغال في بلوغ النهائي الحلم، فالبرتغال التي وصلت بلا إقناع حتى الآن لن تكون أقوى من بلجيكا، بل أنها لا تمتلك الحلول الكثيرة التي امتلكها هازارد ورفاقه ونجح الويلزيون في تعطيلها.

مواجهة كبيرة ومنتظرة بين اثنين من أضلاع الBBC المدريدية متمثلة برونالدو وبيل في أرض الضلع الثالث الغائب عن البطولة كريم بنزيما، الأضواء كلها ستكون مسلطة على أصدقاء الأمس أعداء اليوم، رونالدو سيحاول أن يواصل حلمه بتحقيق إنجاز بقميص بلاده، لكنه سيواجه تنيناً حارقاً يعرفه جيداً اسمه غاريث بيل، سيلعب اللقاء بدون أي ضغوط.

الخسارة الأكبر لويلز في هذه الليلة تمثلت بحصول اثنين من لاعبيها على بطاقات صفراء ستحرمهم من مواجهة البرتغال، الأهم هو آرون رامسي الذي يشكل جزءً كبيراً من القوة الضاربة لمنتخب ويلز رفقة بيل، رامسي بحركته الدؤوبة و مهارته الفنية العالية وقتاليته على كل كرة يمثل دينامو في وسط ويلز، وبالتأكيد سيفتقده المدرب كريس كولمان كثيراً، أما اللاعب الثاني فهو المدافع بين ديفيس الذي يشكل واحداً من أضلاع المثلث الدفاعي الناجح رفقة ويليامز و تشيستر. 

نقطة نظام:

- ويلز لم تكن تحلم بأن تحقق كل هذا، والآن باتت تقدم نفسها حصاناً أسوداً لهذه البطولة، وتلعب نصف النهائي بلا أي ضغوط.

- بلجيكا تمتلك جيلاً هائلاً من النجوم، يستحق أن يحصل على مدرب أكثر حنكة وخبرة من فيلموتس سيكون قادراً على قيادته إلى ما هو أفضل في مونديال روسيا 2018.

 نجم الليلة:

ويلز بلاعبيها وجهازها الفني تجعل الأمور صعبة، فالمدرب كريس كولمان يستحق كل عبارات الإشادة، رامسي وآلين بثلاث رئات في الوسط، وبيل قدم تضحيات بدنية كبيرة بقيادته الهجوم و مساهماته الدفاعية الكثيرة، لكن الاختيار سيذهب لتتويج القائد آشلي ويليامز نجماً لهذه الليلة، القائد الويلزي قام بدوره على أكمل وجه بعد أن تكفل بتسجيل التعادل بنفسه وإعادة فريقه إلى المباراة، ومن ثم قيادة المنظومة الدفاعية الويلزية بشكل مميز أصاب النجوم البلجيكية في مقتل.

التعليقات