خطيب جمعة بغداد: بعد قرار المحكمة الاتحادية لم يبق عذر للسياسيين لاستئناف العمل في البرلمان وتفعيله وليغلبوا المصلحة العامة على مصالحهم الشخصية

رام الله - دنيا الوطن
دعا خطيب وإمام جمعة بغداد الشيخ سلام الربيعي في خطبة الجمعة، السياسيين كافة لنكران ذاتهم وتقديم المصلحة العامة على الشخصية بعدما بتت المحكمة الإتحادية بشأن قضية دستورية الجلستين النيابيتين فلم يبق عذر للسياسيين لإستئناف العمل، مطالباً بتغليب المصلحة العامة على مصالحهم الشخصية وليعمدوا لتفعيل العمل في البرلمان ولم شمله، مشدداً على الحكومة للإسراع بملف النازحين وإتخاذ الإجراءات اللازمة والتي من شأنها ان تأمن لهم العودة الى مدنهم بأسرع وقت ".




وقال الشيخ سلام الربيعي من على منبر جامع الرحمن في المنصور ببغداد والتابع للمرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي " لعلنا ما زلنا في رحاب أمير المؤمنين علي بن ابي طالب في ذكرى إستشهاده فهي لا تزال طرية ونريد ان نقتبس من نوره ونسأل أنفسنا ونحن نحيي ذكراه ماذا تعلمنا من علي كونه القدوة والأسوة وهو نفس رسول الله ونحن مأمورون بالتأسي برسول الله ".




وتساءل الربيعي " هل تعلمنا الشجاعة من علي في كل الميادين فصولاته في سوح الوغى التي تشهد بذلك، أم هل تعلمنا منه قول كلمة الحق وان لا تأخذنا في الله لومة لائم، فكم من موقف اليوم بحاجة لقول الحق وهل تعلمنا من علي الأمانة على المال العام ونزاهته، لكن للأسف ما نراه اليوم من المتسلطين ، فهم لم يكتفوا بسرقة المال العام فحسب وإنما يقربون ناسهم إليهم ليشاركوهم بهذا العمل الشنيع ".




وتابع الربيعي " أين نحن من الإمام علي (ع) الذي كان يقف على منبر المسلمين ليسن قانون محاسبة المسؤولين وإجراء الجرد المالي لممتلكاتهم قبل توليهم المنصب فهو لم يكن بحاجة الى مفوضية نزاهة او محكمة او غيرها مما تضطر إليه وتتعامل به الدول المتحضرة اليوم لكثرة فضائح ساستها وإختلاس الأموال العامة والرشاوى تحت عناوين مختلفة ما أنزل الله بها من سلطان ".




وبين الربيعي " كان إمام المتقين علي عادلاً منصفاً للناس، فهل تعلمنا منه نكران ذاته وتقديم المصلحة العامة على الشخصية، وهذا درس عظيم نستفيده اليوم في واقعنا المعاصر سيما بعدما بتت المحكمة الإتحادية بشأن قضية دستورية الجلستين النيابيتين والتي كانتا محل نزاع فلم يبق عذر للسياسيين لإستئناف العمل، وليغلبوا المصلحة العامة وهي مصلحة البلد على مصالحهم الشخصية وليعمدوا لتفعيل العمل في البرلمان ولم شمله وحل قضايا الأمة العالقة بالحوار بما ينفع أبناء هذا البلد خصوصاً وان هناك من يراهن على خلق الفوضى في هذا البلد فقد سمع الكثير منكم تصريحات البعض من المحللين السياسيين للأحداث ان العراق مقبل على أحداث فوضى او أن العراق على صفيح ساخن كما يعبر ".




واشار الربيعي " هل تعلمنا من علي شعوره بالمسؤولية عن كل رعاياه وكيف انه كان يحمل هموم الناس في شرق الأرض وغربها وهو ما يجب أن يكون عليه القائد المسلم ونجد ذلك جلياً في كلمات سماحة المرجع الشيخ محمد اليعقوبي دام ظله عندما أشار في مناسبة سابقة ليوم القدس إلى أخواننا الفلسطينيين حين قال: إننا نحن المسلمين في العراق رغم ما بنا من ألم الجراح والفقر والإضطهاد والحرمان والمآسي الكثيرة لا نغفل عن قضية إخواننا المسلمين في فلسطين لأنها قضيتنا جميعا، ولا يشغلنا شيء عن مواساتهم والألم لما يصيبهم والدعاء لهم بالنصر والتأييد والثبات فإن المؤمن فيه من صفات الله تبارك وتعالى ومن صفاته عز وجل لا يشغله شان عن شان فلنتخلق بأخلاق الله ".




وبخصوص النازحين أوضح الربيعي " من الهموم الأخرى الكبيرة مأساة النازحين من النساء والأطفال وكبار السن والمرضى فضلاً عن غيرهم، فأننا في الوقت الذي نبارك فيه إنتصارات قواتنا المسلحة والحشد الشعبي والفصائل بتحريرهم مدينة الفلوجة من براثن داعش واعوانهم ندعوا الحكومة الى الإسراع بملف النازحين وإتخاذ الإجراءات اللازمة والتي من شأنها ان تأمن لهم العودة الى مدنهم بأسرع وقت ".




وفي الختام دعا الربيعي الجميع الى " التروي في التعامل وعدم الإنجرار وراء الفتن التي من شأنها زعزعة البلد او تجر العراق الى مشاكل داخلية تشغل المقاتلين عن حروب التحرير التي يخوضونها ".

التعليقات