حكاوي اليورو (19): ضربات الحظ تطيح ببولندا وتمنح رونالدو السيء ورفاقه بطاقة العبور لنصف النهائي

حكاوي اليورو (19): ضربات الحظ تطيح ببولندا وتمنح رونالدو السيء ورفاقه بطاقة العبور لنصف النهائي
وليد جودة

ابتسمت ركلات الحظ الترجيحية في وجه المنتخب البرتغالي ومنحته بطاقة العبور إلى نصف نهائي يورو 2016 على حساب بولندا، وذلك في اللقاء الأول في ربع النهائي والذي انتهت نتيجة وقتيه الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله.

المباراة جاءت وفقاً للتوقعات، مباراة تكتيكية بالدرجة الأولى وتحفظ هجومي من قبل الفريقين، بولندا حافظت على قوامها الأساسي في الوقت الذي ظهر فيه التحفظ على التشكيلة البرتغالية، لكن الهدف البولندي المبكر والأسرع في البطولة عبر القائد روبرت ليفاندوفسكي قبل انقضاء دقيقتين على البداية، أجبر البرتغال على التقدم أكثر والخروج من مناطقها مبكراً، الأمر الذي جعلنا نشاهد أفضل فترات اللقاء إلى أن وصل البرتغاليون إلى التعادل عبر الصاعد الواعد ريناتو سانشيز.

في الشوط الثاني ومع مرور الوقت، ظهر بشكل واضح الإرهاق البدني على المنتخبين، الأمر الذي جعل رتم المباراة أكثر هدوءً، بولندا اعتمدت أكثر على التأمين الدفاعي ومحاولة اقتناص المرتدات واستغلال سرعة الأطراف وقوة تحركات ميليك و ليفاندوفسكي، لكن بيبي وبقية عناصر الدفاع البرتغالي كانوا بالمرصاد دائماً، أما البرتغال التي كانت أكثر استحواذاً لم تجد كعادتها منذ بداية البطولة الحلول اللازمة لفك شيفرة الدفاع البولندي، محاولات في معظمها عبارة عن كرات عرضية لمحاولة اقتناص رونالدو لرأسية من هنا أو هناك دون جدوى، والاعتماد على رونالدو ولا شيء آخر كان أمراً سلبياً للبرتغاليين بشكل واضح.

رونالدو ومنذ بداية البطولة لم يقدم أي شيء يدلنا على أنه هو ذلك الرجل الذي يقود ريال مدريد، الدون لا يبدو جاهزاً من الناحية البدنية والذهنية، ومن الواضح أنه لا يشعر بالراحة في مركز رأس الحربة الذي يحرمه من المساحات التي يعشق استغلالها، فتواصل ظهوره المخيب والبعيد عن التوقعات.

من أبرز العلامات المضيئة في التشكيلة البرتغالية هو ذاك الأسمراني المثير للإعجاب ريناتو سانشيز، صاحب ال18 عاماً كان شعلة من النشاط والحيوية، وكان الرجل الأبرز في الشق الهجومي للبرتغال، لكن تدخلاً تكتيكياً من المدرب سانتوس قلل من ظهوره في الشوط الثاني والأشواط الإضافية بتكليفه بأدوار بعيدة عن منتصف الملعب وأقرب إلى الأطراف، فقل عطاؤه نوعاً ما، لكنه يبقى الأميز إلى جانب بيبي في هذه التشكيلة البرتغالية.

بولندا منتخب يستحق الاحترام والإشادة، منتخب ودع البطولة دون أن يهزم واستقبلت شباكه هدفين فقط في 5 مباريات، البولنديون يعرفون حقيقة إمكانياتهم جيداً ويلعبون وفقها، ويعلمون تماماً أن محاولاتهم في مجاراة خصمهم قد تسبب لهم مشاكل كبيرة في المناطق الخلفية بسبب الحركة البطيئة لقلبي دفاعها، في المجمل الوصول إلى ربع النهائي والوداع بركلات الترجيح يعد أمراً ممتازاً لليفاندوفسكي ورفاقه.

البرتغال الآن في نصف النهائي ستنتظر الفائز من لقاء بلجيكا وويلز التي يعتبر فيها البلجيكيون مرشحون أكثر من خصومهم، وهذا الشكل البرتغالي الحالي لا يعطي انطباعاً بأن رونالدو ورفاقه يملكون ما يكفيهم لمجابهة هازارد ودي بروين والبقية.

نقطة نظام:

- وصول البرتغال إلى نصف النهائي يمنح رونالدو دفعة كبيرة في سباق الكرة الذهبية وإن لم يكن صاروخ ماديرا في أفضل أحواله، خصوصاً وأنه ما زال يمتلك فرصة تحقيق لقبين إضافيين رفقة ريال مدريد قبل نهاية العام.

نجم الليلة:

ريناتو سانشيز كان شعلة متوهجة في أداء البرتغال الليلة، و كريتشوفياك كان بمثابة صمام أمان في وسط بولندا، لكن المدافع البرتغالي كليبر بيبي كان هو الرجل الأبرز بأدائه العالي ونجاحه في منع ليفاندوفسكي وميليك في أكثر من لقطة، مانحاً ثقة كبيرة لبقية الزملاء.

التعليقات